الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الانا وبريق المنصب

صباح مطر

2009 / 8 / 4
كتابات ساخرة


أي أحلام جميلة تداعب مخيلة وعقول الطامحين إلى ارتقاء المناصب والطامعين بها فهم بين أحلام الهيبة والسلطان والجاه والمجد المؤثل وأمل الثراء المنقطع النظير ثم دنياً منقادة بكلها لتقف بين يدي أصحاب الجلالة والسمو والفخامة والمعالي فما دون ذلك لترضى تلك الأنوات المتضخمة أو لتنال بعض ما يرضيها حين الوصول إلى المبتغى وتحقيق الأمل والمنى هكذا هي نفوس الطامعين بالسلطة أو المتربعين على عروشها إلا إستثناءات قليلة ارتقت بها إنسانيتها لتكون أكبر من الجاه والمنصب وأعلى وأكرم من خلعه وامتيازاته فجعلت منه وسيلة لخدمة الناس لا غاية يستعلى بها ومن خلالها عليهم فذاك علي بن أبي طالب وقد باين الدنيا ثلاثاً لا رجعة فيها فاكتفى من لباسه بطمريه ومن طعامه بقرصيه ولم تغره الدنيا وهي مستوسقة له منصاعة لإرادته وكذا هو عمر بن عبد العزيز هذا الأموي الذي زهد وعف وعدل وأنصف ولم يزده رفيع المنصب وعلو الجاه إلا تواضعاً وهبه رفعة يقر له بها العارفون نالها بسيرته لا بسلطانه وقد جعل من السلطان منبرا لخير البلاد وخدمة العباد لا لاسترقاقهم والهيمنة على مقدراتهم وقد سبقه في الفضل معاوية الثاني وهو معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الذي بويع للخلافة بعد أبيه وتضاربت الأخبار حول فترة بقائه على سدة الحكم فقد تراوحت فترة حكمه بين الأربعين يوماً والخمسة أشهر ثم تنحى عن الحكم بعد أن خطب قائلاً أيها الناس ما أن بالراغب بالائتمار عليكم لعظيم ما أكرهه منكم واني اعلم أنكم تكرهونا أيضاً لأنا بلينا بكم وبليتم بنا ...الخ ،وقد استهجن منه ذوو قرابته هذا التصرف حتى قال فيه أحد شعراءهم
إني أرى فتنة هاجت مراجلها
والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا
وأبي ليلى كنية يشار بها إلى الضعيف من القوم ثم طعن بعد ذلك فقتل ولنا في عصرنا الحديث أمثلة مشرقة أخرى في عدم الاستئثار بالسلطة واستغلال امتيازاتها فها هو عبد الكريم قاسم حكم العراق بعد الإطاحة بالملكية لأكثر من أربعة سنين قضاها من أجل الفقراء وعاش عيشهم وفارق الدنيا ولم يترك من حطامها شيئاً ومن الأمثلة الرائعة الأخرى هو المشير عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب الذي استلم السلطة على اعتباره أعلى قادة الجيش في السودان بعد الإطاحة بنظام جعفر النميري في نيسان عام- 1985- ثم سلمها بعد عام إلى حكومة منتخبة كان فيها أحمد الميرغني رئيساً لمجلس السيادة والصادق المهدي رئيساً للوزراء دون أن يرشح سوار الذهب نفسه لأي منصب وغادر سدة الرئاسة دون مطامع وكذلك فعل ليوبولد سيدار سنغور (1906-2001)أول رئيس للسنغال حكم البلاد ما يقرب من عشرين عاماً -1960-1980-ثم تنازل مختاراً بمحض إرادته مرشحاً عبدو ضيوف خلفاً له ليتفرغ لكتابة الشعر سيما وهو مؤلف النشيد الوطني السنغالي (الأسد الأحمر) رغم انه يؤخذ عليه انفراده بالحكم مدة طويلة .
أردنا من خلال سوق هذه الأمثلة القول اننا في مرحلة يراد بها ممن يتصدون لأمر إشغال المناصب في الحكومة أن يسموا بأنفسهم فوقها وفوق مسمياتها ليجعلوا منها مغرمة لا مغنمة فهم اختيروا ليكونوا خدماً لشعبهم لا سلاطين يتأمرون عليه ويثرون على حسابه بما يتقاضونه من رواتب ومخصصات وبما يحصلون عليه من امتيازات فمن اختير أن يسوس القوم يقع عليه التزام أخلاقي بان يعيش كما هم يعيشون لا أن يجعل من موقعه برجاً عاجياً يتعالى فيه على من منحوه ثقتهم ليكون احد البنات للبلد والمؤتمن على مقدرات شعبه لا من الباحثين عن المصالح والأمجاد الشخصية وعلى العموم فاني أرى فيما قلته شقشقة هدرت ثم قرت واني لأرجو أن تعيها أذن واعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادل إمام: أحب التمثيل جدا وعمرى ما اشتغلت بدراستى فى الهندس


.. حلقة TheStage عن -مختار المخاتير- الممثل ايلي صنيفر الجمعة 8




.. الزعيم عادل إمام: لا يجب أن ينفصل الممثل عن مشاكل المجتمع و


.. الوحيد اللى مثل مع أم كلثوم وليلى مراد وأسمهان.. مفاجآت في ح




.. لقاء مع الناقد السينمائي الكويتي عبد الستار ناجي حول الدورة