الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في حَضرَة الحَاجّة غَزّة .. والليدي ضَفَّة

أكرم الصوراني

2009 / 8 / 4
القضية الفلسطينية


بعد نكبة 48 دُعيت فلسطين لعشاءٍ ثوري -لم يكن بالطبع- على شاكلة الكومـودور .. كان عشاءً بطعم الهزيمة .. في أول الطريق ضاعت يافـا وفي آخره سقطت عكـا ، حَفِظَ القَـدَرُ اثنتين /غَـزَّةَ والضَفّـة/ تعانق كلاً منهما الأخرى ، ولو عن بعد ، غَـزَّةَ كادت أن تتقن المصرية ، وضفتنا أوشكت أن تكون أردنية ، لـولا "النكسـة" ، -باركها الله- ...!
يتذكر الكبار العام 67 ، كان عام وحدة الجغرافيـا بامتياز ، وحدةُ وطنٍ لم تكتمل أعضاؤه ، وحدةُ أحلام الثّوار ، ولو بنكهـة الاحتلال ..! .. في الألفـان وسبعة وحزيرانها الساخن جداً ، جلس الوطن تحت السنديانة يتفيأ ظلّها ، كان متعباً ، مثخناً بالجراح ، كابر كثيراً .. تحمل طويلاً ، لم يمهله الانقسام ، وعلى عجالةٍ وفي ظروفٍ لم تعد غامضة ، تُوفّي الوطن صغيراً عن عمر يناهز التاسعة والخمسين ..! كثيرون لم يصدقوا الخبر ، قالوا أنها "غيبوبةٌ وطنية" سرعان ما سيفيق ، بعضهم رأى انه نـومٌ عميق ، آخرون من شدة يأسهم قرؤوا عليه الفاتحـة من بعيد ، تمتمـوا في سِرِّهِـم ، رَحِمَ الله الفقيـد ..!
مرَّت السنون وتغيَّـر الحال ، حتى أن الفلسطيني ما عاد فلسطيني ، وفي حفل التأبين لم يذكروا الفقيـد ..
زَعَمَ بعض الرُّواة أنَّ فلسطين الجنوبية في طريقها للـ"حشمة" -يقولون أنهم سيقوننون الأخلاق- سترتدي غَـزّةَ أشياء .. وقريبا قد يفرضون علينا الإنجـاب ..! يرون أن غَزَّة قد هَرمت وبلغت من الكبر عتيـاً ، أميرُ المؤمنين أصدر فرماناً أممياً يقضي بمنح صاحبة العصمة لقـب (الحَاجَّـة غَزَّة) ، وإن شئتم الدقة فقولوا الشيخة غَـزَّة ، على ضفاف النهر المحتل كانت تستلقي (الليـدي ضَفَّـة) ، تتابع الأخبار عبر جزيرتهم الخضراء ، لم يرق لها الحال ، برغم مصائبها وحواجزها وجدرانها الفاصلة ، قررت وبعد استفتاءٍ شعبيٍ عـام ، أن تفـرد شعرهـا على جبال نابلس .. وتمنت أن لا يأتـوا هنـاك كي لا تُجلَدَ أربعين جلـدة إن هي لبست البنطـال ... رفعت يدها إلى السماء ودعت رَبَّهـا أن تعودَ غَـزَّةَ إلى فلسطين .. اللهُـم آميــن ..


3/8/2009 أكرم الصوراني- باحث قانوني
غزة-فلسطين المحتلة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - غزة بين ظلمات حماس ومستقبلها المشرق
حفيد ابو ذر الغفاري ( 2009 / 8 / 3 - 22:32 )
لا تحتاج الشيخة غزة الى مزيد من الحجب واغطية الرأس والوجه واليدين فهي طاهرة نقية بسيطة وواضحةقوية اكثر من اي سنديانةصابرة وصامدة تكتم الامها في انتظار امالها العظيمةالتي تكبرفي احشائها كلما تزايدت الالام وهي في هذه الاثناء تتحمل بصمت وتتجرع كل الامها في انتظار مولودها ... كل ذلك بسبب ايمانها العفوي البسيط الصادق الذي تربى عليه
الغزيون بمختلف اديانهم وارائهم منذ اكثر من الف واربعماية عام مع اهلهم وربعهم في بلاد الشام ثم فلسطين ثم عاشت وحيدة تحت رعاية الجارة مصرعبد الناصر التي حفظت لها هويتهاالتي صارت بدورها ركنا رئيسا من اركان الهوية القومية .. وغزة اليوم كما في الامس وكما هو مولودها القادم من رحم شعبها هي الاكثر وفاء لهويتيها الوطنية والقومية ... وهي الاكثر وفاء لانبل واصدق القيم الدينية دون تعصب .. ورفعت ومارست مضمون تلك القيم التي تحض على التسامح والمساواة وحرية الرأى والمعتقد... ومقاومة الظلم او الصبر عليه ... تلك هي الفضيلة الحقة التى مارستها وتربت عليه غزة وكل ربعها واهلها في كل فلسطين..وليس ادعاء حماس في فرض -الفضيلة - على غزة سوى محاولة يائسة لانتزاع فضائل غزة وتاريخها ومستقبلها باسم الاصولية المتذرعة بالدين وما ابعدها عن جوهره في السماحة وحرية الرأى وحرية الاختل

اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل