الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غرابة موقف جنبلاط الأخير

عادل الخياط

2009 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


ليس المتابع للوضع اللبناني وحده الذي يستغرب تصرف جنبلاط الأحمق عن الإنسحاب من قوى 14 آذار , إنما أي شخص عادي يدرك الوضع اللبناني ولو بصورة بسيطة .. والسبب في غاية البساطة , وهو أن إنبثاق قوى 14 آذار , كان نتيجة لفعل إغتيالي دموي ممتد إلى سنة 1975

لم يسعفني أي موقع عن سبب إنسحاب جنبلاط من قوى 14 آذار , ولن أقتنع إنه سوف ينضم إلى المعارضة اللبنانية , أو ما يُسمى قوى 8 أذار بزعامة حزب الله , وهذه القناعة لم تتأتى من فراغ .. وببساطة إن إنضمام الدروز وحليفهم أوحيفهم الأول - جنبلاط - قد ٌإنضم لـ 14 آذار نتيجة تاريخ مبني على الخيانة والتآمر وسفك الدم لأجل غايات دنيئة أساسها نظام دمشق ومن يدورون في هيكله , تاريخ له صلة بإغتيال والده , تاريخ قد حدا به لأكثر من مناسبة إلى تهجم إنفعالي مؤسس على هذا التاريخ الدموي لنظام دمشق .. إذن ما الذي دعاه لفعل ذلك , ما الذي دعاه الإنفصال عن قوى 14 آذار ؟ ..
لست ضليعا بماهية السياسة اللبنانية وسياسييها , السياسة اللبنانية وسياسييها التي من الممكن أن تكون أكثر الأنفاق حلكة - إذا لم أبالغ - على مستوى العالم , بالرغم من حجم هذا البلد الصغير .. لكن البراغماتية عندما تلعب دورها سوف تكون النتيجة محصلة طبيعية لهذا الفعل البراغماتي !

يضمحل الحدث التاريخي إزاء التصورات والمستجدات . فسعد الحريري وكمال جنبلاط ينتميان لموروث إقطاعي برجوازي . صحيح إن والد كمال جنبلاط هو وليد جنبلاط وهو الزعيم الوطني التقدمي الماركسي الغير خاضع للمفهوم النزعي القبيلي أو الإثني , لكن ذاك الأب هو ليس هذا الإبن , بصرف النظر عن تغيرات التاريخ , لأن الزعيم الوطني - نلسن ماندلا - ظل ذلك الإنسان الوطني الماركسي الوفي لمفاهيمه بإعتبارها مفاهيم أخلاقية بالمقام الأول , وليس إنهيارات الأنظمة من الممكن أن تهز المفهوم الأخلاقي للماركسية .. ومن هنا القول إن الإبن ليس الأب ..

إنني أتذكر الآن قول كمال جنبلاط عندما سقطت قذائف صاروخية على الفندق الذي كان ينزل فيه الصقر الأميركي البشع " ولفوفيتز " عند زيارته للعراق , قال جنبلاط : كنت أتمنى أن تشق رأسه إحدى القذائف , أو قولا مشابها لهذا القول .. كمال جنبلاط عندما يصدر منه مثل هذا القول يتضح إنه ليس قوميا أو إسلاميا , إنما وطنيا ماركسيا لا زال على هُدى أبيه , لا زال يؤمن إن أميركا سوف تظل محورا من محاور الشر ما دامت رأسماليتها مقتنعة بالتفريغ , تفريغ الكون إلا ما يخدم جشعها الغير طبيعي .. وفي ذات الوقت ظل على قناعة بالمفهوم المتوارث, بأن سوريا وعملائها من حزب الله هم المسؤولون عن الإغتيالات , وإن طبيعة هذا النظام لم تتغير رغم تغير الزمن .. لكن في ذات المحور إنه ليس أبيه , لأن البرجواوية توغلت فيه فأفقدته الصواب , نعم , صحيح إن سعد الحريري يُمثل قطبا مهما من أقطاب
البرجوازية اللبنانية , لكن في كل الأحوال فإن التحالف مع الحريري يظل مهما في الوقت الراهن لمواجهة المد السوري الإيراني على الساحة اللبنانية

يُعاد القول : الإبن ليس الأب .. ويُقال دوما بصرف النظر أو بغض النظر .. هنا لا صرف ولا غض .. لا صرف عن براغماتية غير واضحة المعالم .. بمعنى هل سيبقى كمال جنبلاط معلقا بين قوى 14 آذار و 8 آذار , أم ما هو وضعه بالضبط ؟ فإذا إختار 8 آذار فإنه سوف يسقط سقطة تتناولها لعنات لا قرار لها ؟ فهي أولا خيانة للدم , خيانة لوالده ضحية المخابرات السورية .. وثانيا إنه سوف يؤرخ لمرحلة جديدة من الإنفلات , لأن قوى 8 آذار تصعد تنزل فهي تظل ذيلا تابعا لإيران وسوريا وعلى إستعداد بتواصل لخلق الأزمات بحجة إحتلال إسرائيل لمربعات ضئيلة من الأرض اللبنانية .
إلى المحرر.. تعديل وشكرا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مغالطة بين كمال ووليد جنبلاط
احسان المصري ( 2009 / 8 / 5 - 20:50 )
عفواً ولكن يبدو ان الكاتب يخطئ بن كمال ووليد جنبلاط . كمال هو الاب ووليد هو الابن .
اما في ما خص الموقف السياسي الاخير لوليد جنبلاط اي الابن فانه ينطلق من مصلحة طائفته الدرزية و زعامته داخل الطائفة وهي ناتجة عن خوفه الاقلوي . ورغم انه يستعيد بعض المصطلحات اليسارية فانها مجرد غطاء لمواقفه .


2 - شكرا على التصحيح
عادل الخياط ( 2009 / 8 / 5 - 21:03 )
شكرا أخ إحسان على التصحيح
ضاعت علي الحسابات بين بني جنبلاط

اخر الافلام

.. -صانع قدور- و-بائع كمون-.. هل تساءلت يوماً عن معاني أسماء لا


.. حزب الله ينسق مع حماس وإسرائيل تتأهب -للحرب-!| #التاسعة




.. السِّنوار -مُحاصَر-؟ | #التاسعة


.. لماذا تحدى الإيرانيون خامنئي؟ | #التاسعة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل ف