الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعر والإعلامي حميد قاسم : قصائد السبعينيين أفصحت عن وعي عال وموقف مبدئي

كاظم غيلان

2009 / 8 / 6
مقابلات و حوارات


يؤشر الشاعر والاعلامي البارز حميد قاسم العديد من الظواهر التي شغلتنا كثيراً في مشهد الشعر الشعبي العراقي ومبيناً في الوقت ذاته مسببات هذه الظواهروقاسم بدأ تجربته الشعرية (شعبيا) أوائل السبعينيات ونشر العديد من قصائده في صحف(الراصد، طريق الشعب، الفكر الجديد) ثم اتجه للكتابة بالفصحى شعراً ورواية ونقداً، وعمل طويلاً في وسائل اعلام دولة الامارات صحافة وفضائيات، كان لنا معه هذا الحوار:
تقويض الرتابة
لنبدأ من حيث البدايات .. تلك الحقبة السبعينية التي عشتها ، كيف تصف مشهد شعر العامية آنذاك مقارنة بمشهده الحالي؟
ـ مع اني لا أميل كثيراً الى المقارنات لأن لكل زمن ظروفه واشتراطاته، الا انه يمكن القول ان المشهد السبعيني كان مشهداً محتدما وواضحاً رغم الصراع الذي شهدته تلك المرحلة في اشكال متعددة، لأن الصراع -باطرافه ومجالاته- كان واضحاً.. اذكر تلك " النهضة" التي كانت تمثلاً واستجابة موضوعية للثورة التي احدثتها قصائد الشاعر الكبير مظفر النواب.. كانت قصائد هذا المبدع الخلاق قد احدثت زلزالاً هز اركان تلك القصيدة الكلاسيكية التي شاخت وتيبست أطرافها وأجدبت ارضها لفرط التكرار والنسج على المنوال ذاته، مثلما كانت اشبه بالنقلة التي احدثها الرواد العراقيون في الشعر العربي الحديث، واعني السياب ونازك وحشد من الشعراء جايلهما أو اعقبهما.. الا ان ثورة النواب لم تتنكر للمنجز العظيم الذي قدمه الحاج زاير وفدعة والعلاف وسواهم، بل قوضت الرتابة التي آل اليها أمر الشعر الشعبي منذ اربعينيات القرن الماضي بسذاجته، وغلبة روح النظم على الابداع، ومحدودية افقه على صعيدي الشكل والمضمون والموضوعات.. الخ. استعيد الآن ذلك المشهد المحتدم .. متمثلا في تلك المهرجانات التي شهدتها المحافظات.. وفي قصائد شاكر السماوي وعريان السيد خلف وطارق ياسين وكاظم اسماعيل الكاطع وعزيز السماوي ورياض النعماني وكاظم الركابي وكريم العراقي وكاظم غيلان وجمعة الحلفي.. انها قصائد تفصح عن ثقافة وعن وعي وعن موقف مبدئي اصيل، وهذا ما نفتقده في شعر اليوم.. منذ عقد الثمانينيات، من ركاكة وافتعال وسذاجة وقيم متخلفة واغراض نفعية تعيد الى الذهن" شعراء الگدية" والارتزاق واثارة النعرات المريضة.
العناية بالنبطي
عشتم وعملتم في اعلام دولة الامارات.. ما مدى حضور شعر العامية هناك واعني النبطي منه؟
ـ ثمة عناية كبيرة في الخليج كله - مثل كل الاشياء الأخرى- بهذا النمط من الشعر، فهناك مجلات متخصصة وملاحق مشابهة تصدر عن اغلب الصحف ودور النشر ، بل ان هيئة ابو ظبي للثقافة والتراث التي قامت بديلاً للمجمع الثقافي تعنى بالمقام الأول بهذا الشعر النبطي وفنونه، بتوجيه واضح التميز من قبل اعلى المستويات في الدولة، حيث تعقد المهرجانات الضخمة وترصد لمؤتمراته ميزانيات كبيرة فضلاً عن الجوائز التي تصل الملايين أحياناً، وبالتأكيد فأن ثمة استقبالاً جماهيريا يمثل المبرر لهذا الاهتمام وتلك العناية الفائقة بهذا الشعر.
إرث الحرمان
*هناك تراجع في الاغنية العراقية الآن له صلة بتراجع الشعر الشعبي .. هل ثمة أسباب يمكن تأشيرها في هذا التراجع؟ لنقل اولاً لكل زمان مفاهيمه وثقافته ومنظومته القيمية، وان لكل جيل اغانيه، من هنا ينبغي ان نتفهم ونتقبل سيادة هذا النمط من الغناء، مع الأخذ بنظر الاعتبار ان السبعينيات التي تعد مرحلة فارقة في الاغنية العراقية لأسباب لامجال لشرحها الآن- شهدت أيضاً وجود اغنية هابطة لها روادها، تحت ذريعة الاغنية الشعبية، هل نسينا موجة التسجيلات الشعبية بدءاً من تسجيلات شرهان كاطع والعبودي هنا، واغاني احمد عدوية في مصر التي تقابل شعبان عبد الرحيم هذه الأيام..! من الممكن أيضاً ان ننظر كذلك الى التراجع الذي شهدته الحياة العراقية منذ عقود طويلة، وانعكاسه على الذائقة العراقية، وصولاً الى يومنا هذا حيث تسيدت فئات جديدة في المجتمع حملت معها ارثها العريق من الحرمان ، مثلما حملت معها ثقافتها في الاغنية والملبس والذوق وطبائع السلوك.. سلطة المال التي احتازها" الحواسم" محتهم سلطة مهيمنة في الشارع.. اضف الى هذا ان مدنا في بغداد مثل الحرية والشعلة والثورة بشكل اوضح- فضلاً عن المحافظات، كانت حواضن خصبة للأبداع في مجالات السياسة والأدب والمسرح والتشكيل وحتى كرة القدم.. انظر ماذا يمكن ان تقدمه هذه المدن اليوم بعد 40 عاماً من الافقار الممنهج والحرمان والاقصاء والتهميش؟ نعم هذه المدن موغلة في فقرها، لكنها لم تعد تتحمل لفرط ما أوذيت ولأن الحياة العراقية فقدت منذ نهاية السبعينيات عنصراً اساسياً في تشكلها، واعني بذلك الأحزاب و الحركات المعارضة التي تعرضت لتصفية بدنية مرعبة واقصيت من الحياة بشراسة ووحشية ، وكانت الموجه والحامي والمعلم والحاضنة الهائلة لحشود من المواهب التي تتبدد الآن في فوضى التعصب والتطرف والعنعنات العشائرية والطائفية والعرقية وحتى المناطقية .
ببلوغرافيا
حميد قاسم/ تولد بغداد/ ماجستير أدب عربي ونقد/1996 - كلية التربية للبنات- جامعة بغداد عمل محررا ثقافيا في صحيفتي الأتحاد والعالم الاماراتيتين - 1999 - وسكرتير تحرير اخبار قناة العربية.
بيان أول للطفولة القديمة- رواية 1983 بغداد
قداس الطفولة الهرمة- شعر 1984 بغداد/ نسمة الصباح- قصائد للأطفال- 1985 بغداد
رقيم أيمين - شعر - 1993- بغداد / اصابع- قصص للأطفال- 1995عمان سفر النار - دراسة نقدية- 2000 الشارقة / ليس ثمة هواء - شعر- 2003 الشارقة.
وهذا صحيح أيضاً- شعر- 2008 بيروت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جواب
Jasim ( 2009 / 8 / 6 - 11:24 )
حميد قاسم نشر
بيان أول للطفولة القديمة- رواية 1983 بغداد
قداس الطفولة الهرمة- شعر 1984 بغداد
نسمة الصباح- قصائد للأطفال- 1985 بغداد
رقيم أيمين - شعر - 1993- بغداد

1983 و1984 و1985 و 1993 في الزمن الذي كان يذبح فية الوطنيين من ابناء شعبنا كان ينشر الدواويين ؟؟ ماذا يعني هذا؟؟
ارجو من كاتب المقال الاجابة مشكورا


2 - المتألق دائما
ابو ارام ( 2009 / 8 / 6 - 19:33 )
كنت متألقا دوما منذ ان كنت معنا في اعدادية قتيبة للبنين حيث كنت تقرأ قصائد شعبية لمظفر النواب ، اتمنى ان تبقى متألقا هكذا دوما وللابد

اخر الافلام

.. روسيا تعلن أسقاط 4 صواريخ -أتاكمس- فوق أراضي القرم


.. تجاذبات سياسية في إسرائيل حول الموقف من صفقة التهدئة واجتياح




.. مصادر دبلوماسية تكشف التوصيات الختامية لقمة دول منظمة التعاو


.. قائد سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: النصر في إعادة ا




.. مصطفى البرغوثي: أمريكا تعلم أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدف حر