الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرحلتنا... ماذا بعد

يوسف عودة
(Yousef Odeh)

2009 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


لقد عشنا وما زلنا في الآونة الأخيرة، مرحلة معقدة، متشابكة ومتداخلة في كثيرٍ من القضايا والمواضيع، لقد اختلط فيها الحابل بالنابل، والصالح بالطالح، اختلطت فيها السياسة بجميع أمور حياتنا، في عاداتنا وتقاليدنا، في أخلاقنا ومبادئنا، حتى في طموحاتنا وأحلامنا، فأصبحنا مُسيسين بطريقة غريبة عجيبة، لا تمت لأصولنا وجذورنا بشيء، حتى أننا أصبحنا غير قادرين على التمييز بين الأشياء، حتى أبسط الأمور كدنا عاجزين عن التفريق فيها، أصبحنا غير مستعدين أساساً للتمييز بين الخير والشر، بين الحلال والحرام، بين مصالحنا ومبادئنا وأهدافنا.

لا شك أن كثرة القضايا والأمور التي أصبحت تزاحم حياتنا اليومية، وتفرض نفسها علينا بقسوة عنيفة، جعلتنا عاجزين عن مواجهتها والوقوف أمامها والتصدي لتبعاتها، مما حدا بنا جميعا، بأن أصبحنا نسير بطريق مجهول، طريق ذو اتجاه واحد، يصعب التوقف فيه أو حتى الرجوع للوراء، ورغم هذا، ورغم أننا أصبحنا غير قادرين على التوقف أو العودة إلى الخلف، إلا أننا أيضا أصبحنا نجهل طريقنا، ونخاف من الاستمرار فيه. ولكي لا نكون كالموتى الذين يذهبون إلى العالم الآخر. ولكي لا نكون كقوم موسى في تيهانهم وضياعهم في الأرض أربعين سنة، وجب علينا جميعا التوقف قليلاً، والنظر بأحوالنا وما آلت إليه أوضاعنا وعلاقاتنا، إلى تلاحمنا وتعاضدنا.

وجب علينا التوقف دقيقة صمت، دقيقة نحدد فيها اتجاهاتنا الصحيحة، ونستجمع فيها جميع قوانا وتركيزنا، أحاسيسنا ومشاعرنا، علنا نعيد لعقولنا ملكة التركيز، والتمييز بين الأشياء، علنا نعيد لأذهاننا كيفية القدرة على التفريق بين ما هو لنا وما هو علينا، بين ما هو في صالحنا وما هو في ندنا، وجب علينا التوقف ولو للحظة، نفتش فيها عن ثغرة يمكن لها أن تنجينا مما نحن فيه. لا بد من وجودها، والعمل على إصلاحها، وبالطبع هذا يحتم علينا مواجهتها والتصدي لها ونحن متحدين متماسكين، لا منقسمين ومتشرذمين، لكي نعود أدراجنا بانتظام، علنا ننجح ونفوز بالنجاة بأرواحنا وبشعبنا نحو هدف واحد ووحيد، نحو الاستقلال والتحرر.


لذا علينا النهوض من جديد، النهوض بعقولنا وأذهاننا قبل فوات الأوان، علينا إدراك ما يدور من حولنا، علينا فهم واقعنا والتخطيط الجيد لمستقبلنا، وجب علينا الذهاب بعيون جديدة وقلوبٍ نقية للمرحلة المقبلة والاستعداد مليا لها، المرحلة التي نأمل جميعاً بأن تكون المنقذ لنا من ضعفنا وقلة حيلتنا، أن تكون الخلاص لخلافاتنا وإختلافتنا، ولكن ورغم كل هذا، إلا أنه يبقى الجزء الأهم في حياتنا، متى نبدأ ونفتتح هذه المرحلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها