الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى الكويت الحبيبة

ضياء حميو

2009 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


كنتُ في" باب المعظّم" من بغداد صبيحة ذلك اليوم المشؤوم حين أعلنت الإذاعة العراقية " عودة الفرع إلى الأصل"..!
ياإلهي ..! هاهي بوصلة تحرير القدس تخطأ اتجاهها ثانية ،وتتوجه نحو الجنوب..!
ولكن أي جنوب ؟! هي الكويت..!وأي كويت؟! هي كويت " احمد الربعي و إسماعيل فهد إسماعيل ، كويت عوض دوخي ،غريد الشاطئ ،عبد الكريم عبد القادر و أثير روحي بغناءه " شادي الخليج"..!!

كانت الناس مذهولة غير مصدقة، خصوصا الرجال الذين امضوا زهرة شبابهم جنودا في الجبهة الشرقية، وهم ينتظرون التسريح بعد توقف حرب الثماني سنين، هاهي معاملات التسريح تتوقف، وسيتم قريبا استدعاء من تسرح منهم لخدمة احتياط ثانية وثالثة...الخ.

عدتُ إلى قريتي ،وجدتُ أختي تنحب وهي تحتضن أطفالها الخمس و تشير إلى زوجها :( خوية ! استدعوه للاحتياط مرة ثالثة..!!).
كان زوجها ابن عم لي اسمه "حمزة " ونسميه في القرية " إحميزة " أمضى خدمته المكلفية وخدم ضمن الجيش العراقي في "حرب تشرين" ،وحين انتهت تسرح لأشهر وتم استدعائه لخدمة الاحتياط الأولى لحرب " الأكراد " في كردستان العراق ،وحين انتهت ،تسرح فترة وجيزة ،وتم استدعائه لخدمة الاحتياط الثانية في الحرب العراقية الإيرانية ،وحين انتهت تسرح لمدة سنة ونصف ، وهاهي خدمة الاحتياط الثالثة ..! قالت أختي :( خوية .. ماكو غير" إحميزة "يحارب..!؟،منذ أن شفته وشافني جندي.. ماشاف جهاله " أطفاله " أنا أرمله ورجلي عايش ... تعبت ازرع الكَاع وحدي .. الكَاع يناردلها زلمه ).. تعبت ازرع الأرض وحدي ،الأرض تحتاج لرجل" ...يبوووووووووووو!؟.

بعد فترة وذات يوم كان أبي يزمجر ،مهددا ومتوعدا أمي يصيح ( حرام ،حرام ،حرام قولي لأولادك : لاابني ولا اعرفه من يحمل إلى بيتي شيئا من أغراض الكويت ،هذا مال منهوب ،احذروا أن تشتروا شيئا قادم من الكويت ..!!).
في تلك الفترة كنت كلما سمعتُ ماحصل للكويت وشعبها تقفز الى ذهني كلمات وموسيقى اوبريت " السندباد " لشادي الخليج" وتنهمر دموعي شجنا..!!"

لأحبائي وأهلي في الكويت أقول اليوم :( إسموا فوق جراحكم..!
من اجل الأجيال الجديدة ولكي لايحصل ماحصل بعد الحرب العالمية الأولى في ألمانيا وفرض المنتصر لشروطه المذلة لها ، ومن ثم استخدام ذلك من قبل النازية وصعودها وكارثة الحرب العالمية الثانية..!

نحترم ونجل جروحكم، إسموا فوقها ..!
نحن جيرانكم وأهلكم في العراق مازالت جروحنا تنزف، ساعدونا في تضميدها وشفائها..
النفط والفلوس لن تعوضكم أو تعوضنا الأحبة الذين فُـُـقدوا....
نحن جيران إلى الأبد...!
من اجل مسح الكره من ذاكرة الأجيال الجديدة،لابد أن نتذكر ونتعلم ونسموا فوق جراحنا ،ولتكن البصرة كما كانت قديما " بصرتكم "بل العراق برافديه اجمعه انتم ،ولتكن الكويت كويتنا ورئتنا التي نتنفس بها).









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إلى الاخ ضياء
محمد الخليفة ( 2009 / 8 / 6 - 11:31 )
هذا الكلام الطيب والسامي الذي يبريء الجروح ويلغي كل السيئات التي حصلت من الذاكرة لتبدأ صفحة جديدة عنوانها الحب والتعاطف بين الجيران ، فياريت شعب وحكومة الكويت يقرأون هذه العبارات الراقية بالإعتذار وأن تقوم حكومة العراق بمثل ذلك ، وتأكد أن أهل الكويت طيبين وذو قلوب كبيرة تتسامح فيما إذا صدقت النوايا وكان شعور حكومة العراق بمثل شعورك الطيب تجاههم . نحن خليج ، واحد ولسان واحد وهمومنا واحدة

اخر الافلام

.. أكبر هيكل عظمي لديناصور في العالم معروض للبيع بمزاد علني.. ب


.. لابيد يحذر نتنياهو من -حكم بالإعدام- بحق المختطفين




.. ضغوط عربية ودولية على نتنياهو وحماس للقبول بمقترحات بايدن بش


.. أردوغان يصف نتائج هيئة الإحصاء بأنها كارثة حقيقية وتهديد وجو




.. هل بإمكان ترامب الترشح للرئاسة بعد إدانته بـ34 تهمة؟