الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشفافية والمساءلة

سامي فودة

2009 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


يعتبر مفهوم الشفافية والمساءلة ركناً أساسيا ومهما من مقومات الحكم الصالح والناجح في حياة الشعوب المتحضرة والراقية والتي تؤمن بالنهج الديمقراطي البناء من خلال الحوار الهادف في عملية المكاشفة والمحاسبة وذلك داخل الأطر والمؤسسات التابعة لها وليس عبر الفضائيات وشاشات التلفاز كما نشاهد ونسمع .فان الشفافية والمساءلة هما مفهومان مترابطان كل منهم يعزز من وجود الآخر فان غياب عامل الشفافية لا يمكن وجود المساءلة .وما لم يكن هناك مساءلة فلن يكون بالتأكيد للشفافية أية قيمة في ظل غياب المساءلة فكثير مانجد شخصيات سياسية واقتصادية وأمنية وعلمية ومؤسسات وحكومات ودول ترتبك ويتغير لونها كالحرباء لمجرد سمعها عن مفهوم الشفافية والمساءلة لأنه هذان المصطلحين يدفعنا حتما نحو مفاهيم أخرى لها علاقة قوية بهما هما الفساد الإداري والمالي والاقتصادي والسياسي والأمني والتعليمي باشكالة المطروحة وكما هو معروف ومعلوم للجميع أن الخارج عن القانون والمستظل بعباءته يقوى ويكابر عند غياب مفهوم الشفافية والمساءلة أي إن مصدر قوته في الغموض وعدم الوضوح بشأن السرقة والرشوة والخداع والنصب والاحتيال والتخاذل والتأمر وغيرهما من مظاهر الفساد لا تتم أمام الأعين في وضح النهار 0 وإنما تتم خلف الستار في الظلام وهو شيء طبيعي أن ينتشر الفساد وذلك لغياب عامل المساءلة، وانعدام المحاسبة ونحن في المجتمعات العربية لنا خصوصية في الفساد الإداري والمالي والاقتصادي والسياسي والأمني والتعليمي حيث المحسوبية الإقليمية والقبلية في إسناد الوظائف، واستغلال نفوذ المهنة فإن النتائج التي سوف تحصد من وراء ذلك الفساد بصوره المتعددة والمتكررة خطيرة جدا للغاية فهي تؤدي إلى هدر الموارد والطاقات المادية والبشرية وبالتالي ضعف النمو الاقتصادي ويمكن أن يؤدي إلى انهيار تام للنظام الحكم القائم 0فالشفافية تعتبر عنصرا رئيسياً من عناصر المساءلة البيروقراطية والتي تعتمد في عملها على الجهاز البيروقراطي اعتمادا كبيرا على توفير المعلومات وصحتها والتدقيق الحر منها في جميع الحسابات العامة وتقارير مدققي الحسابات وهي تعطي الفرصة للمعنيين بمصالح ما أن يطلعوا مباشرة على العمليات والمؤسسات والمعلومات المرتبطة بهذه المصالح، وتوفر لهم معلومات كافية تساعدهم على فهمها ومراقبتها وتزيد من سهولة الوصول إلى المعلومات درجة الشفافية ولكي تكون المؤسسات المستجيبة لحاجات الناس ولمشاغلهم منصفة، عليها أن تكون شفافة وأن تعمل وفقا لسيادة القانون. فإصلاح مؤسسات الدولة وجعلها أكثر كفاءة ومساءلة وشفافية ركن أساسي من أركان الحكم الصالح ومن أهم متطلبات الشفافية هو الكشف عن جميع مختلف قواعد الأنظمة والتعليمات والإجراءات والآليات المعتمدة وبذلك تعتبر هذه أول خطوة عملية جادة في الاتجاه الصحيح للإقرار عمليا بالمكاشفة والمحاسبة والتطهير والتغيير والإصلاح في حال عدم احترام تلك الأنظمة والقواعد المتبعة حسب الأصول0 .ومن أجل إحراز شكل أكثر كفاءة وأكثر إنصافا ، تجري معظم حكومات الدول النامية إصلاحات جارفة لأجهزتها البيروقراطية. فإصلاح مؤسسات الدولة لكي تصبح أكثر كفاءة ومساءلة وشفافية هو ركن من أركان الحكم الصالح. يتطلب الإصلاح الفعّال التزاماً سياسياً يجب أن يحظى بمساندة القطاع الخاص والمجتمع المدني.كما وتتطلب المساءلة وجود نظام لمراقبة وضبط أداء المسؤولين الحكوميين والمؤسسات الحكومية، خصوصا من حيث النوعية وعدم الكفاءة أو العجز وإساءة استعمال الموارد واستغلال نفوذ المهنة . ومن الضروري أيضا وجود نظم صارمة ورادعة مع عقوبات تطبّق بحق مرتكبي المخالفات المالية. ,والإدارية والسياسية والأمنية والتعليمية ........ألخ

















.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشركات الأوروبية توسع من مقاطعة المنتجات الإسرائيلية


.. مشهد صادم في تركيا.. ثلوج تغطي الشرق وحرائق تشتعل في الغرب




.. وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي: زيارتي لسوريا تاريخية..


.. جوعى وجرحى وموتى.. غزة تحترق من الداخل




.. محاورتي للقرآن- الحلقة 266