الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعادة تأسيس الجيش العراقي مهمة وطنية اولى

باقر ابراهيم

2004 / 5 / 12
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


اعادة تأسيس الجيش العراقي مهمة وطنية اولى
2004/05/11
من الذي سيفاوض المحتل؟
باقر ابراهيم
في العشرين من اذار (مارس) 2003، اعلنت الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها الحرب علي العراق. واذا كانت امريكا تعتبر نفسها انها ما زالت تخوض هذه الحرب، وتدعي انها اصبحت ضد الارهاب الان، فعليها ان تجد جهة عراقية يمكن ان تتفاوض معها في حالة شعورها بفشل عامل القوة.
فهذا الفشل لعامل القوة، باتت علائمه واضحة للعيان ولا شك فيها.
ان الجهة التي يمكنها ان تمثل العراق في تلك المفاوضات، والتي يمكن ان تحصل علي التفويض المتعارف عليه في الحروب، هي قيادات الجيش العراقي، الذي لجأت الي حله دون وجه حق.
ويتضح الان، ان استعجال المحتل بحل الجيش، كان بهدف توفير الفرص لان تتكلم باسم العراق، جهات صنعها المحتل، كما هو حال مجلس الحكم.
لم يكن الجيش بالامس، ولن يصبح في الغد، مرتهنا بنظام حاكم، او بحكومة محددة. بل هو كان وسيبقي عنوان الدولة العراقية واحد اركانها الاساسية.
وقد فشلت الجهود الامريكية، في افتعال تكوين جيش بديل. وحتي هذا الجيش الذي جري افتعال تكوينه، رفض اوامر مؤسسيه ليخوض القتال ضد شعبه، كما دلت علي ذلك احداث الفلوجة وغيرها، في منتصف نيسان الماضي.
وفي كل الحروب، لا يجوز للطرف المنتصر فيها، والذي احتل البلاد، ان يفرض قادة بعينهم هو في الجيش المهزوم، ليفاوضهم باسم بلادهم. فهذا ما تؤكده وقائع الحروب، في العصر الحديث.
ينبغي العودة الي القيادات الرسمية في الجيش العراقي، الذي اضطر لان يخوض الحرب العدوانية، غير المتكافئة، دفاعا عن بلاده، بين 20 اذار (مارس) 9 نيسان (ابريل) 2003، واستبسل فيها، وقدم هو وشعبه التضحيات الغالية.
ان افراد وقادة الجيش العراقي، المتكون من 400 الف مقاتل، ما زالوا في وطنهم. وهم يحتفظون، ليس بملابسهم ورتبهم العسكرية فحسب، بل بوطنيتهم اولا.
لقد ظهر في اجهزة الاعلام الواسعة الانتشار، العشرات من قادة الجيش. وتحدثوا عن جوانب كثيرة في حرب العدوان علي العراق. ولكن لم يذكر احد منهم وجود الخيانة للوطن، في قيادات الجيش. علما ان الخيانة متوقعة دائما، بحدود معينة، في كل البلدان.
ان مأثرة وطنية جديدة، يمكن ان تضاف لتاريخ الجيش العراقي، حين يعرف الجميع، ان عناصر هذا الجيش، يشكلون العمود الفقري، في الهيكل، وفي الخبرات الفنية، للمقاومة الوطنية الراهنة، من اجل استعادة استقلال العراق.
وما هو جدير بالانتباه ايضا، ان القادة العسكريين، الذين تحدثوا في اجهزة الاعلام، انتقدوا بمرارة ايكال امور القيادات العسكرية لمن هم ليسوا اهلا لها.
وكل الانتقادات لاخطاء الماضي، في الموقف العسكري، ستكون عاملا مهما في المساعي المقبلة لتطوير هيكلية القوات المسلحة، وتطوير كفاءاتها لصالح استعادة استقلال العراق وتطوره.
نستخلص من كل ما تقدم، التأكيد ان اعادة تأسيس الجيش العراقي الوطني الذي جري حله تحديدا، سيكون المطلب الحيوي لاستعادة استقلال العراق، وتكوين دولته المستقلة.
قد يكون من المقبول والممكن، ان ندعو العسكريين الوطنيين، وخاصة من ضباط الجيش، لتكوين منظمة تكافح من اجل استحصال حقوقهم المهنية والاجتماعية، ويكون احد اهدافها تثبيت حق العراق، بان يكون له جيشه الوطني، علي اساس الغاء القرار الجائر بحل الجيش، وليس بتكوين جيش مصنع من جانب المحتل.
ان عقلية اليمين الامريكي المتصهين، القائمة علي اعتماد اسلوب الرعب والصدمة، لا تستطيع، بتفوقها العسكري الساحق، ثم بحل الجيش وتحطيم الدولة العراقية، ان تقهر هذه البلاد، وان تحملها علي الرضوخ والاستكانة. انها توهمت ان حفنات من المتعاونين معها، تكفي لان تقول ان هؤلاء يستطيعون ان يتحدثوا باسم العراق.
لكن احداث السنة الماضية، اثبتت فشل تلك الحسابات تماما.
ومقابل مخطط تمزيق العراق، واثارة الفتن الطائفية بين السنة والشيعة، يتوحد العراق اليوم، اكثر من اي وقت مضي.
والمقاومة الشعبية، والرفض الشعبي للاحتلال، طيلة العام الماضي انتهيا الي انتفاضة الشعب الشاملة التي تتأجج في اغلب مناطق العراق، بعد ان زعموا انها محصورة في المثلث البطولي. وها هو العراق كله، يتحول الي مثلثات تقاوم.
واصبح شهر نيسان (ابريل) 2004 قياسيا في ارقام وحقائق كثيرة. ومنها في ارقام ضحايا العراق، كما في خسائر قوات الاحتلال.
من جديد نقول، ان توازن الرعب والقوة، الذي استطاعت المقاومة الشعبية، والرفض الشعبي ان يحققانه، يمكن ان ينتهي، ويجب ان ينتهي الي توازن الحل العقلاني ـ السياسي.
والان توفرت في الواقع العراقي، قيادات وطنية واضحة، ببرامجها الوطنية، وباساليبها النضالية المتنوعة، وبشخوصها الموثوقة وبصحافتها المكافحة.
يقابل هذه الحقائق، ان القوي المتعاونة مع الاحتلال تقع في عزلة تتزايد سريعا.
ومن المهم، في الواقع الجديد، تلاقي كل مكونات النضال الوطني، وهي المقاومة والنضال السياسي، وهدف استعادة الجيش، لتصب في مجري موحد يغذي معركة الشعب لانهاء الاحتلال ولاستعادة الاستقلال الوطني.
كاتب من العراق يقيم في السويد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة : أي دور للمثقفين والنجوم؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مذيعة CNN تواجه بايدن: صور الأطفال في غزة مروعة وتكسر القلب.




.. تغيير العقيدة النووية الإيرانية.. هل تمهد إيران للإعلان الكب


.. المستشفى الإماراتي ينفذ عشرات العمليات الجراحية المعقدة رغم




.. الصين تتغلغل في أوروبا.. هل دقت ساعة استبدال أميركا؟| #التاس