الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احمد عبد الحسين

سعدون محسن ضمد

2009 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


ماذا كان يتوقع الحزب الذي تورط الضباط المنتسبين إليه في جريمة مصرف الزوية من الإعلامي العراقي أن يكتب؟ هذا سؤال يطرح نفسه بشدة وربما هو ينقلب لسؤال آخر يقول: ماذا كان على الإعلامي الحر والمهني أن يفعل أزاء دولة تلتهمها أحزاب لا تريد لأحد أن يعترض على ممارساتها البشعة..
ما كتبه الزميل أحمد عبد الحسين كان وما يزال يجول بخواطر الكثير من الإعلاميين والمثقفين المنصفين والحريصين على أداء واجبهم الوطني والمهني تجاه شعبهم ووطنهم.. صحيح أن من حق الحزب الذي تورط المجرمين المحسوبين عليه بجريمة الزوية أن يطالب الإعلام بالفصل بينه وبين مرتكبي الجريمة وانتظار ما تسفر عنه التحقيقات، وهذا حق طبيعي وهو مكفول قانونياً. لكن كيف يمكن لنا أن نتوقع أن يكون القانون حر ونزيه ويأخذ مجراه الطبيعي بمحاكمة هذا الحزب وهو الذي هجم هجوم الذئاب المفترسة على جريدة الصباح لمجرد نشرها لمقال يشير من بعيد لمسؤوليته عن المجرمين المحسوبين عليه؟
إن الضغط الذي تتعرض له الصباح وبالخصوص الزميلين أحمد عبد الحسين وفلاح المشعل ينذر بكارثة يمكن أن تحل بالإعلام الحر. وأنا أحذر جميع الإعلاميين والمثقفين الأحرار من السكوت عن هذا الضغط وأدعو مرصد الحريات الصحافية ونقابة الصحافيين العراقيين وجميع مؤسسات المجتمع المدني إلى الوقوف بحزم وقوة وشجاعة أزاء عمليات التهام الأحزاب لمؤسسات الدولة الرقابية.
علينا جميعاً تقع مسؤولية كبرى تتمثل بإيقاف هذه الأحزاب عند حدودها ومنعها من تخريب ما نحاول بنائه من حرية وديمقراطية. يجب على هذه الأحزاب أن تتعلم بأن مؤسسات الدولة ملك لجميع أفر اد الشعب وطوائفه ومكوناته وليس لحزب نافذ دون غيره من الأحزاب.
كما أنني أحذر الحكومة العراقية ممثلة برئيس وزرائها من أي محاولة تسعى لتكميم فم الإعلامي أو الصحافي العراقي لأن هذا الفم أصبع أكبر من أي عملية تكميم.
كنا ننتظر من الحزب المعني بالموضوع أن يعتذر بشكل صريح وعلني عن الجريمة التي ارتكبها مجرمون محسوبون عليه ـ بشكل غير مباشر ـ ويؤكد لنا برائته منهم ومن جريمتهم البشعة، لا أن يكرس جهوده (الجبارة) تجاه الصحافيين الوطنيين وكأنه ينتظر منا أن نصفق له تصفيق البعثيين لصدام عندما أباد الأكراد بالغازات السامة أو الشيعة بأسلحته الثقيلة.
إن أي تغيير في كادر جريدة الصباح أو أي حجب لأي ملحق من ملاحقها أو صفحاتها أو أي تلاعب بحريتها يؤشر بشكل واضح إلى أن عملية التهام الدولة من قبل الأحزاب قد وصلت مديات لا يمكن السكوت عليها. وبالتالي سيكون من العار على الشعب العراقي أن يسكت على مثل هذا الالتهام البشع واللاأخلاقي واللاإنساني، ولا يثور ثورة حقيقية تعيد الجرذان إلى جحورها المظلمة.
على الحزب الذي يجد بأن مؤسسة ما من مؤسسات الدولة الإعلامية أو غيرها قد ارتكبت خطأ بحقه أن يلجأ إلى القانون عملاً بمنطق وأخلاق المواطنة، لا أن يلجأ لمنطق وأخلاق العصابات في محاولة بائسة لتخويف الناس وبث الرعب بين المثقفين والكتاب ومنعهم من ممارسة دورهم الحر والنزيه، فزمن الخوف قد ولى ولا مجال له في العراق الجديد، وعلى من يفكر بمنطق صدام ويريد إحياء جرائم البعث إلى الوجود أن ينتقل لبلد آخر يكون فيه الناس أكثر جبناً وتخلفاً.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اول الغيث
سعد محمد حسن ( 2009 / 8 / 6 - 20:32 )
الصديق سعدون
لنعي جميعا ولنعي جيدا بان القوى الطائفيه المهيمنه على السلطه والثروه لن تتهاون او تتردد في استخدام كافة اشكال القمع من اجل الحفاظ على مصالحها انها تعيد انتاج الاستبداد وما الضغط على صحفيي الصباح ما عو الا اول الغيث
تقبل كامل مودتي


2 - سعد محمد حسن
سعدون محسن ( 2009 / 8 / 6 - 23:06 )
الصديق سعد محمد
تحية محبة
صحيح هذا أول الغيث وكلما اقتربت الانتخابات أكثر سترى بأن تخبط بعض الأحزاب سيكون أكثر، خاصة الأحزاب التي تعتقد بأن مؤسسات اعلام الدولة حق حصري لها وبالتالي هي ستسعى وبشكل محموم للسيطرة على هذه الوسائل من أجل أن تضمن الفوز في البرلمان المقبل، وهذا ما يجب أن ينتبه له الشعب، فالمؤسسات الإعلامية ملك لكل الناس وليس لأحزاب فشلت في إدارة الدولة ولا تريد لا الاقرار بهذا الفشل ولا الاكتفاء بما نهبته من مقدرات الشعب والوطن. جميع الأحزاب الماسكة بالسلطة تدرك جيداً أهمية شبكة الإعلام بصورة عامة وجريدة الصباح بصورة خاصة ولذلك فخلف كواليس السياسة ثمة صراع دموي للاستيلاء عليهما وإخراج جميع الأحرار من كوادرهما، وسترى ما ستتمخض عنه الأيام المقبلة..
تحياتي


3 - تضامن
كاظم غيلان ( 2009 / 8 / 7 - 07:53 )
عار على كل من يسكت عن قول الحقيقة، كلنا مع احمد عبد الحسين، انه دورنا أولاً


4 - صحافة مال لنكات
جمعة كاظم ( 2009 / 8 / 7 - 09:45 )
كلامك صحيح وستجد الف من يقول لك احسنت وعاشت ايدك لكن هل هناك من ذكرك بأن للعمل الصحفي والكتابة حول مواضيع خطيرة مثل الموضوع الذي تناولته الصباح , قواعد مهنية واخلاقية وعلمية , واستغرب كيف تشجب هجوم الذئاب على جريدة الصباح ولا تشجب هجوم الذئاب من كل حدب وصوب على الحزب المتهم ولماذا عليه ان يقبل هذا الهجوم وان يصفق لا بل ويقبل افواه الذئاب النتنة على فعلتها .. التحقيق في هذه الجريمة من اختصاص الجهات القضائية وليس من حق اي صحفي او جريدة ان تسبق التحقيق وتقدم اقتراحات او تحليلات وعندما يفشل القضاء في تقديم المجرمين للعدالة عندها يكون دور الاعلام والصحافة وزميلك الموقر لقول كلمته وسيكون هذا في صلب عمله واختصاصه لانه صحفي وليس قاضي تحقيق ولا قاضي في محكمة الجنايات
انت تسمح لنفسك بالتعدي على مهمات الاخرين وتعتبر اعتراض الحزب بداية الغيث ونذير خطر على الفوضى التي تريد للاعلامي ان يتمتع بها لكنك لا ترضا ان يدافع هذا الحزب عن حقه بتحقيق عادل يأخذ مجراه
الاعلامي يجب ان يتمتع بمهنية وان لا يكون قنبلة موقته تنتظر الحدث الذي ينزع فتيلها لتنفجر بوجه من تختزن نحوه مشاعر حقد وغضب ليس لها علاقة بمهنة الاعلام والصحافة .. ولو كان زميلك يتمتع بشيء من العلمية والتفكير المنطقي لوجد ان المطلوب من ج

اخر الافلام

.. هل نجح الرهان الإسرائيلي في ترسيخ الانقسام الفلسطيني بتسهيل


.. التصعيد مستمر.. حزب الله يعلن إطلاق -عشرات- الصواريخ على موا




.. تركيا تعلن عزمها الانضمام إلى دعوى -الإبادة- ضد إسرائيل أمام


.. حراك الطلاب.. قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه أميركا بسبب إسرائ




.. لماذا يسعى أردوغان لتغيير الدستور؟ وهل تسمح له المعارضة؟