الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-على هامش السيطرات التفتيشية-

سارة ناجي الياسري

2009 / 8 / 9
حقوق الانسان


ان المتابع للشأن العراقي في الاونة الاخيرة يلاحظ حدوث تطورات كبيرة على الصعيد السياسي والامني فعلى الصعيد السياسي كما هو معروف انسحاب القوات الامريكية وتم اعلان السيادة الوطنية وهذا الامر كان له قبل( اسبوع الانسحاب) تداعيات على الصعيد الامني من سلسلة التفجيرات التي هزت العاصمة (بغداد) بعد فترة غير قصيرة من انخفاض الاعمال الارهابية والتي امتازت بالهدوء النسبي في ربوع العراق وبعيداً عن سياسة بعض القنوات العربية التي يحلو لها تسمية الاعمال الارهابية بحق المدنيين العراقيين الابرياء( باعمال عنف او مقاومة) نحاول الوقوف على السياسات الداخلية المتبعه للحد من سفك وترخيص الدم العراقي الطاهر الذي روى شوارع بغداد والعراق حتى ارتوت وفاضت حيث يزدحم ذهن المواطن العراقي بالعديد من الاسئلة التي لاتصل للجهات المعنية فاولاً ان المواطن العراقي يعيش في حالة سخط وتذمر مستمروالسبب هو الوضع الامني المضطرب و تردي الخدمات المعيشية و ثانياً فهوقد سئم من التصريحات والوعود التي لا تدخل حيز التطبيق او لعبة( الملامة ) ما بين المسؤولين حيث كل واحد منهم يلقي مسؤولية عدم تحقيق انجازات في موقعه على الاخر والنتيجه كتحصيل حاصل ان الوضع بواقعه القاسي على المواطن يبقى على ما هو عليه. من اكثر المواضيع التي لها اولوية في اهتمام الشارع العراقي هو الهاجس الامني فمنذ سقوط النظام عام 2003 الى الان ونسبة عالية جداً من العراقيين ما بين قتيل او مفقود او مقعد من جراء اصابة بليغة بفعل الاعمال الارهابية وبعد ان صبر العراقييون طوال هذه الفترة وهم يدفعون ثمن صبرهم من دمائهم بعد ان صبروا على مخاض العملية السياسية في العراق و انتظروا بلهفة وتحرق ولادة الديمقراطية الجديدة أملين في تحقيق حلمهم المنشود البسيط في (العيش بسلام ورفاهية) لا غير وبعد الانتخابات الديمقراطية وتداعياتها فان ما يشغل الشارع العراقي ويعطيه كل الاهتمام والتركيز عليه هو حصوله على الامن والامان ثم تحسين الخدمات المعيشية ومن متابعة اساليب واعمال الجهات المسؤولة عن تحسين الواقع الامني نرصد بعض الملاحظات التي ضاق صدر المواطن بها ولا يجد من يرفع صوته فاولاً بالنسبة( للسيطرات التفتيشية) التي تزخر بغداد بها والتي المفروض ان يكون دورها حماية المناطق والمواطنين من الاعمال الارهابية فانها و للاسف الشديد وببالغ الاسى لم يكن دورها فاعلاً او ايجابياً الا في نواحي محدودة حيث كانت قليلة جداً هي الحالات التي تم فيها احباط عمليات ارهابية مقارنة بالخروقات التي حصلت ولكن كل ما تقوم به هو تعطيل حركة السير مسببة (الازدحامات) و (الاختناقات المرورية) ومعطلة المواطنين من الوصول الى جهاتهم في الاوقات المحددة فقد مرالجميع بالعديد من المواقف المتعلقة بهذا وكمثال على ذلك عندما مئة سيارة تقريباً يحاول اصحابها الوصول الى اعمالهم يقفون بطابورامام فرد واحد من السيطرة يحمل بيده جهاز يبدو قديماً ولا يبدو عليه ( الجودة) يمرر سيارة واحدة ثم اخرى ببطأ ثم قد يتغاضى عن بعض او كثير من السيارات حسب مزاجه او حالته النفسية هذا اضافة الى انتهاك خصوصية الكثير من الناس حيث الجهاز الذي يستخدم للكشف عن المتفجرات يكشف العطور ايضاً ويضطر صاحب المركبة الى اظهار كل ما يمت للعطور بصلة من بعض منظفات السيارات ذات الروائح القوية أوأحراج بعض النساء اللواتي يحملن عطور في حقابئهن فيضطررن الى أظهاره و رب سائل يسأل اليس هذا من مصلحة المواطن العراقي ؟ والاجابة هي نعم فالنية هي حمايته والمحافظة على سلامته ولكن اليس من المفروض استخدام تقنيات متطورة جداً لكشف المتفجرات وفي نفس الوقت لا تسبب اي ازعاج للمواطن ؟ اليس من الافضل ايجاد حلول بديلة لتحسين الوضع الامني على صعيد السيطرات التفتيشية بما لا يسبب اي ازعاج او ارهاق للمواطن ؟ الا يجب ان تؤخذ راحة المواطن بالحسبان بالاضافة الى امنه وسلامته ؟ الا يجب ايضاً ان يتم تطويرالقوات المكلفة بالمحافظة على الامن الى درجة الثقة فيهم و الاعتماد على قدراتهم لكي يرضى ويطمئن المواطن العراقي ؟ فكثير من الافراد في السيطرات التفتيشية لايجيدون القراءة والكتابة كما هو ملاحظ ومن الطرائف في هذا الموضوع ومن بعض المشاهدات الحية عندما يطلبون الهويات بعضهم يمسكها بالمقلوب . فما بين فترة واخرى وما بين مناسبة واخرى نتفاجأ بحدوث خروقات امنية في عديد من الاماكن وبالرغم من وجود السيطرات التفتيشية فيها والنتيجة من جراء ذلك هي الفواجع التي تلحق بأبناء هذا البلد بعد كل انفجار من تشرد وضياع العديد من العوائل. الا يجدر بالجهات المعنية ان تحاول تطوير خططها الامنية و ان تطلب الاستعانة بخبرة بعض الدول المتقدمةالتي ترغب بالمساعدة؟ وان يكون التقدم والتطورفي النواحي العسكرية على صعيد الخطط الامنية من الاولويات مع ضمان راحة المواطن .الدم العراقي ولفترة طويلة جداً ينزف بغزارة وكأنما دم رخيص للاسف الشديد ومن الفترة ما بعد 2003 الى الان لم يهدأ أنين العوائل العراقية ولم تهدأ النوائح على الشهداء المغدورين والكارثة لا تقف عند حد فقدانهم حيث ان الكارثه الحقيقة هي في تداعياتها على عوائلهم وهذا الامر قد غير وسيغير على المدى القريب والبعيد الطابع الاجتماعي والنفسي للمجتمع العراقي وتجدر الاشارة هنا الى ان هناك الكثير من عوائل الشهداء لا يحصلون على كافة الامتيازات الممنوحة لهم اوقد تتأخرلعدة سنوات والسبب هو الفساد الذي ينهش مؤسسات الدولة. الدم العراقي الطاهر يستحق الكثير من الاهتمام والمساعي الجدية من قبل الجهات المسؤولة عن أمن العراقيين ويجب دحر الارهاب في قطرنا ووقف هذا الجرح النازف فبلدنا وشعبنا الطيب يستحق الكثير. ينبغي ان تكون الجهود المبذولة لدحر الارهاب تتركز في المقام الاول على الجانب الاستخباراتي لقطع شوط كبير في السيطرة على الوضع ثم الجانب التنفيذي بعيداً عن ارهاق وازعاج المواطن المنهك والمرهق اصلاً . الروح الانسانية هي هبة (الله) العظيمة والتي أعدت الكتب السماوية لمن يستبيحها بدون وجه حق أقسى العقوبات وهذا دلالة على علو مكانتها وشأنها. والدم العراقي يسفك ويسفح بدون وجه حق وبدون اي ردة فعل ترضي طموح وأمل المواطن من قبل الجهات المعنية فقط الازعاجات لا غير.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما فرص تنفيذ مذكرات المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال مسؤولين


.. بايدن عن طلب #الجنائية_الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياه




.. بلينكن: نرفض طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار


.. قرارات المحكمة الجنائية الدولية وانعكاساتها على حرب غزة | #غ




.. كيف رد إسرائيل على طلب الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وغال