الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-حق الانسان في العمل-

سارة ناجي الياسري

2009 / 8 / 13
حقوق الانسان


من البديهيات في الزمن الراهن بان للانسان حقوق كما عليه واجبات وهذه هي العلاقة القائمة ما بين الفرد المجتمع وتم تعريف حقوق الانسان في بنود الامم المتحدة بانها (الحقوق الطبيعية) وهي تلك الحقوق الاصلية في طبيعتها والتي بدونها لا يستطيع الانسان العيش كبشر.
وفي 10 كانون الاول/ديسمبر عام 1948 اعتمدت الجمعية العامة للامم المتحدة الاعلان العالمي لحقوق الانسان المكون من ثلاثين مادة ويعد وثيقة هامة في القانون الدولي والسبب وراءالاهتمام بحقوق الانسان واعلان وثيقة خاصة به يعود الى كون العالم بأسره كان خارجاً من مأسي الحرب العالمية الثانية بما احتوته من انتهاكات صارخة لحقوق الانسان وهذه الانتهاكات تلازم كل الحروب حيث ان الحرب بطبيعتها تجلب معها الخراب من جميع النواحي. على صعيد العراق فان المواطن العراقي قد كابد وعانى في هذا المجال كثيراً ولفترة طويلة ولا يمكن الالمام بجميع الجوانب ولم تنتهي معاناته لحد ألان في بعض النواحي فلا يوجد بند من بنود حقوق الانسان لم ينتهك في العراق والامثلة عديدة والشواهد كثيرة فمن تغييب لارادة الشعب في انتخاب حاكمه (سابقاً)اي في المناخ الدكتاتوري المستبد الذي كان جاثماً على صدر الشعب العراقي لفترة ثلاثين عاماً الى ابسط الحقوق من التعليم والعيش الكريم والخدمات المعيشية لكن هناك جانب نلاحظ فيه انتهاك لحقوق الانسان فرض نفسه بقوة بعد سقوط النظام السابق الا وهو (البطالة) اي (حرمان الإنسان من العمل). قد تكون العبارة السابقة سهلة اللفظ لكنها شديدة الوقع والاثر على الفرد وعلى المجتمع والخسارة فادحة وباهظة الثمن وتستحق من الجهات المعنية الاهتمام الشديد والمعالجة بسرعة شديدة حيث خسارة الانسان الذي يمثل طاقة يؤدي الى خسارة المجتمع لجهد فرد من افراده هذا على صعيد المجتمع اما على صعيد الفرد فتترك اثار ضارة كثيرة فالعطل عن العمل في الحالة القسرية يهين كرامة الانسان اولاً ولا يمكنه من التطور على الصعيد المادي ثانياً وخير مثال الظاهرة السائدة الان من خريجيين الجامعات والمعاهد الذين لاتتوفر لهم فرص العمل بعد الدراسة الطويلة التي توقعوا ان تأتي ثمارها إذا بهم يدركون انهم لا يعبأ احد بهم والعمل لا يتم الحصول عليه الا بطرق ملتوية او غير نظامية كأن عن طريق (المحسوبية) أو عن نفوذ بعض الأحزاب السياسية السائدة ذات الطابع الطائفي وشحة فرص العمل في العراق القت بظلالها على العديد من الجوانب الحيوية في المجتمع حيث وبدافع الحاجة المادية الملحة قد دفعت الشباب الى التوجه الى اي عمل وقد يؤدي ذلك الى اجتذاب الشباب الى الجماعات ذات الايدلوجيات الخطيرة على الشعب التي يزخر العراق بها حالياً من الجماعات المتطرفة و المغرية مادياً والتي تنفذ اجندة خارجية وبحرمان شريحة الشباب من العمل يجعلهم فريسة سهلة لديهم . والبطالة أدت أيضا إلى عزوف الشباب عن الزواج واستفحال ظاهرة (العنوسة)
هذه كلها نتائج البطالة وأثارها السلبية على العراق التي لا تعد ولا تحصى والتي لا تلقى الاهتمام بالحجم الذي تستحقه

في الإعلان العالمي لحقوق الانسان تنص المادة (23)الفقرة الاولى على ما يلي (لكل شخص الحق في العمل,وله حرية اختياره بشروط عادلة مرضية كما ان له حق الحماية من البطالة) فمن العبارة الاخيرة نرى ان من حق الانسان الحماية من البطالة ففي الولايات المتحدة الامريكية الان وعلى الرغم من الازمة الاقتصادية العالمية التي تعصف بها وارتفاع نسبة البطالة لديها الا ان الحكومة الامريكية تدفع منحة الأعانة لجميع المواطنين الامريكيين العاطلين عن العمل.
إلا يجدر بالجهات المعنية بالامر بالعراق من محاولة بالأخذ بنهج الدول المتقدمة التي لم تفعل كما يحدث بالعراق ألان من نسيان تام لفئة الخريجين من الجامعات وعدم الاهتمام الجدي بقضيتهم

والمادة 25 الفقرة الاولى تنص على (لكل شخص الحق في مستوى معيشة كاف للمحافظة على الصحة والرفاهية له ولأسرته ويتضمن ذلك التغذيةوالملبس والمسكن والعناية الطبية وكذلك الخدمات الاجتماعية اللازمة وله الحق في تامين معيشته في حالات البطالة والمرض والعجز والترمل والشيخوخة وغير ذلك من فقدان وسائل العيش نتيجة لظروف خارجه عن ارادته).
ومن المادة 25 نلاحظ حماية عظيمة للإنسان من نوائب الدهر والسؤال الذي يفرض نفسه أين يقف الفرد العراقي من هذا كله؟ هل لديه ضمان للسكن وأزمة السكن ألان في أوجها ؟هل تتوفر العناية الطبية ؟ والكل يعرف واقع خدمة المستشفيات المتردي أذن طريق طويل جداً للفرد العراقي للوصول إلى حقوقه المحروم منها. وحقوق الإنسان جميعها مهمة ومتساوية ولكن حق العمل هو الذي يضمن للإنسان كرامته ولذا يجب معالجة هذا الجانب معالجة ناجعة وبسرعة لإنقاذ مجتمعنا من العديد من الظواهر الفتاكة التي تنهش به حالياً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بتهمة ارتكاب جرائم حرب.. الجنائية الدولية تسعى لاعتقال نتنيا


.. ما فرص تنفيذ مذكرات المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال مسؤولين




.. بايدن عن طلب #الجنائية_الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياه


.. بلينكن: نرفض طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار




.. قرارات المحكمة الجنائية الدولية وانعكاساتها على حرب غزة | #غ