الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هلوسات في حضرة الشهود

علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي

2009 / 8 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


ألغاز كثيرة , و حلول نسبية لا تروي عطش الغموض الذي ينتابني , هي الحياة لا ندري بدايتها أو نهايتها , وكل ما فيها ينتهي ببساطة كما ابتدأ بدون إنذار أو تذكير .
هذا أنا , في الخامسة و العشرين من عمر سريع حافل بالمحطات العابرة , يستوقفني الليل لأبصر وحشة الشمعة و مصيرها. لأراجع نفسي , و دقائق مفعمة بأحداث حزينة سترافقني أبعد من الآن .
حدسي شجاعتي , و قول الكثير لا يعني الإلمام بالحقيقة , و لا يحدد المقدرة على التعبير . مراكش مثلا , أعشقها ...و يستهويني الجنون حين تغرب الشمس خلف مآثرها , و لطالما صنعت بحبها الكثير من أحلام اليقظة , رغم شعوري العميق بأني أحضنها و لا تحضنني . في كل مرة أفتش فيها عن الجواب , تخنقني أزقتها و أرواح الأضرحة الفارة من لهيب نفسها الأخير , و من العولمة و رائحة البشر.
عالم أكلت المادة طلائه الأخضر , يعاتب ذكرياتنا و يصفها بالسذاجة , و يتوعدنا بكوابيس و ساعات طويلة دون ابتسامة . أسئلة مبهمة لا تفيد التوازن أو البقاء , كنور الشمعة الأخير . و أغربها , صبرنا على حكام جسدوا انفصام البشرية على حسها الإنساني , فرضوا علينا التفاعل مع وثيرة الأمطار , و جعلونا أوفياء للحلكة التي يولدها انقطاع الكهرباء في الحي , و أغروا المنحرفين القابعين تحت شرفات المنازل , بالمزيد من الخمر و الحشيش , و المزيد من الضياع و الكلام البذيء .
حقائق مسلم بها , و يبقى الشك جانبا , وشيئا فشيئا يختفي توهج الخطابات و الشعارات , و تلاحظ أن الدور المنوط بك دوما , هو دور الضحية . و أن عليك أن تتجرع في كل مرة بكوب ماء ممزوج بالأسبرين , مرارة الشخصية . هلوسات تنط من فكرة إلى أخرى ,و براءة يلاحقها ضعفها , و صوت الجلاد المبحوح , يغلب على صراخ يستجدي العفو .
هذا أنا , أعاني من ضعف و كساح حاد في البصيرة , و هراوة المسؤول تطارد جسدي الذي أنهكه الجهل و سوء التغذية . الابتسامة تهجر صدري , و الوعود لن يوفى أبدا بها , و يبدو أن إرادة الشعب و الأيام القادمة وحدهما الكفيلان بصنع الحياة .
الكثير الآن يظن أني مجنون , أو مهووس , أو لا شيء ... لكن صدقا , أقول ما ينتابني , و أترجم فقط أحاسيسي المتقلبة تقلب بني آدم .
تجعلني حرارة الخطابات و مرارة الذكريات, أناور نفسي .
_ كفى هراء
لا تقولوا هذا , فهذا أنا , واحد منكم , لكن من بعيد ... أعرف نفسي , و قد أميزها عنكم .
مراكش يا شامة تغنى بها الفنانون و الدجالون, و حتى الشواذ الأجانب ممن علقت بمخيلاتهم بنادق السمارين في ساحة جامع الفنا .
_ كفى فحشا و افتراءا
لا تقولوا هذا , فأنا واحد منكم , لكني أعلم عن مراكش الكثير مما لا تعلمون . تفاصيلها كثيرة , لكن لا تشكل شيئا بالنسبة لها , و أغلب الصور التي بصمت ذاكرتها , تاهت في شعابها و لم تترك أثر . أما أنا , ففي الخامسة و العشرين لا أذكر من طفولتي سوى كلمات أصدقاء متعلمين , صادقين , و أوفياء لوطنهم . و بسبب البطالة و الفقر يقضي معظمهم الآن عقوبة بالسجن , بجنحتي الاتجار في المخدرات , و السرقة الموصوفة .
_ أنت مجنون
فعلا , أنا مجنون و مهووس , و لا شيء . و ربما أن الكلمات و شفافية الأسياد لم تعد ذات طعم بالنسبة لي , و قد لا تفضي الأيام , إلا على فراغ لا يفضي إلى شيء ...










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة