الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بصدد تركيز السلطة الأكبر على آزادي يكيتي كورديا

محمد محمد

2009 / 8 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ـ ألم يحن الوقت للنخب الكوردية الوطنية باجراء تقييم ومراجعة موضوعية لطبيعة الأداء الكوردي المتنوع خلال السنوات الثمانية الذهبية المنصرمة!

لدى القاء نظرة تاريخية مبسطة على ميراث الحركة الوطنية الكوردية في سوريا منذ أواسط و أواخر الستينات للقرن المنصرم، وعندما زادت وطبقت تلك السلطات البعثية المتعاقبة التدابير والمشاريع العنصرية المتنوعة ضد الشعب الكوردي، كمتابعة تجسيد التجريد من الجنسية، تحريم مئات الآلاف الكورد من الانتفاع بأراضيهم الزراعية، تعريب أغلب أسماء القرى والمدن الكوردية، تطبيق الحزام العربي الأسود، جلب مستوطنين عرب بدويين من صحراء الرقة وبناء حوالي 40 مستوطنة لهم داخل أخصب مناطق زراعية وبترولية كوردية وتمليكها لهم, فرض المضايقات وأجواء الترهيب على الكورد، فصل أعداد متواصلة من طلبتهم من المعاهد ...، فضلا عن الانكار المستمر للوجود القومي للشعب الكوردي, يتبيين للكثير من المتابعين والمهتمين الموضوعيين بأن تيار النهج اليسار القومي الديموقراطي الكوردي كان أكثر تسخيرا وملتزما نسبيا بالقيام ببعض النشاطات والفعاليات المعارضة لتلك المشاريع والسياسات الشوفينية وذلك عبر تنظيم بعض المظاهرات وتوزيع المناشير والبيانات في العديد من المدن الكوردية والمنددة والرافضة لتلك المشاريع, وكذلك أكثر تمسكا بحقوقية الكورد كشعب يقيم كأغلبية على أرضه التاريخية وليسوا كأقلية مهاجرة ومتناثرة بين شعوب أخرى كما نادى بذلك بعض المتنفذين والمجموعات الكوردية الأخرى، وذلك رغم تعقيدات العوامل الذاتية والموضوعية الصعبة خلال ظرف الحرب الباردة السوداء السابقة آنذاك، ومن ثم قيام الكثير من نشطاء هذا التيار في أواسط التسعينيات بفعاليات مهمة كتوزيع الملصقات والبيانات السياسية والاحتجاجية مباشرة عبر الشوارع والساحات في العديد من المدن الكوردية وايصالها لاحقا الى مكاتب ومحلات النخب الكوردية والسورية الأخرى في بعض المدن السورية والتي كانت تدعو الى رفع الغبن والظلم المتنوع عن كاهل الشعب الكوردي والاعتراف الدستوري بحقوقه المشروعة، وعلى أثر تلك النشاطات تم اعتقال العشرات من أولئك المناضلين وعلى دفعات متتالية وفق أزمنة ومراحل تلك الفعاليات ومكثوا في السجون لسنوات عديدة وتحت ظروف التعذيب والمعانات الشديدة.
هكذا، وما أن بدأت ملامح تصاعد الظرف الموءاتي تظهر خلال السنوات الثمانية الذهبية المنصرمة وخصوصا منذ تحرير العراق سنة 2003 بخصوص الاستراتيجية الغربية الجديدة في المنطقة، حتى عادت الأطراف المنضوية داخل أزادي ـ يكيتي الكورديين وكفصيلين توأمين أساسيين لامتداد النهج اليسار القومي الديموقراطي المثابر على ضرورة بذل الجهود الممكنة والتناسب مع الظروف الموءاتية بغية انتزاع الحقوق القومية والاقتصادية والادارية المشروعة للشعب الكوردي المضطهد( هذا مع التقدير للفصائل والمجموعات الكوردية الوطنية الأخرى على ساحة كوردستان سوريا أيضا)، ورحبت باندفاع وتعطش كبيرين لاستقبال ذلك الظرف المهيء الموضوعي الذي طال انتظارها له منذ عقود سوداوية سابقة، فصعدت ووفق امكانياتها المتوفرة من خطابها السياسي الواقعي المعني بمسائل الحريات والديموقراطية وحقوق الشعب الكوردي في سوريا ودعوة فصائل الحركة الوطنية الكوردية والشعب الكوردي الى التكاتف والتناسب مع ذهبية هذا الظرف للعمل الجاد والمؤثر وبتصعيد النضال الوطني الكوردي السياسي والميداني الممكن بغية انتزاع نوع من الحقوق القومية الديموقراطية المشروعة للشعب الكوردي المضطهد والمهدد وذلك قبل أن يمر سدى مرة أخرى.
فباشر آزادي ـ يكيتي وأنصاره والكثير من نشطاء النخب الكوردية الوطنية خلال تلك السنوات الأخيرة بتنظيم العديد من المظاهرات والتجمعات الاحتجاجية في دمشق وفي المناطق الكوردستانية أيضا وخصوصا في قامشلو العاصمة الأقليمية للكورد وكم من الحنين والتشوق والسعادة لذكريات تلك الفعاليات البطولية ومنها في ساحتي فيرسية المعربة بالأنترية وهليلية، وذلك رغم تعرض أولئك النشطاء المناضلين الى أعمال وعنجهيات وحشية من قبل الأجهزة الأمنية السلطوية الشريرة !
غير أن التبدلات الأخيرة التي طرأت على السياسة الأمريكية والغربية عموما بخصوص المنطقة لأسباب العجز والصعوبات المتزايدة التي حدثت أمام قوات الحلفاء في العراق منذ تحريره وغيرها من الأسباب الأخرى المتعلقة بعدم استعداد وجاهزية الحركات المعارضة في استنهاض الجماهير السورية والكردية للقيام بالانتفاضات والعصيانات المدنية ضد دكتاتورية وشوفينية السلطة البعثية هناك ...، ومن ثم عودة الغرب بالانفتاح التدريجي النسبي منذ صيف 2008 على تلك السلطة قد صعب وأثر سلبا ثانية على تلك النشاطات والفعاليات الكوردية المشروعة أيضا.
من هنا، يمكن القول بأن تلك السلطة راقبت وتراقب باستمرار طبعا تحركات وفعاليات القوى المصممة والعملية التي تسخر جهودها المتوفرة بجدية من أجل نيل نوع من الحقوق المشروعة، سوف تركز عنجهيتها و اجراءاتها القمعية الشوفينية ضد تلك القوى سواء كانت سورية أو كوردية. لذلك عمدت خلال تلك السنوات السنوات الأخيرة ومن ثم بعد ذلك الانفتاح باستجوابات وتوقيفات وملاحقات الكثير من أولئك النشطاء بل والاعتقال المديد للعديد منهم ومكوثهم في السجون وفي أحوال التعذيب والمعانات الصعبة. وهذا ما يتجلى عبر استمرارية اعتقال العديد من نشطاء وسياسين الكورد قادة وقواعدا ل Azadi - Yekiti بالاضافة الى نشطاء كورد من أنصار PYd الذين غالبا ما يكرسون جهودهم واهتمامهم حول النضال الكوردي في كوردستان الشمالية، فضلا عن معارضين سياسيين سوريين آخرين.

فألف تحية كوردستانية وسورية الى أولئك الأبطال المعتقلين السياسيين
والخزي والعار لتلك السلطة البعثية الدكتاتورية والشوفينية

محمد محمد ـ ألمانيا











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقترح الهدنة.. إسرائيل تمهل حماس حتى مساء الأربعاء للرد


.. إسرائيل تهدد بمحاربة حزب الله في كل لبنان




.. جون كيربي: ننتظر رد حماس على مقترح الاتفاق وينبغي أن يكون نع


.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار




.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ