الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار العلماني إحترام وإفهام وليس إرغام ...؟

مصطفى حقي

2009 / 8 / 8
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


كثر في هذه الأيام تناول موضوع العلمانية والعلمانيين وعلى الأخص على منبر الحوار المتمدن .. مابين مشدد ومندد ومهدد إلى جانب المسالم المهادن وآخر ما بين بين ... والقافلة تسير .... والعلمانية تتقدم في ركب حضاري عصري إنساني مسالم .. معلناً بوضوح وجلاء أن العلمانية لا تعادي الأديان أو أي اعتقاد خاص أو عام وحتى ذلك الذي قد تحرر من أي عقيدة سماوية كانت أم أرضية .. والمهم بناء وطن يتساوى فيه أبناؤه بالحقوق والواجبات ولا ميزة من أحد على آخر بسبب الدين أو القومية أو أي انتماء سوى المواطنة لأرض الوطن ، الأرض الأم ... فبناء مجتمع كامل حر لا يكون إلا في مجتمع المساواة ، الأديان والانتماءات الأخرى في الوطن الواحد هي انتماءات خاصة بكل فرد وتحترم من قبل الجميع ولكن خارج سرب السياسة ، سبق وأن قلنا ان دستور دولة ما يتبنى ديناً معيناً في مواده أو قومية ما وبغض النظر عن الخطأ في هذا التبني شكلاً وموضوعاً لأن الدولة شخصية اعتبارية والانتماء العقيدي والقومي هو للشخص العادي وان تبني دستور أي دولة لعقيدة أو قومية يخلق بلبلة في سلم المساواة بين المواطنين والذين هم من أديان أو قوميات أخرى وتفاوت في الحقوق والواجبات بين أفراد الوطن الواحد .. أي سيخلف مواطنين من درجات متفاوتة .. وهذه المشكلة الكبرى التي يولدها ربط الدين بالدولة العصرية هو ردّ على ما جاء بمقال الكاتب أنيس محمد صالح : - مفهوم فصل الدَين عن الدولة!! مفهوم خاطئ:
لا يمكن بحال من الأحوال فصل الدَين عن الدولة, فالدين تقوم عليه كل القيَم والمُثُل والأخلاق والسلوكيات الحميدة وهو مشروع ومنهاج حياة تقوم عليه الأمم والعلوم والحضارات (انتهى) وكذلك ياأخ أنيس كل العقائد المدنية والقانونية والسابقة للأديان تقوم على المثل والأخلاق والسلوكيات الحميدة والدليل أن الدول التي فصلت الدين عن السياسة تقدمت في العلوم والحضارات .. أما الدول التي وفق مفهمومك يستوردون كل شيء ويصعب عليهم حتى تأمين رغيف خبزهم ....!؟ كما استوقفني في مقالك ربط الشورى بالديمقراطية ... في الاسلام وفي الخلافتين الأموية والعباسية لم يلجأ إلى الشورى مطلقاً وكانت سلطنات وملكيات استبدادية .. ومجلس الشورى يتم تعينه من قبل السلطان فهو بالتالي في خدمة السلطان وبالرغم عنه وحتى في يومنا هذا ولي الله الذي لايخطئ يعين نصف أعضاء مجلس شوراه .. فأين هي حرية هكذا مجلس شورى .... بينما الديمقراطية تتسم بانتخاب ممثلي الشعب وبانتخابات حرة ونزيهة والشيخ عمر عبد الرحمن المصري يرفض الديمقراطية بحجة أن في الديمقراطية السيادة للشعب ، وأما في الإسلام السيادة لله ومنه لا ديمقراطية في الإسلام ... وكم أتمنى أن تقبل الأديان الديمقراطية الحقيقية بعلمانيتها لنصل إلى بر العدالة الإنسانية ويفقد الكثير من أباطرة ومشايخ الفتاوى وظائفهم ...؟ وبالعودة إلى موضوع الحوار العلماني نؤكد أنه حوار حداثي وحضاري معاصر سلاحه الإقناع بالحوار وليس الإخضاع ، وفي حماس متقد قالت إحدى الكاتبات العلمانيات أنه يمكن رد الصاع صاعين على أعداء وخصوم العلمانية .. أي المعاملة بالمثل ... يا سيدتي ان العلمانية منبر حوار حضاري فكري وليس حلبة صراع أو ملاكمة أو ميدان معركة ، وسلاحنا الأول والأخير هي الكلمة الطيبة ووفق قاموس الأخلاق والإنسانية .. وأسمع من يقول ان الشارع العربي الذي يزيد على الـ80% هم مشربون بالعداء للعلمانية لأنها ضد الأديان ، هكذا أدخل الكهنة ترياق العداء في عقولهم والتي هي في الأساس استسلامية قدرية خضوعية وتكفّر من يفكّر وتؤمن إيماناً أعمى بإطاعة الوالي حتى لو ظلم لأن الدنيا بالنتيجة فانية والآخرة خير وأبقى وجنات تجري من تحتها أنهار خمر والليالي حافلة بحواري بكر أبدا ً وبغلمان مردٍ ... نعم انه واقع غير مريح ولكن السكوت جريمة أكبر وعلى العلمانيين الاستمرار في رسالتهم الإنسانية وعن طريق الحوار والحوار .. والعالم وبصيرورة حتمية سيتقدم والخرافات والأساطير في طريقها إلى الزوال .. وإلا سنبقى في نهاية ذيل الشعوب المتقدمة العلمانية وبعيدة حتى عن مؤخراتها ...؟











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي باشتباكات في جباليا | #


.. خيارات أميركا بعد حرب غزة.. قوة متعددة الجنسيات أو فريق حفظ




.. محاكمة ترامب تدخل مرحلةً جديدة.. هل تؤثر هذه المحاكمة على حم


.. إسرائيل تدرس مقترحا أميركيا بنقل السلطة في غزة من حماس |#غر




.. لحظة قصف إسرائيلي استهدف مخيم جنين