الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفضائيات والثقافة المدمرة

عزام يونس الحملاوى

2009 / 8 / 9
الصحافة والاعلام


لقد أصبح هناك حاجة ملحة للوقوف عند حال مجتمعاتنا العربية بشكل عام, ومجتمعنا الفلسطيني بشكل خاص, وماألت إليه من انهيار للمبادئ والقيم والأخلاق, والتي أدت إلي ظهور مشاكل كثيرة انتشرت داخل مجتمعنا وطالت اغلب فئاته. لقد بات المجتمع الفلسطيني, وهو واحد من هذه المجتمعات متوقف ومستسلم لكثير من الظواهر التي نراها, ولا نري من ينهي عنها, ولكي نصلح من حال المجتمع ونبقيه مجتمع محافظ علينا اقتلاع الشر من أساسه0 لقد تبين للناس أن معظم هذه المشاكل مشاكل أخلاقية, ومعرفة الأسباب أصبحت هي الخطوة الأولي للإصلاح 0 ومن الشئ المؤلم والمزعج, إن الكثير من وسائل الإعلام بمختلف أنواعها وخاصة التلفاز, أصبحت احد الأسباب في تدني القيم والأخلاق في مجتمعنا بدلا من أن تكون وسائل ثقافة, وبناء, وتنوير لأبناء مجتمعنا0 إن استخدام بعض مقدمي برامج التلفاز لبعض المقولات الدينية, والمصطلحات العلمية لغرض في نفس يعقوب, أصبح موضة هذه الأيام لجذب المشاهدين والقراء علي شاشات الفضائيات, فأصبحوا يستخدمون مقولات منها "لاحياء في الدين",وبعضهم من طورها إلي "لاحياء في العلم",كوسيلة لكي يصلوا إلي كل ماهو ممنوع ومحظور, والوصول إلي المناطق المحرمة والخاصة, وهذه المقولات كلام حق يراد به باطل ,أو كمن يدس السم في العسل, لكي يتعدوا كل الحواجز والخصوصيات التي نحرص علي ترسيخها لدي النشء والأطفال, والذين كان قدرهم بان فتح الله عليهم بفضائيات من أوسع الأبواب دون ضابط أو رقيب, وخاصة أن هدفها هو ربحي ودعائي فقط0 لقد تحولت بعض القنوات الفضائية إلى قنوات فضائحية, وذلك وفق مخطط مدروس ممهدة الطريق أمام ضياع الأجيال, إنها سياسة مخطط لهاضمن أجندة كريهة من الذين واءموا جيدا بين أهوائهم ومصالحهم الشخصية ,ومتطلبات الكسب المادي السريع . إن هذه القنوات اللا أخلاقية معنية بتدمير مستقبل الأمة العربية وأجيالها, وخاصة الفتيات اللاتي يخرجن من مجتمع منغلق في أبشع صوره ,وأنا هنا لااعمم, بل اقصد تلك الفتاة التي تطل علينا عبر الفضاء بدون هدف أو تأهيل, أو استغلالها للحرية التي تمنح لها بطريقة خاطئة0 اننانشاهد نماذج لاتمت لمجتمعاتنا وعاداتنا, وخاصة نحن كفلسطينيين ,فنجد من تتحدث عن مشاكلها علي الملأ تشتكي أباها أو أخاها, وتتهمه بالتحرش بها دون أن تطرق الأبواب الصحيحة من مؤسسات نسويه أو اجتماعية, لمواجهة هذه المشكلة لإيجاد الحلول أو كيفية التعامل في مثل هذه الحالات , أو من تحكي قصة عشقها بدون أي وازع أخلاقي أوديني, ناهيك عن الكثير من البرامج والكليبات الفاضحة التي تغزوا بيوتنا عبر ثقافات هابطة, لاتمت لمجتمعنا المحافظ الذي لديه عاداته وتقاليده التي تربي ويربي أطفاله عليها, والتي أثرت ولو بشكل جزئي, فبدأنا نسمع عن حالات قتل لبعض الفتيات تحت ذريعة الشرف, سواء في الضفة أو غزة, وهنا تتحمل الأسرة المسؤولية الكاملة لعدم متابعة أبنائها, وتوجيههم نحو التربية السليمة حتى نتجنب هذه المشاكل وخاصة أننا نعيش في مجتمع شرقي له خصوصيته0 كذلك تمادي بعض المذيعين بالتطرق إلي القضايا والمشاكل النسائية الحساسة بكل فجاجة معتمدين علي "لاحياء في الدين"0 لهذا نري أن هذا الإعلام السلبي لن يستطيع أن يغرس القيم والأهداف النبيلة في النشء, ولا يستطيع أن يرتقي بهم إلي المكانة التي نرجوها لهم في أسرهم ومجتمعاتهم 0 إن التخصص في برامج النساء, والأطفال, وكافة البرامج بشكل علمي مدروس يتناسب مع أهداف وقيم مجتمعنا الشرقي مطلوب, وهذا هو الشئ الذي يعتبر من أهم متطلبات المرحلة التنموية إذا أردنا نشئا صالحا, وامرأة مشاركة وفعالة وايجابية في مجتمعها, وليس برامج هابطة تسئ لها وتوصلها إلي طريق مسدود تحت شعارات أو مقولات واهية لا تستخدم في مكانها الصحيح 0 كذلك المطلوب من جامعة الدول العربية, واتحاد إذاعات العرب, أن يطبقوا اللوائح الداخلية للإعلام, وان تكون هناك الضوابط التي تمنع وصول مثل هذه الأشياء إلي بيوتنا, وأود أن اذكر هنا أن هناك قولا أفضل من "لاحياء في الدين",وهو"الحياء شعبة من شعب الإيمان", فأين الحياء المعروف عن المجتمع العربي و الفلسطيني المحافظ؟؟؟؟ وأقول لهؤلاء الإعلاميين أين انتم من الدين ؟؟؟ وأين انتم من أخلاقيات المهنة التي تفرض عليكم عدم خدش حياء المشاهد ؟؟؟ اتقوا الله في أطفالنا ونسائنا وشبابنا وإلا "إن لم تستح فاصنع ماشئت"0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت