الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خير المقاومة.. في التصدي للفساد وللأوضاع المأساوية لمواطنين..

قاسيون

2004 / 5 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


مداخلة فيصل يوسف

عشية الاحتفال بالذكرى الثامنة والخمسين لعيد الجلاء المجيد، وبدعوة من اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، عُقدت صبيحة يوم 16/4/2004 بدمشق في فندق «البلازا» الندوة الوطنية حول: «المخاطر التي تواجه سورية، ومهام القوى الوطنية».. حضرها طيف واسع من الباحثين والشخصيات الوطنية. وفيما يلي مداخلة أ. فيصل يوسف:



أتمنى أن تكون هذه الندوة مدخلاً لمؤتمر وطني يبحث فيه مجمل القضايا الوطنية في بلادنا وهي الأساس في مواجهة مانحن فيه من تحديات راهنة وأضيف أن المخططات أو الاستراتيجية الأمريكية واضحة ولن أخوض في تفاصيلها منذ القرن الماضي وحتى الآن، أما المستجد أنها في الوضع الراهن متفردة كقطب أوحد في العالم ودور القوى العالمية الأخرى فهي إما مؤيدة وداعمة وإما محافظة على نفسها، وإن موقف بعض الدول العربية ليس أقل من بعض هذه الدول الأوروبية الداعمة، وموقع سورية في هذه المخططات واضح وقد تبنت القضية الفلسطينية طويلاً والقضية الفلسطينية تعني ماتعنيه لنا جميعاً ولابد من أن نعلم أن سورية ستكون مستهدفة دون شك عندما انتصرت أمريكا في حربها الباردة وعلينا أن نتصدى لما نحن فيه.

ويجب أن نقول في هذه المرحلة: «إنا للشعب وإنا إليه لراجعون».

فعلينا كمجمل القوى الوطنية أن نتحمل مسؤولياتنا تجاه بلادنا ولاأكرر عبارات المواجهة والمقاومة وإنما أقول خير المقاومة والدفاع عن بلادنا هو تصدينا للفساد والإفساد وللوضع المأساوي الذي يعيشه العامل والفلاح والبرجوازية الوطنية الشريفة ولاأريد الخوض في التفاصيل واسمحوا لي باستعراض حالة خصوصية في بلادنا وهي المسألة الكردية:

وربما قد أشار إليها السادة المتحدثون قبلي عن أحداث القامشلي وقد سماها السيد عبد النور بأنها أحدى المشاكل الأربع عشرة في بلادنا.

ومن موقعي كمواطن كردي يعايش الحالة حتى تاريخ اليوم ثقافيا ً وسياسياً واجتماعياً، فالأكراد لم يكونوا إلا عامل قوة لهذا البلد منذ تأسيس الدولة السورية وحتى الآن. وهم مواطنون سوريون أصليون وليسوا ضيوفاً كما يتقصد البعض أو بدون قصد.

فقد ساهموا ببنائها وناضلوا لاستقلالها وفي هذا اليوم ونحن في عيد الجلاء نتمنى لوطننا ولبلدنا الخير والرفاه ولكن هذه النضالات ضد الاستعمار الفرنسي مغيبة فأنا أتذكر معارك «بياندور» و«انتفاضة عامودا».

واسمحوا لي بأن أدافع عنهم لأن البعض يجعل منهم موضع شك واتهام، فهم قد كانوا ضد الاستعمار الفرنسي والذين يطلعون على التاريخ يجدون بأنهم لم يقبلوا بالمغريات التي قدمت لهم كإقامة دولة لهم في الجزيرة، ولاحقاً بعد الاستقلال نشأ أول تنظيم كردي في 14 حزيران 1957 وكان أول بند من برنامجه يورد: «سنطالب بحقوق أربعمائة ألف مواطن كردي عندما ننجز استقلال بلادنا ثقافياً واقتصادياً واجتماعياً».

وهانحن اليوم في عام 2004 هؤلاء المواطنون يعانون الأمرين من سياسات قد تكون مغيبة عن بعضكم وقد تكون معروفة للغير.

وفي بداية الستينات أثناء الوحدة مع مصر، انخرط الأكراد في مجمل التحولات الاجتماعية فهم كانوا مع الوحدة وقد ساهموا في مختلف التحولات الاجتماعية لمصلحة الطبقات الكادحة، وبالرغم من بعض السياسات المؤثرة على حقوقهم في الستينات ولاحقاً بعد الحركة التصحيحية طالب الأكراد بأن يكونوا جزءاً من الجبهة الوطنية التقدمية في برامجهم السياسية وجميعهم كان واعياً للهدف من الجبهة الوطنية التقدمية آنذاك. ولم يكن لديهم أي نية للانفصال وقد طالبوا دوماً من مجمل الحركة الوطنية بتحمل مسؤولياتها تجاه مايحدث للمواطنين الأكراد في سورية، ولاحقاً في الثمانينات شاركوا في الدفاع عن الوطن في 1948 وفي 1967 وفي 1982 فقد كان الأكراد السوريون في قلعة الشقيف الصوت المدوي والأبطال الميامين في مواجهة إسرائيل ولم يخرجوا من هذه القلعة إلا شهداء.

فيجب على من يريد أن يشكك بهؤلاء أن يراجع نفسه، وأرى أن من الحق أن أقول بأنه يشكك في الوطن.

إن البعض يسأل: هل تعتبرون سورية وطناً نهائياً لكم؟ وأقول لهم: من الذي سمح لكم بأن تكونوا أوصياء على مواطنين أصليين فسورية لنا جميعاً وليست لكم يامن تسترسلون في أحاديثكم وأسئلتكم لأن سورية لنا ولكم جميعاً.

أود أن أستعرض معكم سياسات التمييز التي مورست علينا فمنذ عام 1962 جرد الأكراد من هويتهم السورية ولايزالون وقد طالبنا عبر أكثر من قناة بأن تعاد لهم هويتهم لأن قانون الجنسية ينص بهذا حتى ولو اعتبرناهم متسللين من الأراضي التركية والعراقية، كما يزعم البعض، وهذا غير صحيح أبداً لأن من يشاهد هذه الحدود التركية العراقية لايستطيع الحديث عنا فهي حتى الآن وبعد زيارة السيد الرئيس الأخيرة لتركيا مزروعة بالألغام والأسلاك الشائكة. وهم مازالوا يعانون من هذه المسألة وحتى بزمن البطاقات التموينية والمشافي وإلخ...

وعما جرى في الجزيرة من رفع للعلم الكردي.. إلخ فإن استسهال أرواح المواطنين نتيجة شغب حدث في الملعب يجب أن نتوقف عنده ملياً.

وعلى الرغم من ذلك فقد مارست الحركة الوطنية الكردية دروها في استتباب الأمن وهي حريصة على تعزيز الوحدة الوطنية وعدم اتخاذ منحى الصراع إلى صراع عربي ـ كردي. فأنا لا أنطلق من كرديتي كمواطن إن لم أنطلق من مواطنتي كإنسان عربي على الرغم من أنني كردي.

ولا أتحمل أن يحول الأمر إلى مسألة عداء عربي ـ كردي فهو مخطئ، وأطالب بلجنة تحقيق عادلة ومنصفة يشترك فيها الجميع وليحاكم كل من يكون مسؤولاً.

■■








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة ضرب مستشفى للأطفال بصاروخ في وضح النهار بأوكرانيا


.. شيرين عبدالوهاب في أزمة جديدة وصور زفاف ناصيف زيتون ودانييلا




.. -سنعود لبنائها-.. طبيبان أردنيان متطوعان يودعان شمال غزة


.. احتجاجات شبابية تجبر الحكومة الكينية على التراجع عن زيادات ض




.. مراسلة الجزيرة: تكتم إسرائيلي بشأن 4 حوادث أمنية صعبة بحي تل