الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كيف نحبب التصويت الى نفوس الناخبين؟
غازي الجبوري
2009 / 8 / 9اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لقد أثار مجلس النواب العراقي الحالي شعورا باليأس والإحباط في نفوس المواطنين لإخفاقه في إحداث أي تحسن ملموس في حياتهم كما تنقله عنهم وسائل الإعلام المختلفة يوميا وهو مادفع الكثير منهم إلى التصريح بالامتناع عن التصويت أو بعدم الرغبة في المشاركة في الانتخابات القادمة لعدم وجود جدوى من ذلك حسب اعتقادهم .
ونعتقد أن هذا الإخفاق يعود للأسباب التالية:-
1- اضطراب الأوضاع الأمنية والسياسية بسبب تشكيل الأحزاب والكتل السياسية على أسس دينية وعرقية مما حال دون تقديم الخدمات الممكنة للمواطنين بسبب المحاصة.
2- الأخطاء التي تضمنها الدستور لأنه لم يأخذ بالاعتبار الواقع العراقي بل جاء معبرا عن ما اتفق عليه في مؤتمري لندن وصلاح الدين للكتل السياسية المعارضة للنظام السابق قبل الاحتلال ولمصالح فئوية وشخصية.
3- بناء العملية السياسية بعد الانتخابات على أساس التوافق بين الكتل السياسية في السلطتين التشريعية والتنفيذية مما عطل تشريع الكثير من القوانين لصعوبة تحقيق التوافق عند كل تصويت.
4- عدم وجود رقابة ومحاسبة من قبل الشعب على أعضاء السلطة التشريعية مما جعلهم لايهتمون بمعانات المواطنين ولا يفون بتعهداتهم للناخبين .
5- تشكيل الحكومة من قبل مجلس النواب وهذا يعني من قبل الكتل السياسية مما منحها حماية تحول دون محاسبتها على إخفاقاتها.
6- عدم استقلالية الهيئات المستقلة بما في ذلك مجلس الوزراء الذي يجب أن يكون مستقلا قبل غيره لأنه يؤدي خدمة مهنية عامة لكونها معينة من قبل الكتل السياسية وبالتالي فإنه ليس هناك ضمانات تكفل مهنيتها وحياديتها واستقلاليتها وينسحب ذلك على مفوضية الانتخابات التي فشلت في تحقيق شفافية عالية مما سمح للبعض باتهامها بالانحياز والتزوير.
7- إهمال أصوات العديد من المواطنين الذين كان بالإمكان إيصال أصواتهم عن طريق صناديق اقتراع جوالة بسبب عدم تمكنهم من الوصول إلى مراكز الاقتراع بسبب بعد السكن أو العجز الناتج عن المرض أو العوق أو التقدم بالعمر أو بسبب السكن في مناطق نائية أو بسبب انشغال ربات البيوت بالاعتمال البيتية أو عدم السماح لهن من قبل الرجال للذهاب إلى مراكز الاقتراع خاصة في المناطق العشائرية أو عدم الشعور بأهمية المشاركة وكان الأمر فرض كفاية .
ولأجل ضمان مشاركة فاعلة ومكثفة للناخبين في الانتخابات اللاحقة فإننا يجب أن نثير شغفهم فيها ونحببها في نفوسهم من خلال العديد من الإجراءات والتشريعات القريبة والبعيدة المدى التي تخلق الشعور بالجدوى من الانتخابات في فكر الناخبين من خلال مايلي:-
1- إعادة كتابة الدستور بأيدي المواطنين بعيدا عن السياسيين والحكومة والاستفتاء عليه بإشراف مؤسسات الرأي العام مثل رؤساء النقابات والاتحادات المهنية ومنظمات المجتمع المدني ومجالس المرأة والشيوخ.
2- يجب أن يتضمن الدستور آليات قوية وصارمة لرقابة المواطنين على السلطات التشريعية مثل إعادة الثقة بهم كل سنة أو جعل الانتخابات سنوية أو توقيع عقود من قبل المرشحين تحفظ في دوائر القضاء وتعلن للمواطنين تتضمن تعهداتهم للناخبين وبرامجهم السياسية على أن يحاسبوا على ضوئها من قبل مؤسسات الرأي العام والقضاء كل ستة أشهر أو كل سنة .
3- كما يجب أن يتضمن الدستور حدود العلاقات بين السلطات وصلاحيات كل هيئة وأعضائها ورواتبهم وامتيازاتهم واليات تشكيل الأحزاب والانتخابات .
4- يتضمن الدستور آليات تشكيل مجلس الوزراء والهيئات المستقلة من خلال تحديد شروط التقديم لكل منصب ويتم اختيار الشخص بالقرعة من بين المتقدمين وبإشراف مؤسسات الرأي العام بعيدا عن أيدي الكتل السياسية أو الحكومة مما يتيح للسلطة التشريعية مراقبتها ومحاسبتها بصرامة.
5- حضر تشكيل الأحزاب على أسس دينية أو عرقية وتمويلها وتمويل دعاياتها الانتخابية بشكل موحد من قبل الدولة لضمان استقلاليتها وولائها للوطن وحضر انتساب أي عراقي يحمل جنسية أخرى لأي حزب أو دائرة حكومية.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار
.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال
.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في
.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما
.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا