الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيانة الرئيس اليمني من منظور بيت الأحمر

بكر أحمد

2009 / 8 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


ما قاله حميد الأحمر عن ضرورة تنحي الرئيس عن الحكم في قناة الجزيرة ليست بالدعوة الجديدة ، وإنما هي تكرار لدعوة منطقية وعقلانية استطاع من ينادي بها أن يتجاوز حدود الذات والهوى وينطلق نحو مفهوم وطني أوسع وأشمل ، إذ أن المطالبة برحيل الرئيس سليما وتسليم مقاليد البلاد إلى شخص مؤتمن يقودها عبر مرحلة انتقالية إلى انتخابات مبكرة هي مطالب استطاعت أن تنتقل من الوعي السياسي المغلق إلى المستوى الشعبي ، فباتت هنالك قناعة بأن خروج اليمن من قعر الزجاجة مرتبط بتغير جذري ونهائي لطبيعة الحكم وطريقة تعامله وتصرفه ، كما أن تنامي هذه الدعوات دل بشكل قطعي بأن النظام الحاكم وبأعلى هرم فيه قد أفلس بالمطلق ولم يعد لديه ما يستطيع أن يقدمه وأن تكرار نفسه وبنفس النمط البدائي منذ ثلاثون عاما خلت جعلته ممل بل وذو مردود كارثي فضيع لا يحتمل .

أن مطالبة الرئيس بالتنحي هو أمر دستوري ويقع ضمن الأطر الديمقراطية الشرعية التي أتفق عليها فقهاء السياسة في اليمن ولا يدل بالمطلق على أنه عمل إرهابي أو دعوة باطلة خارجة عن القانون ، كما أنه لا يتعلق بقريب أو بعيد بأي عداءات شخصية ، فلا أحسب أن هنالك مواطن يمني يكره الرئيس لأسباب شخصية متعلقة بطريقة كلامه أو بسبب ملامح وتجاعيد وجهه ، الرئيس اليمني هو شخصية عامة شاءت الأقدار له ( صدفة أم عمدا ) أن يحكم اليمن فترة زمنية طويلة ، وصار هذا الحكم مؤثرا وبشكل عميق وكبير على حياة ومصير المواطنين اليمنيين وعلى طريقة حياتهم ولبسهم وتفكيرهم ، لذا من حق أي مواطن يمني أن يدلي برأيه بالرئيس وهذا اقل ما يمكن عمله تجاه هذه العلاقة البينية _ الغير متوازنة _ بين الحاكم والمحكوم.

لكن ما جعل هذه الدعوة بالتنحي عن الحكم ذات نكهة أكثر جدية وإثارة هي خروجها من بيت تقليدي طالما عرف عنه بأنه ملاصق لنظام الحكم ومن أكثرها دعما له ، كما أن دعوة حميد الأحمر تبعتها دعوة جديدة لم تكن مطروحة من قبل ألا وهي توجيه تهمة الخيانة لرئيس الدولة بسبب مخالفته للدستور وتعين أقربائه وأبناءه في مناصب عسكرية رفيعة وحساسة .
وأن كانت تهمة الخيانة هذه لها منطلقاتها البديهية والمحسوسة للجميع ، إلا أنها ستجعل مجرد التفكير بالتنحي عن الحكم من قبل الرئيس أمر مستحيل ، فهو وأعني الرئيس كما سبق له وأنه أعلن يرفض أن يخرج من الحكم لتلاحقه التهم أو بمعنى أدق أنه يرفض الخروج من ( النافذة ) بعد أن دخل حسب تعبيره من الباب .
أن أحد أهم أسباب استبعاد قبول الرئيس بالمطالب الشعبية المتصاعدة بضرورة تنحيه عن الحكم هي خشيته من عواقب هذا التنحي والتي بها من المفترض أن تقوده إلى السجن في حال نظرنا للأمر من منظور قانوني وإنساني بحت ، فلا يمكن لأحد النجاة بنفسه بعد أن يقوم بكل تلك المفاسد في اليمن وأن أستطاع ، فلن ينجو من قسوة التاريخ الذي لا يرحم .

حميد الأمر لم يقل شيء خارج عن لغته أو منظومة خطابه وهو هنا يعبر وبانسجام تام عن خط سير حزبه المنتمي إليه وعن السلك السياسي المعارض في اليمن ، وهو أيضا يلتقط مرحلة تاريخية مهمة في الوجدان اليمني ليبرز أو ليعلن عن وجوده كشخصية تستطيع أن تذهب ابعد مما هو متوقع منها ومن انتماءاتها ومورثوها القبلي ليمس ويهدد كرسي الحكم الذي طالما أريقت دماء واستحلت أنفس من أجل البقاء عليه ، ليعلن أنه تحت حماية قبيلة حاشد الكفيلة بدعمه ومناصرته وقت الحاجة ، أنها اليمن ، لا مكان للضعيف حتى وأن قلت بأن ما ذهب إليه حميد يقع ضمن دستورية حريته في الرأي ، فهنا حميد وهو من يتحدث أو يحاول أن يظهر كرجل سياسي مدني يعلن في نفس اللحظة قبليته التي بطبيعتها تتنافى بالمطلق مع الحياة المدنية والديمقراطية !

هل الرئيس خائن ؟ أكثر من واقعة قد تساعدنا على الإجابة على هذا السؤال ، ولكن لو تم تخير الشعب بين رحيل الرئيس وأسرته وترك اليمن للشرفاء حتى يعيدوا بناء ما تم هدمه أو بين محاكمة الرئيس على مخالفاته الدستورية ، لأختار الشعب رحيله ، لأن الخيار الثاني قد يدخل البلاد في محرقة أكثر مما هي عليه الآن .

والآن هل نتكلم بقليل من الجدية ، ونقول بأنه من الغير المتوقع أن يقدم الرئيس استقالته أو أن يقدم على عمل إصلاحي جاد في اليمن ، أنه وحسب ما نراه منه وما نقراءه من تصريحاته أن على الجميع أن يقبل بالوضع الحالي ، ويقبل بحكمه وبقائه رئيسا على اليمن بقوة الجيش والمؤسسة العسكرية وأنه لا خيار ثاني عن هذا ، لأن مضايقة الرئيس تعني أنه قد يدخل البلاد في أتون حرب أهلية هو يعد لها وبشكل متقن من بعده ، حتى ينشغل الجميع بحياته عن محاسبته ومحاسبة تاريخه ، ونموذج الصومال هي تجربة قد يكررها الرئيس ، لأنه رأى الصوماليين وحتى اللحظة منشغلين عن محاسبة سياد بري على الأقل معنويا بعد موته .
ومع هذه الحقائق ، هل يعتبر حميد الأحمر أنموذج يستحق النظر فيه كبديل عن السلطة النافذة الآن ، وخاصة أن ما يمثله من خلفية ثقافية وجهوية وفكرية لا يختلف كثيرا عما هو كائن الآن. طبعا من له الحق بالإجابة على هذا السؤال هو الشعب اليمني ولا أحد سواه ، كما أنه ليس بالضرورة كل من طالب الرئيس بالتنحي يضع نفسه مكان الرئيس كبديل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرئيس
ادم احمد جابر الاحمر ( 2012 / 5 / 11 - 14:38 )

@الله يحميك من كل عدو @


2 - الرئيس
ادم احمد جابر الاحمر ( 2012 / 5 / 11 - 14:41 )

@الله يحميك من كل عدو @


3 - ادم احمد جابر الاحمر
أدم احمد جابر الاحمر ( 2012 / 8 / 16 - 15:47 )
@ الله ينصر الزعيم علي عبد الله صالح الاحمر@

اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً