الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصورة الجميلة عن العراق صمت ابلغ من الكلام

جمال الخرسان

2009 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


في بلد مثل العراق منهك بسبب الحروب وسوء التخطيط مثقل بجراح الماضي والم الحاضر لا يضم مطلقا مدينة تشابه مدينة البندقية في ايطاليا، وليس فيه شواطيء سدني كما لا يوجد في العراق ناطحات سحاب او ارخبيلات فنلندا الخلابة وشواطئها الجميلة. لايشك فيما تقدم اثنان لكن العراق في النتيجة ليس بلدا عديم الجمال والطبيعة الى هذا الحد الذي نراه في وسائل الاعلام !

نعم هناك سيارات مفخخة وهناك مناظر مقززة، بؤس .. خراب .. دمار ووجوه شاحبة جدا من الحرمان والقلق، اضف لها جفاف وعواصف رملية مدمرة فكل ذلك نعرفه جميعا بل ومطروح في الاعلام عشرات اضعاف مما هو حاصل على ارض الواقع، لكن الذي لا يطرح اعلاميا هو تلك الصورة الجميلة المعبرة عن بلد مثل العراق له من الشان والمكانة بين شعوب المنطقة.

لقد طرحت الصورة المشوهّة في جميع وسائل الاعلام بما يدعو للاشمئزاز .. ويكفيك مثلا ان تكتب كلمة العراق في موقع البحث الشهير غوغل لتنهال عليك ملايين الصور البشعة والمقززة فيما لا تاتيك صورة عن الملامح العراقية الاخرى الا بشق الانفس، حتى اصبحنا نستجدي صورة معبرة جميلة عن العراق لا بل تتحسر وانت تبحث في فضاء الشبكة العنكبوتية عن الصورة النقية الجميلة لاي معلم عراقي من الماضي كان ام من الحاضر، ان العراق بلد ينبغي ان يتطلع للحاضر وان يعيش مرحتله الزمنية الحالية بشيء من التطلع لرهانات الحاضر واستحقاقات المستقبل، لكن ذلك لا يمنع من تسويق الماضي كما يفعل الاخرون ممن سبقونا في العلوم والعمران، وهذه الوقفة تمثل دعوة اخرى للمعنيين من الجهات الرسمية وغير الرسمية بتهيئة اللازم من اجل اعادة تسويق الصورة الواقعية للعراق الذي ان فقد كل شيء فهو يبقى ممسك بقلب التاريخ.

ان هناك بلدان كثيرة لا تملك الا الصحراء لكنها اجادت تسويق نفسها بطريقة جيدة وعرضت صحاريها للاعلام بشكل لائق فاصبحت تستقطب السياحة والاستثمار والاحتفاليات الرياضية بشكل ملفت للانظار فيما لا تملك وزارة الدولة للسياحة والاثار حتى موقعا الكترونيا يعرّف بما لها من مهام وما تقوم به من نشاطات!

ان تقديم افلام وثائقية او برامج دعائية بهذا الشأن يمثل حاجة ملحّة جدا في الرصيد الاعلامي والثقافي العراقي كما ان انشاء مواقع انترنت تعريفية بمواقع الاثار العراقية او ملامح الطبيعة الجغرافية العراقية المتنوعة كثيرا لا يمثل جهدا ماليا او فنيا مستحيلا لكنه يقدم لمتابعي الحالة العراقية خدمة عضيمة تختزل الجهد والوقت وتجعل المتابع قريب جدا من المعلومة الدقيقة المشفوعة ببلاغة الصورة المعبرة.

فـالى المعنيين في وزارة الثقافة وكذلك في وزارة الدولة للسياحة والاثار ثم هواة التصوير والمولعين بلغة الارشفة والتبويب الى جميع هؤلاء وغيرهم دعوة من اجل تكثيف الجهود بهدف اعادة شيء من ملامح الصورة العراقية التي شوهت كثيرا في مختلف وسائل الاعلام..
وقد لاحت في الافق على هذا الصعيد انباء ترددت عن نية السلطات الايطالية فتح متحف عراقي الكتروني تحت اشراف مجموعة من المختصين والباحثين في هذا المجال وهذه خطوة جبارة نحن بامس الحاجة اليها في هذا الوقت بالذات، كما نطمح ايضا من البلدان الصديقة الاخرى ان تساهم بتقديم مشاريع مماثلة تساعد في تسويق الحالة العراقية بشكل افضل.. طالما كانت الصورة الجميلة تعتبر صمتا ابلغ من الكلام.

جمال الخرسان
كاتب عراقي
[email protected]











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رقعة | إعصار مدمر يضرب مدينة غرينفيلد الأمريكية


.. مظاهرات في الشارع البريطاني لمطالبة الحكومة بإدانة العدوان ا




.. ترمب يصف خصومه بـ-الحثالة-.. وحملة بايدن تنتهز الفرصة


.. كتاب أميركي يكشف تفاصيل مثيرة حول عملية قتل قاسم سليماني




.. بروكسل تعلن دعم كييف بـ 30 مقاتلة -f-16-