الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحراك السياسي الحالي والعد العكسي للانتخابات العراقية

هفال زاخويي

2009 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


تشهد الساحة السياسية العراقية حراكاً سياسياً نشطاً بين التيارات السياسية كجزء من التحضير لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة، هذا الحراك تتذبذب معالمه بين ظهور ملامح التحالفات بقوة وبين اختفاء ملامحها ، التصريحات للمسؤولين في الكتل والتحالفات السابقة تتناقض ، احاديث عن تحالفات جديدة، الائتلاف يحاول توسعة قاعدته ليخرج من الدائرة الشيعية الى دائرة أوسع يجمع تحت ظله اطياف وتلاوين اخرى ليس بالضرورة ان تكون شيعية او عربية ، ملامح التحالف الكردستاني حتماً ستتغير فالصورة قد لاتبقى تلك الصورة المعهودة اليوم نظراً لظهور تيار التغيير الذي سجل حضوراً قوياً ، المؤشرات تدل على ان الكرد قد يتوحدون في بغداد رغم الاختلاف في وجهات النظر داخل البيت الكردستاني في اقليم كردستان بين الحزبين الكبيرين وبين قائمة التغيير والاتحاد الاسلامي، عنصر المفاجاءة لا يمكن طرحه من المعادلة، لكن ظنون المراقبين والشارع الكردي هي ان الموقف الكردي سيبقى موحداً في بغداد، اما التيارات السياسية السنية لم تزل تراهن على التوافق كجبهة تجمعهم ، والسنة – القصد هو القيادات السنية- بدأ خطابهم السياسي يسير نحو مرونة واضحة ،يبقى التيار الليبرالي كالعادة ضعيفاً في مجتمع عرف عنه سيطرة القنوات الاعلامية الراديكالية وتأثيرها الروحي على قطاعات واسعة من الشعب العراقي حيث العاطفة الجياشة والتأثر البالغ بالخطاب الديني العاطفي .

هنا لا بد من التأكيد على دور الأحزاب الليبرالية التي تتشبث في خطابها السياسي بالوطنية العراقية وهو خطاب لو تم تفعيله وصياغته من جديد بعيداً عن لغة الشعار فانه سيتمكن من ان يسجل له حضوراً قوياً في الانتخابات القادمة ليظهر في النهاية التيار الليبرالي بشكل لابأس به من حيث الحضور ، لكن الى أي مدى تستعد الأحزاب والتنظيمات الليبرالية كي تتوحد في جبهة كما هو الحال بالنسبة للإسلاميين والقوميين ؟! ثم هل استطاعت التنظيمات الليبرالية ان تتخلص من أدران القومية الضيقة لتظهر بمظهرها الليبرالي اللائق والمقبول أي ان تكون لها صبغة وطنية عراقية ؟!

أما التنظيمات الأخرى المتذبذبة بين الخطاب الوطني – الاسلامي- القومي فيبدو انها ما تزال تتبنى الخطاب القديم المشحون والمسبب لشحذ الروح القومية وتطعيمها بالاسلام كرسالة عربية واقصد بذلك جبهة الحوار الوطني التي تبنت خطاباً غامضاً يتذبذب بين القومية والاسلام وما زالت تأثيرات الخطاب البعثي ظاهراً عليه ، في حين ان عقد الانفراط في القائمة العراقية التي يتزعمها الدكتور أياد علاوي بدأ يلتئم شيئاً فشيئاً إذ بدأ البعض من المنشقين العودة الى القائمة نظراً لإنهم كأشخاص مضطرون لإقحام أنفسهم في قوائم لابد منها في عراق مريض بفايروس المحاصصة والقوائم المغلقة...وهنا لايغيب عن البال افول اليسار العراقي بشكل ملحوظ كونه لايستطيع الخروج من القوقعة القديمة والخطاب الأممي والعيش في عالم المثال ، او بالأحرى ضياع اليسار بين التنظير والتطبيق.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا ديمقراطية بدون تيار ديمقراطي
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 8 / 9 - 22:00 )
الاستاذ هفال زاخوي
انت ولا شك عارف بمدى اعجابي بما تكتب وطالما اشرت الى ذلك في العديد من مقالاتي لاني اعرف روحك العراقية الصافية ولكن يا اخي العزيز على العراقيين او القيادات السياسية الوطنية ان تحاول لملمة صفوفها تحت يافطة وطنية لصعوبة المرحلة القادمة ولسحب البساط من الاحزاب الطائفية التي تغير خطابها هذه الايام وغلفته بشعارات وطنية لا تنسجم مع توجهاتها الحققية والتيار الديمقراطي بمختلف تلاوينه لو شاء له التوحد لغير المعادلة الطائفية لان معظم العراقيين ان لم يكن كلهم بدأوا يتحولون بتفكيرهم عن اي توجه طائفي لم احاقت بهم من ويلات والاعزة الكورد عليهم ان يعرفوا ان وجودهم ضمن تيار ديمقراطي فاعل افضل لهم من اي تحالفات أخرى وبدونهم يفقد التيار الديمقراطي فاعليته وعلى ما يسمى بالقوميين العرب التنازل من عليائهم وقراءة المرحلة قراءة جيدة والا لن تقوم قائمة لاي تيار وطني اصيل اذا ظلت القوى العلمانية تعيش هذه الحالة المأساوية من التشرذم.
توحدوا فستجدون الشعب معكم قبل أن تسرق الأصوات منكم بشعارات هي مطالبكم الحقيقية ترفعها قوى مغامرة تحاول النيل منكم ولات ساعة مندم

اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث