الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحافة بين تهديد الجبناء وسكوت الضعفاء

ابتسام يوسف الطاهر

2009 / 8 / 10
الصحافة والاعلام


دفاعا عن الشاعراحمد عبد الحسين .. دفاعا عن حرية التعبير
دفاعا عن ابناء العراق وكرامتهم

مازال مسلسل التهديد والقتل والسرقات العلنية يتواصل في العراق بلا رادع ولا وازع ، فبانسحاب قوات الاحتلال التي كان القتلة يتحججون بهم ، انطلقت خفافيش القتل والتفجيرات والسرقات لتمارس جرائمها بشكل أبشع من السابق..من ثم تهدد كل من يشير لتلك العصابات ويطالب بمحاسبتها.
الصحفي والشاعر المبدع احمد عبد الحسين الذي عرفناه وهو ينتقد بأقل الكلام وابلغه من خلال مقالاته في صحيفة الصباح التي من حقها أن تفاخر بمثل هكذا أقلام وتطالب الحكومة التي تنطق باسمها بان تحمي مثل تلك الأقلام والأصوات الصادقة الشجاعة. يتعرض اليوم للتهديد بالانتقام لأنه تطرق باحدى مقالاته لسارقي بنك الرافدين بوضح النهار وقتلهم للحراس بدم بارد لا يعرفه غير عصابات شيكاغو وعصابات صدام ممن أُطلق سراحهم ليمارسوا ما خطط له من تخريب.
احمد عبد الحسين هو واحد من الاقلام الشجاعة التي لا يعطلها عن الحق لومة لائم فمن المسئول عن حماية تلك الأقلام ؟ لو ان تلك الأصوات خضعت لتهديد الخفافيش والغربان الصدرية والبدرية والقاعدية والبعثية ، معناه المساهمة بقتل العراق فالسكوت على عصابات التهديد هو مثل السكوت على عصابات صدام ومعناه التشجيع على القتل والمساهمة بالسرقة وتجارة الخطف ومعناه ان نقول على الحياة والدين والضمير السلام..

لم يجد العراقي عزاء وهو يعيش كابوس الخراب الذي يكبر يوميا مثل كرة الثلج تدحرجها الريح.. لم يجد غير حرية التعبير منجزا كان يحلم به بعد يأسه من تحسين الخدمات وايقاف مسلسل التفجيرات والقتل والسرقات العلنية والمستترة! لم يبق له غير حرية الكلام بعد عقود من تكميم الأفواه والتكتيم والتعتيم التي عانى منها في ظل عصابة صدام البعثية.. فكثير ما نسمع المواطن العراقي يسارع ليرد على الحاقدين والمخدوعين من العربان وهم يتساءلون بشماتة "هل الوضع الان أفضل مما كان عليه " فيرد بحسرة " بلى أحسن.. صحيح ان القتل صار علنا.. والسرقة مازالت تمارس من قبل البعض من انتخبهم الشعب مخدوعا.. والخطف صار لا يمارس سياسيا فقط مثل قبل، بل صار تجارة للجبناء من قطاع الطرق ايضا.. لكن صرنا نحكي بحرية صرنا ننتقد ونلوم بلا خوف.." ثم يتمتم بهمس "وان كان صياحنا تذروه رياح الغبار المتكاثر.. ولا يطرق ضمائر المسئولين". المسئولون الذي اخذ بعضهم درس صدام من ........ فاستكثروا حتى الوعود الكاذبة بل اختصروا الطريق وباشروا بالسرقات المخجلة بلا أي وازع من ضمير ولا حياء ولا دين وقبل حتى ان يتعرفوا على مهامهم !..
اذن ماذا نقول لو اننا اكتشفنا ان حتى تلك الحرية يريد البعض من الحرامية ان نتخلى عنها.. ماذا سيتبقى لنا لنبرر كل تلك التضحيات! وكل ذلك الخراب الذي صبرنا عليه لعل الأيام ترحم أطفالنا والأجيال القادمة..
بعد ان صارت السرقات بالمليارات والحرامية واللصوص من بعض الوزراء ورجال حماية بعضهم، والإرهابيين من أعضاء النواب.. ماذا نفعل وقد صار حقا حاميها حراميها؟ لم يبق لنا غير الإعلام. وشعب العراق وان كان قد ابتلى ببعض قادة ومسئولين بلا ضمير ، فالقدر لم يبخل عليه بصحفيين وكتاب شجعان وبضمائر متيقظة ومستعدة دوما للدفاع عن الحق ولفضح القتلة وسارقي أموال اليتامى والمعدمين او لتسليط الضوء على جحور خفافيش الظلام. بعضهم تعرض للتهديد والقتل بل وخطف أبنائهم وقتلهم!
ربما شجعهم ظهور بوادر لدى الحكومة على اتخاذ إجراءات للحد من احدى الحريات الأساسية التي ضمنها الدستور وكفلتها المواثيق والاتفاقيات الدولية الملزمة للدولة العراقية، ألا وهي حرية الرأي والتعبير.
فلابد من الوقوف بوجه المهددين واللصوص لا بالإدانة فقط بل ان نطالب الحكومة وشخص رئيس الوزراء الدكتور نوري المالكي ومن معه من المخلصين للعراق وشعبه ، ممن لم تمت ضمائرهم ويعون معنى المسئولية ان يتصدوا بحزم لكل اللصوص مهما تقنعوا بالدين او بغيره من الشعارات وان يطهر الحكومة من كل من يتلاعب بأموال الشعب، وان يحموا ابناء العراق خاصة الاعلاميين منهم.
ان نطالب المثقفين عراقيين وعرب وكل المنظمات الإنسانية والثقافية بالعالم لتقف مع شعب العراق الذي مازال اعزل لتدافع عن حرية الصحافة وحماية الصحفيين وحرية التعبير ذلك المنجز الوحيد الذي بذل العراقيون من اجله تلك التضحيات الجسام. وحقه بالمطالبة بمحاسبة كل المجرمين علنا، ورفع الحصانة عن كل من يشار او يعتقد ضلوعهم بشكل مباشر او غير مباشر بأي جريمة ضد شعب العراق وحرياته وأمواله، لمحاسبتهم وإنزال أقصى العقوبات بهم. لابد من محاكمة كل من له صلة بالقتلة او الحرامية.
لنقف بوجه الخاطفين والقتلة والمجرمين بكل أشكالهم..
لنحمي العراق وأبنائه من خفافيش الظلام وممن يريدون العودة بنا لزمن الخوف والصمت
لتبقى الاقلام الصادقة الشجاعة شوكة بعين المجرمين ومصباحا بيد المتعبين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حذاري حذاري
كريم الدهلكي ( 2009 / 8 / 9 - 20:53 )

تمادى صغيرهم وسيتمادى ويظن الصغير المتناهي الصغر انه يحكم من طهران او في طهران نعم سيتمادى اكثر عندما يجد اوامره تنفذ وبهذه السرعه حذرت انا من اوامر الصغير المتناهي الصغر سابقا وقلنا هذا افعى رقطاء وهذا عقرب السياسيين الجدد لانه يظن انه هو حرر العراقيين من جور صدام حسين نسى او يتناسى هذا اننا عانينا ما عانينا من ظلم وجور واضطهاد للكلمه سنيين وحرمنا منها سنيين وتركنا كلشي لهم مناصب اموال جميعها تركناه لهم وتشبثنا بحرية الكلمه التي نفرح بها ونفتخر بها امام العالم لانفتخر بمال او منصب بل نفتخر بتجربتنا الديمقراطيه والحريه الصحفيه والاعلاميه التي يريده هذا اللامسمى ان يجهظهاوفعلا سيجهظها ان لم نقف هذه المره بقوه عبر اقامت المظاهرات العارمه بكل مكان في ارض العراق لكي يعرف هذا قوة الكلمه وتاثيرها اما ان نسكت ونبلعها مثلما بلعناها سابقا مع شهدينا كامل شياع فاقراء على البلد السلام




|









2 - تحية للشجاعة النبيلة
زينة الياسري ( 2009 / 8 / 10 - 16:24 )
سلم قلمك ايتها العراقية الاصيلة لكني حقيقة بت اخاف عليك وعلى كل الاقلام الشريفة ممن يدعون انهم ابناء العراق وهم في الحقيقة اول من سرقه .. حرسك الله من اعين الكفرة ودمت ابنة للعراق


3 - بارك الله بكم
حذام يوسف طاهر ( 2009 / 8 / 10 - 16:30 )
الاخت والصديقة والمعلمة اشكر الله ان في العراق اقلاما اصيلة وحريصة على العراق واهله واحييك على جرأتك في طرح هذا الموضوع .. لكن هل ستبقى امنيات ان يعيش العراق بسلام ؟ وكيف سنبني العراق وسط تحديد حرية الصحافي الذي يمثل في الخارج سلطة رابعة بحق شكرا لك

اخر الافلام

.. بيع دراجة استخدمها الرئيس الفرنسي السابق لزيارة عشيقته


.. المتحدث باسم الصليب الأحمر للجزيرة: نظام الرعاية الصحية بغزة




.. قصف إسرائيلي يشعل النيران بمخيم في رفح ويصيب الأهالي بحروق


.. بالخريطة التفاعلية.. توضيح لمنطقة مجزرة رفح التي ادعى جيش ال




.. هيئة البث الإسرائيلية: المنظومة الأمنية قد تتعامل مع طلب حما