الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-العراق بين العلمانية والاسلام السياسي-

سارة ناجي الياسري

2009 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



بعد سقوط النظام السابق وانهيار كل مؤسسات واشكال الدولة واصبح العراق بدون نظام سياسي محدد او دستور محدد وكل خيارات اشكال الانظمة السياسية مفتوحة امامه ومنذ ذلك الحين والى الان انقسمت اراء الشارع العراقي الى قسمين ما بين مؤيد لشكل النظام العلماني وما بين مؤيد للفكر الاسلامي السياسي وشاع الجدل في مختلف الاوساط الاجتماعية حول اي النظامين افضل للعراق وشعبه مستعرضين جميع الادلة والحجج وتجارب الدول في هذا المضمار وكان تنظيم العلاقة بين الدين والدولة العراقية احدى اهم مفردات برامج ونظم التنظيمات السياسية وقد تم طرح علمانية حديثة لكن على نمط مغاير للعلمانية التي تبناها علمانيو الشرق الاسلامي من تلازم للالحاد واستبعاد دور الدين في الحياة العامة في مطلع القرن المنصرم فالعلمانية المطبقة في العراق حاليا بعد الانتخابات وبعد كتابة الدستور العراقي الجديد توصف بانها علمانية وسطية فلا هي تقصي الدين اقصاء تام ولا هي تميل الى افكار الاسلام السياسي ومن امثلة على تطبيق هذا النوع من العلمانية دول كلبنان او الغرب كاوربا وهي تضمن حرية المعتقد على الصعيد الفردي ولا تعني مواطن بلا دين او مجتمع بلا دين وانما تعني دولة غير منحازة الى دين او اقلية عرقية او طائفة او مذهب وهي بذلك تحفظ حقوق الاقليات من هيمنة الاكثرية وتبعد التسلط الطائفي وتستمد تشريعاتها من المعتقد الديني السائد ولا تخالف التقاليد ولا الاعراف حيث تنشأ سلطة لادارة دولة حديثة تقوم على مبدأ التعددية الثقافية والدينية والسياسية وتقوم على المواطن الفرد وبذلك تزيل مخاوف الجميع وتعزز الوحدة الوطنية وتعرف العلمانية بانهاايدلوجيا تشجع المدنية والمواطنة وترفض الدين كمرجع رئيسي للحياة السياسية وتعتبر الامور الحياتية للبشر وخصوصا السياسية منها مرتكزة على ما هو مادي ملموس وليس على ما هو غيبي وهذا لا يعني بالضرورة ان العلمانين العرب تحديدا لا يؤمنون بالدين ولكنهم يؤمنون به بشكل تجريدي عصري وبالرغم من نجاحات الدول المتبناة للنظام العلماني ومثال على ذلك كندا , الهند, فرنسا الولايات المتحدة . تركيا, كوريا الجنوبية ولكن كون مصطلح العلمانية انبثق من رحم التجربة الغربية سبب جدل حول دلالاته وابعاده وكونه جسدالمقولة الشهيرة (اعطاء ما لقيصر لقيصر وما هو لالله لالله) وقد اثير حوله كثير من اللغط ومحاولات لتشويه معانيه واظهاره بمظهر المعادي للاديان اما على صعيد فكر الاسلام السياسي المعروف بحكوماته التي تستغل الدين كذريعة ومطية لتحقيق اهداف استراتيجية وللتضييق على الحريات العامة والخاصة وفي رأي الكثير من المراقبين فقد فشل الاسلام السياسي في انظمة الحكم وهذا واضح من خلال تجارب الدول التي تتبناه في ايران والسعودية ونظام طالبان السابق فما هي الانجازات التي تحققت للمواطنين على صعيد الحريات السياسية والتنمية والاحتياجات الاساسية ؟ الجواب من متابعة المشاهد السياسية نلاحظ حالة التذمر والسخط الشعبي وهذا واضح من نتائج الانتخابات الايرانية الاخيرة على سبيل المثال وقد برهنت التجارب بانواعها فشل النظام الشمولي ذو الاتجاه السياسي المحدد وما يحيطه من مناخ يفتقر للرؤى السياسية المتعددة وفي البحوث المراد منها معرفة اسباب التأييد الشعبي والقاعدة الجماهيرية للاسلام السياسي في بعض الدول العربية المتبعة للنهج العلماني كمصر والمغرب تعزى الاسباب الى التخلف الاقتصادي , الاجتماعي,الثقافي,المدني,السياسي تشكل خميرة لانتشار ادلجة الدين الاسلامي بالخصوص وبالنظر لحال الاحزاب العلمانية في الدول العربية حيث تشير دراسة لمؤسسة كارنيجي لدراسات السلام بواشنطن بان الاحزاب العلمانية في الدول العربية محاصرة بين الانظمة الشمولية والتيارات الاسلامية وبالرغم من كونها تشكل طيفا واسعا من التنظيمات السياسية الا انها تواجه اليوم ازمة حقيقة تمثل عقبة رئيسية في طريق التحول الديمقراطي في الوطن العربي وقد برز ضعفها في الانتخابات العامة فهي تشعر بالغبن لانه ترى نفسها ضحية للنظم السلطوية التي لا تتورع عن احباط نشاطاتها ولا تملك القدرة على منافسة الحركات الاسلامية التي تستخدم المساجد لحشد الانصار كما تستخدم المؤسسات الخيرية لتعزيز قواعدها الانتخابية واجمالا تشعر انها عالقة في الوسط وتحارب على جبهتين هذا على صعيد الدول العربية اما على صعيدالعراق فانه يتبنى الان العلمانية الوسطية لكن هناك في الشارع العراقي بعض الاصوات التي تتماهى مع عواطفها الدينية وتوظفها توظيف خاطيء حيث تقودها الى تأييد الاسلام السياسي في الحكم بالرغم من تجارب الدول الواضحة في هذا المجال. العلمانية هي النظام المناسب للعراق لكونه متعدد الطوائف والمذاهب والاقليات والاديان وتحافظ على حقوق الاقليات والحريات العامة هذا فضلا عن ميزاته العديدة وبعد هذا كله من الموضوعية والانصاف اعتبار العلمانية حل انساني وحضاري للشعوب النامية والسعيد من وعظ بغيره








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #بايدن يدافع عن #إسرائيل.. ما يحدث في #غزة ليس إبادة جماعية


.. بدء مراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ومرافقي




.. هل هناك أي نوع من أنواع الامتحان أمام الجمهورية الإيرانية بع


.. البيت الأبيض.. اتفاق ثنائي -شبه نهائي- بين أميركا والسعودية




.. شوارع تبريز تغص بمشيعي الرئيس الإيراني الراحل ومرافقيه