الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حاميها حراميها

جواد وادي

2009 / 8 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مفهوم التغيير أمل كان يراود العراقيين بعد أن سدت كل المنافذ لإنقاذهم من سطوة البعث المتخلف وبطشه بما فيهم اؤلئك البعثيون (أولاد الخايبة) الذين سيقوا كالخراف في صفوف الحزب الفاشي واستجمعت كل القوى الخيرة طاقاتها لدعم ورفد هذا التغيير ولم يخطر ببال احد أن يتحول مقموعي الأمس من قبل النظام العفلقي المقبور الى أدوات قمع جديدة اشد وأشرس بظلامية وبطش وانتهاكات صارخة لحقوق إخوتهم ممن كانوا جنبا الى جنب لإزاحة الطاغوت ناهيكم عن تحويلهم العراق بناسه وأرضه وخيراته لخدمة نزواتهم المريضة ومساعيهم لفرض الفكر الواحد والمفهوم الديني المتخلف على كل شرائح الشعب العراقي بتنوعه القومي والديني والعقائدي وباتوا أوصياء بلا منازع على الشعب المظلوم الذي كان يأمل أن بشائر الخلاص قد لاحت وان المستقبل لطي صفحة الظلم وامتلاك ناصية الحرية والانعتاق قادم لا محالة لان البعث ببطشه وقسوته لا يمكن أبدا أن يقارن بأي نزوع آخر مهما كانت درجة عدوانيته وحقده على الناس ولم نكن نحن الذين هربنا بجلودنا من ماكنة الموت البعثي المخيف أواسط السبعينات نتوقع أن يتحول حطب المحرقة البعثية إلى أدوات جديدة للقتل والتغييب وكم الأفواه ومطاردة الناس وتخريب البنية التحتية للعراق وعلى ذات اليد التي كان الجلاد البعثي قد افلحها بالأمس.
انه ملف خطير ينبغي التوقف عنده وتسليط الضوء على أسبابه النفسية والعقلية لان المعادل الموضوعي للظلم ردة الفعل من المظلوم إزاء الظالم لا أن يتحول المظلوم آلة أداة قمع ضد أخيه ورفيقه الذي لازمه كل المرارات من اجل التخلص من الجلاد المشترك.
يتذمر العراقيون وبشكل يومي من استهداف حياتهم من قبل مجرمي القاعدة والبعث الصدامي لكنهم يعانون من مرارة اشد وانكي تلك هي ممارسات السياسيين الجدد وسيلة الإنقاذ من كوارث البعث كما كان مأمولا منهم لا أن يتحول هؤلاء السياسيون إلى كارثة جديدة تعقد الوضع في العراق وتحوله إلى كانتونات وضيعات وتركات (وكأنه ورث الخلفوهم) .
نقرا يوميا ونحن في مهاجعنا فضاعة الممارسات التي ما فتئت أحزاب السلطة تقوم بها وهي تتكالب وتتناطح مع الزمن من اجل نهب ثروات العراق المالية والنفطية بامتيازات اقتصرت عليهم وعلى أزلامهم ومقربيهم وترك العراقيين مع بلاويهم ليبقى العراق مقبرة للزرع والضرع والناس. تصلنا يوميا قصص مهولة عن الفساد المخيف الذي ضرب بأطنابه كل تفاصيل الحياة العراقية حتى تحولت عمائمهم منسوجة بخيوط النهب والسحت الحرام وما عادت كما اعتدناها مصدر فخر وعزة ويا أسفاه.
ما انفكت يد اللصوص والحرامية تتطاول على المال العام وفي عز الظهر وعلى عينك يا تاجر وبواسطة من؟
أخيرا حراس نائب رئيس الجمهورية (سور سليمان عليه وعليهم جميعا) يسرقون المصارف العراقية لتذكرنا هذه الفعلة القذرة بما كان يقوم به أزلام النظام البعثي وخاصة من عائلة القائد الضرورة لنهب وسلب أموال العراق هل من فرق بين هؤلاء واؤلئك يرحمكم الله؟
ليأتي السيد جلال الدين الصغير ويبرر اللصوصية والنهب ويشرعنه ويتهجم بل ويحرض على من يفضح هؤلاء اللصوص وهو منهم طبعا و محاربة الأقلام الوطنية الشريفة تلك هي الطامة وليقس المراقب السياسي من هذه الحالة التي هي من بين أطنان الحالات من النهب والسرقات ليعرف طبيعة هؤلاء المتشدقين بالدين والوطنية وقيم الخير ليعودوا هم أصل الخراب بأسبابه وتداعياته المرعبة. لاحظوا معي لغة الخطاب الوقحة حين يصف الصغير الشاعر احمد عبد الحسين بأنه عديم الأصل وكان الصغير يمتلك الحق في التنكر لعراقية احمد عبد الحسين الذي هو في ظني اعرق وأنبل وأكثر وطنية من هذا الصغير.
هل تيقن العراقي أن هؤلاء المعممين هم أصل البلاء وسوف لن تقوم له قائمة ما دام تحت رحمتهم بعد أن تحولوا الى ظلمة قساة دون وازع أخلاقي أو ديني ناهيكم عن انعدام الضمير الوطني أصلا.
قلوبنا معك والأحبة المقاتلين ضد مد الخراب الجديد أخي المبدع احمد عبد الحسين وأنت لم تكن الأول ولن تكون الأخير في مواجهة العاصفة والمد الأصفر المتخلف ويبقى الأمل فيكم ومن شاكلكم في كنس العفن الذي يقينا سيصير إلى ذاكرة منسية كما كنس التاريخ العفن البعثي.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟