الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في رثاء درويش : أحب أن أبكي

أدونيس

2009 / 8 / 12
الادب والفن


السبت, 08 أغسطس 2009
بين ضوء الكلام، وظُلمة الزمن، عاش محمود درويش· الأول أسنده إليه الفلسطينيون والعرب لكي يُطفئ الجحيم بماء الفراديس· جعلوا منه مَطْهَرا يتجاوزون به خيبة العدل والسياسة، ورمزا يلجأون إليه لكي يحنّوا ويتذكروا حيناً، ولكي يستشرفوا ويأملوا، حينا آخر· وهو عبء احتضنه، وإن كان طاغيا عليه، وهذّبه وارتقى به،

وقرَنَ فيه بين الألم المرير والمتعة العالية، وبين الفجيعة والجمال· وفي ذلك صارع العبءَ الآخرَ، عبء الزمن، وآخاه واحتضنه كذلك· كتب شعره كمثل كيمياء تحوّل الموت إلى حركة حية، وتخترع الشطآن حتى للقوارب المحطّمة· وحيثما اغتربَ، أقام عاصمة للأمل، جاعلاً من الشعر أرضا أخرى، وسماء أخرى· لكن ماذا تقول لك الكتابة حين تنهار فوق صدرك ذروةٌ من ذرواتها؟ خصوصا أنّ محمود درويش لم يكن، بالنسبة إليّ، مجرّد صديق· كان أخًا قريبًا، وشريكا حميماً في الحياة التي جمعتنا في بيروت، قبل الحصار، وفي أثنائه، وبعده في باريس· كنّا في هذه المدينة الفريدة نبني جسور الشعر ونربط الأفق بالأفق· وكنا في بيروت نفتح لغاتنا على الرياح الأربع· وفي بهاء الصداقة كنا نحتفل في بيتنا، كل سنة، باليوم الذي ولد فيه مع نينار التي ولدت في اليوم نفسه 13 مارس· كان يأخذها بين ذراعيه، فتقول له بطفولتها الشاعرة: · مع ذلك، فيما بعد، في غلواء الصداقة، والتباس علاقاتها، باعَدَت بيننا الحياة· غير أن الخيط الذي يصل الضوء بالضوء لم ينقطع بيننا أبدا· الآن، أحب أن أبكي ·

عن موقع الراحل محمود درويش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بكاؤك مطر على قفرنا
حميد كشكولي ( 2009 / 8 / 11 - 19:47 )

أدونيس العظيم ! أنا أيضا ابكي معك.. فدموعك قطرات المطر تحيي قفر روحنا
وأشعة نور تنير دهاليز الظلمة في عقولنا
دمت يا أبا نينار عظيما
فانت أكبر من نوبل فكل اطلالة منك على صفحات الحوار المتمدن نعمة
وبكاؤك على مبدع التراجيديا الفلسطينية دليل وفاء منك وايمان بالحق والجمال


2 - كتابات محمود درويش التي يتسيج بها الارهابيون الفلسطينيون
غيورغي فاسيلييف ( 2009 / 8 / 11 - 21:12 )
كتابات محمود درويش التي يتسيج بها الارهابيون الفلسطينيون
كدرع من مثقف وشاعر، ادت الى مقتل من الناس اكثر مما قام به اسامة بن لادن وجماعته الشريرة.
وكلاهما اسامة بن لادن ومحمود درويش ارهابي ويدعو الى الارهاب واقصاء الآخر وعدم الاحترام له والاستخفاف بكرامته (الآخر) الانسانية.
المثقف - خطر ارهب من اي سلاح
بعماه الانساني والتاريخي يماثل سلاح الابادة الشامل.
محبتي


3 - contre la terrocratie, ses esclaves et ses valets, contre la
dawdi slah ( 2009 / 8 / 11 - 23:13 )
terrorisme et anti-terrorisme ne sont autres que mensonges grossiers et arrogants.Nous ne reconnaissons que terrocratie (pouvoir de la terreur)systématique. Et tout le monde sait comment se fait la fabrique de ce marché dont la terre entière est le théâ tre. Vous avez dit Darwich? Adonis?


4 - يا سلام !!!!!!!!!!!!!!!!
أمين الربيع ( 2009 / 8 / 11 - 23:54 )
غيورغي .. لا أدري كيف خلصت إلى هذا التصور العجيب !! درويش لم يكن ارهابياً بل مُقاوماً ولكن يبدو أن المفاهيم قد اختلطت عندك .. إذا كان التحريض على الدفاع عن النفس إرهاباً فهذا يعني أن كل العرب ( الشرفاء ) إرهابييون ..... على كل حال
الله يشفيك ..


5 - الى السيد غيورغي
محمد-ليبيا ( 2009 / 8 / 12 - 00:36 )
لم يسجل التاريخ إرهابا و لا انغماسا في دماء الشعوب يضاهي ما سجلته الحركة الصهيونية التي انتجت ذلك المسخ المسمى -اسرائيل- .تعليقك يا سيد غيورغي لن يحرك ذرة من ذلك الجبل الأشم الذي يحرك وجدان كل من يحمل مشاعر بشرية، أما انتم فلا وجدان ولا مشاعر انسانية لديكم،
سيبقى درويش روحا انسانية وسمفونية عالمية لا تطالها غربانالصهيونية وبومها مهما نعقت.


6 - لنا ان نحزن يامحمود
أحمد السيد علي ( 2009 / 8 / 12 - 12:49 )
قبل اكثر من عقدين ونيف كتب الشاعر سميح القاسم على غلاف ديوان محمود درويش قصائد عربية..
لنا ان نحزن يامحمود...ولنا ان نموت...ولنا دموع النصر في خاتمة المطاف.
لم نفرح بالوطن في الحياة....فاليفرح بنا في قصائد الحياة.

دمت ياأدونيس بهذا الألق المتوهج....شاعرومفكر

اخر الافلام

.. نابر سعودية وخليجية وعربية كرمت الأمير الشاعر بدر بن عبد الم


.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24




.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو