الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فساد سياسي ام اخلاقي

جمال المظفر

2009 / 8 / 12
كتابات ساخرة


كثر الحديث عن الفساد السياسي في الاونة الاخيرة وتزامن مع طرح ملفات الفساد المالي والاداري الذي تورط فيه مسؤولون كبار في الحكومة العراقية ، ولاندري ماهي الغاية من طرح هذا الملف في هذا الوقت بالذات مع قرب موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة ..
الكل يعرف ان هناك فساد سياسي والذي هو بالاحرى فساد اخلاقي مئة بالمئة ، فالحزب الذي يتقاضى اموال من دول اخرى ويحاول تمرير سياسة تلك الدولة يقع ضمن ذلك المسمى ، ونحن نعرف ان هناك دولا عديدة تضخ الاموال الطائلة لتمرير سياساتها في العراق ، فقبل فترة اعلنت الولايات المتحدة الامريكية انها تمول صحف عراقية واصبحت فضيحة في وقتها وفضيحة اخرى عن شراء ذمم علماء دين لتثقيف الناس حول شرعنة الاحتلال ، فيما تقوم دول الجوار الاقليمي بضخ الاموال ، عبر تمويل منظمات مجتمع مدني او اصدار صحف ومجلات وقنوات فضائية وغيرها من الوسائل الاخرى ....
السؤال الذي يطرح نفسه من اين كل تلك الاموال لبعض الاحزاب او الشخصيات لتفتح فضائيات او تصدر صحف توزع مجانا او لاتسد مبيعاتها اجور الطبع ناهيك عن اجور العاملين فيها ، ونحن نعرف ان القنوات الفضائية تحتاج الى مبالغ هائلة ابتداء من الاشتراك في القمر والاجهزة والمعدات الفنية والكادر الفني من مخرجين ومصورين واضاءة ومونتيرية وكرافيك ومعدي برامج ومقدمين واداريين والكثير من الاختصاصات الاخرى ...
الفساد السياسي انتشر في العراق بعد الاحتلال بشكل كبير ، اكثر من جهة فتحت خزينتها لبعض الجهات لتمرير اجنداتها الخاصة وبث سياستها ، والعراقي فطن للغاية لاتمر عليه تلك المحاولات ، يعرف الجهة الممولة من اول مشاهدة للقناة االفضائية او قراءة الصحيفة الصادرة عن تلك الجهة .. ولايمكن لاي احد مهما كان نبوغه السياسي ان يؤثر في ذهنية الناخب العراقي لان الاخير فطن وذكي ويقرأ مابين السطور، قد يستلم مبالغ معينة اوهبات او معونات قبل الانتخابات ولكنه يدرك انها لاغراض انتخابية ، يستلمها وفق مبدأ ( شعراية من جلد .....) ..
لن يخدع العراقي ابدا ، ولن تفيد معه الاغراءات ، دعوا الملفات تسير بشكل صحيح ، لنخلص اولا من الفساد المالي والاداري الذي نخر الدولة العراقية ثم نفتح ملف الفساد السياسي ، فالمواطن لايعنيه الفساد السياسي بقدر ماتعنيه الخدمات الاساسية كالكهرباء والماء والحصة التموينية والتي هي اشياء اساسية ومهمة في حياته ..
طرح ملف الفساد السياسي محاولة للتغطية على ملفات اخرى ، او هي محاولة للتشويش على ذهنية الناخب العراقي ليبتعد عن بعض القوائم بدعوى انها واجهات لدول اخرى ..
ملف الفساد السياسي هو اخلاقي مئة بالمئة ، فالمسؤول او الحزب الذي يرتضي لنفسه ان يكون بوقا او وسيلة اعلام غير مباشرة لدولة شقيقة او صديقة او حاضنة اوراعية لايستحق ان يسمى عراقيا ولايستحق حتى الاحترام ، والتاريخ سيكشف الفاسدين سياسيا واخلاقيا والجهات الممولة ، فاغلب تلك الجهات تكشف عن ( عملائها ) عندما تنتفي الحاجة اليهم وعندما تكتشف ان دورهم قد انتهى ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب


.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في