الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل في عمرك متّسعٌ لتغامرَ في حرب أخرى

كاظم اللايذ

2009 / 8 / 13
الادب والفن


لم يحدثْ
أنْ فلقتني قنبلةٌ
أو نسفتْني قاذفةٌ
أو صيّرني صاروخٌ نصفين ..
لم يحدث
أنْ صرتُ بمرمى قنّاصٍ
يُحسن صنعتهُ
فهويتُ الى أفقْ مفتوحْ
وجعلتُ أنزّ دماً
حتى جفتْ أوردتي
فسكنتُ
كما يسكنُ كبشٌ مذبوحْ
......
لم يحدث هذا
رغم مكوثي - منذ وُلدتُ - هنا
في هذي الأرض الموبوءةِ بالقتلِ
بهذا الثغرِ الحربيّ المقذوفِ
جنوبيَ الأنهار
********
خلفَ الساتر عشنا
ما بين تلال الرملِ
وأكياس( الجنفاصْ )
والأبناءُ هنا كبروا
ولذا ..
أخذوا أخلاق الثكناتْ
والأم تشوط بأثواب الكاهن
تخرج من ألف صلاةٍ
كي تدخل في ألف صلاة
وتمكّنَ منها الطوطمُ
حتى صار لها أذنُ الأرنب
تسمع أصواتاً
لا نسمعها
وترى أشباحاً
مثلَ رسوم السرياليين
******
في ساعات الهدنةِ
حين يخفّ سعارُ الحرب
وتكفّ ذئابُ الغاب عن الغليانْ
تسترخي كفّي
تتحسّسُ جسمي
إنْ كنت فقدتُ يداً
أو عيناً
أو قدماً
أتحسسُ أبنائي
إنْ كانوا في غيهب مكمنهم
في الغفوةِ
أم منشغلين بما جمعوا
من ألعاب الميدانْ :
شظايا
اطلاقاتِ بنادقَ
رمّاناتٍ
خوذٍ قد ثقبت من جهة الخلفِ
تصاويرَ
عليها اهداءاتٌ قضمتها ألسنةُ النيرانْ
....
ويقلّدُ أصغرهم – بالبيريةِ –
ما يفعله القائد
......
أتسللُ
نحو التلفون
تأتيني أصواتٌ مبهمةٌ
ونداءات شوهاءْ ..
أصواتٌ تشبه
أصوات السفن الغرقى
لا أدري
إنْ كانت تطلبٌ
خبزاُ
أو ماءً
أو أكفاناً
أو تطلب بعضَ عزاءْ .
لكنْ .
هل يملك يربوع الأنفاقِ
سوى أنْ يوغلَ
في الحفرة أكثر ؟ ..
******
يا وارث (حرب الفجّار )
والراقد دوماً في قيظ القيلولة بالبسطالْ
يا ابن الثغر المقذوفِ
جنوبيَ الويلاتْ
والحاملُ أختام الثكنات
هل ثمة في جسمك متّسعٌ
لقروحٍ آتيةٍ ؟!
هل ثمة في عمرك ما يكفي
لتغامرَ في حرب أخرى ؟!
نيسان 2008








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تساؤل
عبدالله الداخل ( 2009 / 8 / 13 - 14:27 )
مجرد تساؤل
أنشهد هنا بزوغ شاعر متقدم؟
-النزول إلى حضرة الماء-
هي الأخرى دفـّاقة ٌ كشلال ٍ ونهرٍ عظيم يغزو الصحارى ليُغرقَ الشرق كله بماءٍ جديد

اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل