الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جريمة الزوية .. والاقلام المأجورة

فراس الغضبان الحمداني

2009 / 8 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


كان وسيبقى العراق وطننا زاخرا بالتحديات ، وكان كذلك قبل الميلاد بآلاف السنين وسيبقى حتى قيام الساعة والمهم في الأمر أين دور المثقف والمفكر والصحفي العراقي إزاء هذه الصراعات التي يكون طرفها الأول السلطة والمتحالفين معها من المنافقين والطرف الآخر المواطنين المغلوب على أمرهم والمسروقة ثرواتهم والمنتهكة كرامتهم والمؤجلة حريتهم ..؟ .

هذا السؤال يتكرر في كل مكان وزمان في ارض العراق المليئة بالمتناقضات والمفارقات والمشاهد التي لا تصدق وكان الذي يحدث فصولا ومشاهدا من مسرح اللامعقول أو بعضا من تداعيات الأفلام الهندية ، ولعل آخر الأفلام التي جددت التساؤل وبقوة عن دور المثقفين والإعلاميين في كشف الحقيقة والاهم من ذلك بالدفاع عنها وعن الذين نذروا أنفسهم للكشف عنها بدافع تحقيق الأمل في وطن حر وشعب سعيد على الطريقة الشيوعية أو الإسلامية وحتى لو جاء ذلك من خلال الحكومة التحاصصية .

ولكن الأمر غريب جدا وكان العراق شجرة بلا جذور ووطن بلا ثقافة أو حضارة تمتد لآلاف السنين ، فمن ينطق بالحقيقة أصبحوا قلة قليلة وحالة شاذة واستثنائية لان جوقة المثقفين ومن يدعي تمثيلهم أصبحوا سعداء وهم يحنون الرؤوس لأصحاب المعالي والجالسين على الكراسي والشواهد لا تعد ولا تحصى وكان آخرها وليس آخرها جريمة الزوية التي حدثت في قلب بغداد والاتهامات التي صدرت من جهة رسمية هي خطيرة ومرعبة ، لكن الأقلام التي تصدت للتيار وطالبت الرأي العام المغيب عن دوره باليقظة والحذر والتصدي .. كانت النتيجة إن الأغلبية صامتة والآلاف المؤلفة المسجلين بصفة صحفيين عاملين في نقابة الصحفيين تخلوا عن دورهم ولم يتفوه احدهم بكلمة الحق واستكانوا بانتظار الحصول على المكاسب وفتات الموائد من خلال التملق والنفاق لهذا الطرف أو ذاك .

والذي يحز في نفوس الشرفاء من المثقفين والإعلاميين العراقيين إن كل من هب ودب واعتلى إحدى المؤسسات الصحفية ليكون لهم لسانا يستجدي لهم حقوقهم بكل طرق التسول والنفاق ووصفهم احد المسؤولين في وزارة الثقافة بأنهم وزوجاتهم وصلوا لدرجة العوز وأصبحوا يتاجرون من خلالهم بكل شيء ولا يترددون إن يكونوا عبيدا لكل من يمنحهم امتيازا أو مكسبا فهل يعقل هذا لمن أوكل إليه الشعب إن يكون رسولا يجاهر بالحق ويقاتل من اجل الحقيقة ، فعلينا إن نتصور إن من فوضناه صحفيا رسولا أصبح متسولا ويبيع ضميره لأصحاب المعالي بأنجس الإثمان من خلال قلب الحقائق والكتابة لإرضاء والتقرب لأصحاب الشأن وذم وتهديد الصحفيين والكتاب المهنيين ، فو الله أنها أقذر لعبة يشهدها تاريخ الصحافة في هذا الزمان .

وهل يعقل إن يتجرأ القتلة والمنافقين والغشاشين من تهديد آخر ما تبقى من رموز الحقيقة في القتل والتجريح .. والتهمة إن هؤلاء رفضوا إن يكونوا أذنابا لبعض الكتل السياسية وجاهروا بالحقيقة بصوت عال وطالبوا الناس بالانتفاض ضد الجرائم التي ترتكب بحق الوطن والمواطن .
سنسال بصدق وموضوعية أين الآلاف من الصحفيين العاملين في سجل نقابة الصحفيين العراقيين وأرقام أخرى مسجلين في اتحاد الأدباء ونقابة الفنانين إزاء ما حدث من جريمة مصرف الزوية ، لماذا لاذ الجميع بالصمت والذين تفاعلوا مع الوطن وقضاياه أصبحوا قلة اتهمهم بعض المنافقين والمتزلفين أصحاب الأقلام المنخورة الذين يريدون التقرب من الطرف الآخر بكل الوسائل الدنيئة وحرضوا على قتلهم وتصفيتهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الزويه...لقمة بسيطه لحاشيتهم ..لقد نُهب الوطن الى ماشاألله.
زهراء ( 2009 / 8 / 12 - 21:54 )
كاتبنا الشجاع أستاذ فراس ..تحية تقدير
الحقيقه في العراق واضحة كشمسه..التأريخ يعيد نفسه ..نحن بأختصار من ينتج اللصوص والطواغيت وأصحاب العيون الوقحه ..الوطن بأسره أصبح مصرف الزويه منذ دخول أبطال العراق الجديد..نهب أراضي وعقارات عائده للدوله ولمواطنين دون حق .نهب الميزانيه بطريقه همجيه وترك المواطن يفتقر لأبسط الخدمات.. حتى المرضى العراقيين أصبحوا من حصة المستشفيات الأيرانيه ..مصرف الزويه لقمه بسيطه يتركونها لحاشيتهم أنهم لاينشغلون بهكذا سرقات صغيره ..لاعتب على أحد في العراق ..أنظر الى مافيات الأعلام التي حولت مذيع بسيط الى ثري ومالك لمؤسسه أعلاميه خلال سنوات قليله لتعرف لماذا ينافق البعض ويكذب ويطبل ويلطم إن أقتضى الأمر ..فوضى ونهب وأنسان متعب ..هذا للأسف الشديد حال الوطن ..شكراً جزيلاً


2 - الصراخ من الداخل
أحمد السعد ( 2009 / 8 / 13 - 10:20 )
انا لا ولن أدافع عمن يصمت أو يغض البصر ولكن، أن تكتب وأنت فى العراق وبأسمك الصريح يعنى الكثير. قائمة من قتلوا وأغتيلوا تطول وأنت تعرف الأسماء ، أذا كانت يد اللصوص طويله بالسلرقة والأعتصاب والتهريب والتخريب فيدهم أطول بالقتل وهو ابسط (عقاب) لمن يسبح ضد تيارهم الذى يجرف كل جميل فى ارض العراق ، أن تكتب بأسمك الصريح ومن داخل العراق هو الأنتحار بعينه ولك فى أحمد عبد الحسين افضل الأمثله .لكن السكوت مذل يا أخى والصبر قد نفذ ولكننا لسنا صامتين بل ما زال فينا نفس يصعد فى ضمائرنا أسمه العراق، أسمه مستقبل أطفالنا الذى بات مجهولا فى هذا التيه وفى هذا الخراب. نعم الأحرار ماضون فى طريق التحدى ولن يسكتوا وأتذكر أغنية لفيروز تقول ( ما فى سجون تساع كل الناس) وأغنيه عراقية تقول ( باجر ايد الظالم تتعب) لكن الأصوات المطالبه بالحرية والعدالة لن تتعب .

اخر الافلام

.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟


.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة




.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه