الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسرار جنسية: السر التاسع (الغبية!!)

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2009 / 8 / 13
الادب والفن


أنت حتما لن تطفئ نيرانا أشعلتها...

في أحد الأيام ،وبعد أن غادر عقبة البيت ،دق الباب بقوة ،فتحت لامرأة شبه ريّا و سكينة ..
-أنت فرفورة العينتين ..دهشت لكنني ضحكت و سألتها :من حضرتك
- أنا ضرتك ،أو أنت ضرتي ، لا فرق المهم أننا نتقاسم رجلا واحد .
ضحكت فاتن وهي تعلن : سيطلقني لا لأنني أريد ذلك فحسب ، بل لكون زوجته الأولى ،أم أولاده ،و وليّة نعمته رأت أن القسمة غير عادلة...
هل تستطيعين يا دكتورة إخباري كم ميزانا للعدل نحتاج في هذا المجتمع؟! و الأهم من ذلك إلى متّى سيمتد نفوذ القضيب؟!


بعد انقطاع دام عدة أيام ،وصلت إلى بريدي الإلكترونيّ السيرة الكاملة (كما أحبت صاحبتها أن تسميها):

هل تؤمنين يا سيدتي بجاذبية الكلمة، بمغناطيس الأسلوب؟! هل بعثرت الكلمات الحلوة قرارات اتخذتها وآمنت بها حتى القسم!!
لن أخبرك كم بعثرت من القرارات عندما رأيت عزت ،و كم كنت منجذبة إلى أمانيّ الضائع كغبيّة!!
كان عزت بمواصفاته الظاهرية رجلا مثاليا، كلماته جميلة حد الإبهار... لم أفكر أبدا قبل قبولي الزواج به ، و لم أتردد لحظة واحدة...
كان اختياري الأول خاطئا ،لكن اختياري"عزت" كان مصيبة أدفع ثمنها غاليا، فمرضي ليس مرضا عاديا كما تعلمين .
لإيدز مرض الذل ...ذل المصدر،الأعراض ،والمصير...
مع هذا فصدقيني إن قلت لك أنّي مذلولة بسعادة ،لأنني عمّا قريب سأغادر هذا الجسد الذي أصبحت أقرف منه...

بعد زواجي به بعدة أشهر ،فقدت كلماته جاذبيتها رويدا ،رويدا ،و كشف "عزت "عن وجهه الأسود ...
ثلاثة رقم مقدس ...هذه كانت جملته الأولى التي قدم بها عزت عرضه الذهبي ...
صعقت و لم أرد أن أستوعب قط ما كان يعنيه ..ماذا تقصد؟ّ!
لمعت عيناه و هو يخبرني كيف يكون للجنس الجماعي متعة أكبر!!

كالريشة عديمة الوزن لعبت بي العاصفة ..مقتلعة خيوط الجاذبية إلى ذلك الغول ..
طلبت الطلاق ،فطلقني على الفور قائلا: إن كان زوجك الأول محروم من النساء ،وأراد الاحتفاظ بجاهلة مخضرمة مثلك ،فأنا متخم ...

أطلقت على نفسي بعدها اسم "الغبية"،ليس فقط لأنني وقعت في نفس الحفرة مرتين ، بل لأني لم أكن مقتنعة بوجود جانب قذر للحياة ،مع أنني لمست قذارتها بيدي..
لم أكن متصورة أن من البشر من لا يرقى لمستوى الحيوان ،مع أن زوجي الأول كان حيوان!!

بعد طلاقي بعدة أشهر ،اتصل بي طبيب لا أعرفه ،وطلب مني الحضور إلى المستشفى التي يعمل بها من أجل موضوع هام يتعلق بزوجي السابق .ظننت أن عزت مريض ففرحت و قلت للطبيب أنه لم يعد زوجي ،ولا يهمني إن مات أو عاش ..
فصمت الطبيب للحظات ثم أكدّ قائلا :سيدتي الموضوع يخصك أنت ، من المحتمل أن يكون عزت قد نقل إليك العدوى...

اليوم هو يومي الأول في المستشفى الجديد ، الذي فضله توأم قلبي (نايا و تالة) عن سواه .
منذ أعلن المرض لم تفارقاني لحظة واحدة ...أتعلمين ، أستغرب جدا كيف تحبني هاتين المسكينتين !!
أعرف أن زوجة أخي تعاملهما بقسوة،و أكره أن أتخيل حياتهما في هذه الدنيا البائسة ...أتمنى أن أموت الآن لأني لطالما آمنت بالتقمص...
عساني يا سيدتي أعود إلى هذه الحياة رجلا ،أسن القوانين ،و أفسر الأديان ...لا لشيء ، فقط لتبقى طفلتيّ بسلام...

التوقيع: أنا متأكدة من أنك الآن مقتنعة بكوني : (غبيّة)

يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سؤال؟
ع.ب ( 2009 / 8 / 12 - 21:12 )
لا اعرف هل هي قصة حقيقية أم خيال من وحي الكاتبة؟؟ بكلتا الحالتين أهنئها على سلاسة الطرح والاختصار ..


2 - حلو
ابو ارام ( 2009 / 8 / 12 - 21:43 )
سلمت اناملك واتشوق لقراءة بقية الاسرار حتى اصل الى القاع ان كان هناك اصلا قاع لدوامة الافكار وهي تنطلق من جحورها. سيدتي خففي قليلا من قسوتك عن الرجال فدوننا الحياة عدم وهي اجمل الف مرة برجل وامرأة


3 - رغبة
ali jaber ( 2009 / 8 / 13 - 02:06 )
لاتظني يا سيدتي ان ما طلبه عزت لا يداعب مخيلة كل رجل لكن العرف والثقافة قد يمنعانه من التصريح او حتى التلميح برغباته
شكرا لك لانك نكأت جرحا غائرا في ضمير الرجولة


4 - قرآءة
فراس الفتلاوي ( 2009 / 8 / 13 - 03:07 )

تحية طيبة د. لمى ,,

الشخصية الصادمة الأهم و الأعمق تعبيراً , من بين جميع أبطال القصص , هي شخصية فاتن ... شخصية نادرة , متأملة , ببديهة تنفعل ببساطة ( قد تبدو للكثيرين على أنها بله ) و عمق ينمان عن عبثية و عدمية تضربان بجذورهما عميقاً في نفس إمرأة ,, مما يؤهلها للعب دور اللامبالية في أحلك الظروف و أقساها ... و لا يسهل تكرر شخصيات نسائية من هذا العيار في مجتمعاتنا ..

الليلة , حين وقعت على السر التاسع , الذي يمثل تداعياً لعالم إمرأة تواجه / تتعجل خلاصها .. حينها لم أقوى على درء الجاذبية الآسرة التي شدتني إلى أفلاك و مدارات متوالية الأسرار الثمانية السابقة ..

عالمنا ,, ردهة هائلة للعاهات النفسية , نتهيب الإعتراف بحيز سريرنا فيها , خجلاً من مرضى آخرين يقاسموننا الخجل و الردهة ..

لا أملك اللحظة أكثر مما قلت حيال هذه الإنثيال عالي الكثافة للأفكار , على مستوى اللغة و الإسلوب , و على مستوى التجارب المعاشة في إطار المهنة ..

تحياتي




5 - تعقيب لابد منه
فراس الفتلاوي ( 2009 / 8 / 13 - 10:30 )

يبدو أن -السادة- ( أشباهي في الجنس ) المشاركين في تقييم هذا الموضوع , لم ينتبهوا لمواضيع الكاتبة السابقة , بما تحمل من نقد و تعرية ( أدبية / فنية و نفسية ) لسلطة الذكر في مجتمعاتنا الممهورة بخاتم الأبوية الأبدي !! ..

و حسبي أنهم إنتبهوا الآن إلى خطر الدكتورة لمى المحدق بعالمنا ( نحن الرجال ) الذي يزداد هشاشة و تداعياً كلما أوغل في عسفه مع المرأة و الطفل !! ..

أزعم أنهم الآن فقط إنتبهوا للقضية , من خلال إنخفاض درجة التقييم بالمقارنة مع المواضيع السابقة ..

لا أستبعد بطيبعة الحال , أن يكون من بين المقيّمين السلبيين بعض النساء اللواتي أبصرن النص و قيمنه بعيون ذكرية ( للإنصاف : بعيون أغلبنا نحن معشر -الرجالة- ) ..

تحياتي


6 - الجانب المظلم
عبد الوهاب المطلبي ( 2009 / 8 / 13 - 14:00 )
ارق التحايا الى الكاتبة
لا تعليق لدي ولكني اهمس اليها: السنا أقمارا لنا جانب مضيء وآخر مظلم
إحترامي

اخر الافلام

.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج


.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث عن أسباب نجاح شخصية دانيال في ل




.. فيلم ولاد رزق 3 بطولة أحمد عز يقفز لـ 193 مليون جنيه منذ طرح