الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للتخلص من ازدواجية المعايير- فرصة ذهبية لكل اعلامي عربي

حميد الهاشمي
مختص بعلم الاجتماع

(Hamied Hashimi)

2004 / 5 / 14
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


بعد شيوع فضيحة تعذيب السجناء العراقيين في سجن ابو غريب الشهير، وذلك عن طريق بعض الجنود الاميركان الشرفاء الذين اهتز ضميرهم لمشاهدة اساليب عنف وازدراء لم تمارس في بلدهم ضد سجين مهما كان نوع جنايته، ناهيك عن ان اميركا خالية من سجناء الرأي. الفضيحة التي تسربت الى بريطانيا واميركا قبل ان تصل اعلامنا في العالم العربي.
هذه المشاهد التي عدت فضيحة حقيقية وانتهاكا "للمبادئ العسكرية والسياسية" الاميركية. واعتذر عنها كبار اعضاء الادارة الاميركية الحالية للشعب العراقي.
وبغض النظر عما يقوله البعض من العراقيين من ان هؤلاء الذي تم تصويرهم وهم يتلقون التعذيب والازدراء وانتهاك الحرمة الانسانية "كانوا اما من ازلام النظام السابق الذين قد تكون دائرة الزمن قد دارت عليهم. وقد يكون هؤلاء ربما انفسهم هم السجانون السابقون الذين عذبوا وهتكوا اعراض رجال ونساء عديدون من مختلف الطوائف العراقية او انهم ربما ممن قام بافعال قتل او ارهاب اصابت العراقيين قبل غيرهم في الفترة السابقة القريبة. او انهم ممن رموا حلبجة الشهيدة بالسلاح الكيمياوي او ممن قتل وشرد ربع مليون من عرب الاهوار في جنوب العراق. او انهم ربما انفسهم وقد تثبت الصورة ذلك لو كشف عن وجوههم هم انفسهم ازلام صدام الذين أعدموا اولئك الشباب العراقين الابرياء بوضع المتفجرات في جيوبهم بمنظر يهز كل كيان حي ووجدان شريف"

وبغض النظر عن هذا القول فاننا نرى ان هذا انتهاك لحرمتهم الانسانية فعلا والاولى بهؤلاء مهما كان جرمهم ان يحصلوا على فرصة محاكمة عادلة امام قضاة عراقيين لينالوا جزاءهم العادل، لا ان يعاملوا بمثل هذه الطريقة.
واما الفرصة الذهبية التي نرى انها مواتية الان لكل اعلامي في العالم العربي مهما كان صغيرا او كبيرا، فهي ان يستفيد من هذه المناسبة وهذه التجربة التي جادت بها حرفنة صحيفة "الديلي ميرور" البريطانية التي نشرت الخبر الفضيحة المشار اليه.
فكم من سجين راي عربي يئن تحت سياط التعذيب في سجون ومعتقلات الانظمة العربية الان، وكم من معتقل بدواعي او بشبهة سياسية، او التجاوز على ابن مسؤول او غير ذلك.
وهل يعقل ان العراقيين اغلى واحب للاعلام العربي من السوريين مثلا؟! او ان سوريا خالية من سجناء الرأي، والا فاين ذهبت قفشات النقد اللاذع في مسلسلات الفنان ياسر العظمة؟!
وهل يعقل ان السجون المصرية خالية من "المظاليم" ؟! وخاصة سجناء الرأي ومنتقدي "سيادة الريس" او ابنائه، وهو الذي يحكم وحزبه الوحيد منذ ما ينيف عن عشرين عاما؟ والا فاين راحت استثناءات افلام عادل امام واحمد زكي وغيرهم؟!!
وهل يعقل ان السجون السعودية خاصة والخليجية عامة خالية من سجناء الراي او ممن تجاوز او اتهم زورا بانه تجاوز على الذات الملكية او الاميرية او مس احد المشايخ او الامراء في المنطقة او زاحمه على صفقة تجارية او فتاة في ملهى او جلسة خاصة، ولا يعرف له مصير الان؟ !!
وهل خلت سجون البلدان المغاربية والاردن والسودان من سجناء الراي او ممن يتلقون سوء المعاملة والاساءة البالغة الان؟
الفرصة مواتية الان للصراخ بأعلى الاصوات للافراج عن هؤلاء او حسن معاملتهم، والسماح للمنظمات الدولية بزيارتهم اواعلام ذويهم بمصائرهم على اقل تقدير، ام ان العراقيين اغلى واهم من هؤلاء جميعا !!
الفرصة سانحة لحد اللحظة للبحث عن وثائق تفضح تلك الممارسات وتجعل من هذه المناسبة فرجا او انفراجا في مشهد حرية الرأي وحالة المعتقلات في البلاد العربية.
فجأة اصبح الاعلام العربي ناصر المظلومين وصاحب الراي الشجاع والمنصف لكل قضية، بربكم الم يتعرض بعض الاعلاميين العرب انفسهم الى مثل اساليب الازدراء والتعذيب هذه في بلدانهم بسبب تلميح بسيط عما يجري في بلدانهم وليس الجهار صراحة عن حقيقة وضع السجون وسجناء الراي والمعتقلين السياسيين الذين غابوا في غياهب سجون بلدان المنطقة؟
نرجو ان لا يفسر الامر هنا اننا ندافع عن الاميركان، لانهم ليسوا بحاجة لدفاعنا اصلا، فهم كما يقول المثل العربي "صوفتهم حمراء" اي بارزون مميزون، وقد يخرجون منها مثل الشعرة من العجين بعد ان "يلعبوها جيدا" وساعتها سوف يقول "البعض" انها مؤامرة اميركية اخرى وجديدة ليقولوا لنا "انظروا الى عدالتنا ومصداقيتنا فهي افضل من عدالتكم ومبادئكم التي تدعون، اننا نحقق العدالة ونتقبل النقد وننصف من يقع عليه الحيف".
انهم اميركان "ملاعين" يريدون قول انكم يجب ان تفعلوا ذلك ايضا مع حكامكم بل مع سجانيكم.
فهاهي الفرصة لكل اعلامي عربي كي يبحث ويتقصى ليأتي لنا بصورة لنماذج التعذيب وانتهاك الاعراض في بلده او بلد مجاور آخر لتكون صفقة العمر بالنسبة له ولا نتمنى ان تكون "صفعة" العمر لينقذ سجين راي او يكشف المستور في بلادنا.
انها فرصة لكل اعلامي عربي ومؤسسة اعلامية عربية كي تتخلص من المعايير المزدوجة في خطابها وعملها الاعلامي.
انه درس و"مؤامرة" اميركية جديدة ينبغي ان نستفيد منها.

* اكاديمي عراقي مقيم في هولندا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-