الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائفيون يغيرون جلودهم!!

سعد تركي

2009 / 8 / 13
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


يسمونه حراكاً سياسياً ذلك النشاط المحموم الذي تقوم به غالبية الكتل والأحزاب السياسية،وهي تعيد ترتيب اولوياتها وتحالفاتها وخطابها السياسي تمهيداً للدخول في الانتخابات القادمة..يتصاعد نشاط السياسيين(الذين كانوا الى وقت قريب يغطون في نوم عميق)ويكثر ظهورهم بشكل شبه يومي في وسائل الاعلام وهم يعلنون خططهم وما يطلقون عليه برامج انتخابية يستدرجون بها الناخب الى صندوق الاقتراع.
اللغة السائدة التي اتفق عليها جميع الفرقاء هي سعيهم لتشكيل تحالفات غير طائفية تنهج نهجاً وطنياً خالصاً بعيداً عن الطائفية التي رأوا(متأخرين جداً)أنها كانت السبب في مصائب الوطن وبؤس المواطن،فمن وصل الى الحكم بالبكاء والعويل على الظلم الفادح الذي تعرضت له الطائفة التي يدعي تمثيلها وتعهد بالدفاع عنها وبالويل والثبور لمن سلبها حقها وهمشها واقصاها صار يمثل الان جميع اطياف الشعب وان هذا الوطن جميل بألوانه وفسيفسائه وطوائفه وأعراقه المتعددة،وأن الجميع سواسية كأسنان المشط في الحقوق والواجبات..ولاجل هذا فقد تلاشت الخطوط الحمر التي كان يضعها هذا الفريق بوجه الفريق الاخر فالكل لا يبحث الا عن مصلحة الوطن ورفاهية ابنائه!!
يسمونه حراكاً سياسياً هذا التدافع بين الكتل وهذه الشتائم والاتهامات المتبادلة بين الكتل السياسية التي تحذر آناء الليل وأطراف النهار من تصاعد العنف كلما اقترب موعد الانتخابات ونحن نعلم أنهم حين يختلفون على تقاسم الكعكة فلن يدفع ثمن اختلافهم غيرنا،وحين يتفقون فنحن أيضاً من يدفع ثمن هذا الاتفاق..في الأولى يكون ثمن الاختلاف أرواحنا وأرواح أهلنا وأعزتنا وأخوتنا من أبناء الوطن،وفي الثانية فرصنا ومستقبلنا وثروتنا التي تذهب الى جيوب المتحاصصين!!
لست أدري كيف يمكن لمن قضى جل سنوات عمره طائفياً وصار الى ما وصل اليه بفعله وخطابه الطائفي أن يتحول بين ليلة وضحاها الى آخر متسامح لا يرجو الا مصلحة البلاد ورضا الله والعباد؟كيف يمكن لمن بسببه قتل أخي وترملت جارتي وتيتمت أطفال وهجرت وهاجرت عوائل كانت تجاورني أن يتبدل قلبه وعقله فيرسم البسمة على وجهي ويمسح على رؤوس اليتامى ويعيد المهاجرين والمهجرين الى بيوتهم؟
دورة انتخابية ستمر،وفصل تشريعي أخير آذن بانتهاء ولم نشهد طيلة هذا الوقت سوى صراعاتكم على تقاسم المناصب والكراسي وما اتفقتم على شيء سوى رواتبكم وامتيازاتكم..أما ما يخصنا فاتفقتم أن أدراج مكاتبكم التي يعلوها الغبار والتراب هي خير حافظاً لها..دورة انتخابية ستمر وستعقبها أخرى تتكرر فيها نفس وجوه الابطال السابقين وذات المشاهد والحوارات والفرق كل الفرق سيكون في عنوان الفيلم الرديء الذي ستعيدونه علينا باسم جديد.
قد يغير الطائفي جلده وخطابه السياسي..وقد تتغير التحالفات وأسماؤها لكن الثابت الباقي أن قلبه وعقله وسلوكه لن يتغير بهذه السهولة واليسر ولن يخدعنا هذه المرة.سنذهب الى صناديق الاقتراع لننتخب العراق فقط لأنه الوطن الذي جمعنا وأحبنا جميعا دون أن ينظر الى طوائفنا وقومياتنا وأعراقنا..سننتخب العراق لأن دجلته وفراته لم يبخلا يوماً على أحد بعذب مائهما..سننتخب العراق لأنه الوطن الوحيد من بين جميع الاوطان الذي كانت أرضه موتاً وبعثاً في آن معاً،وكانت نجوم سمائه دربنا المضيء الى الآتي الأجمل والأبهى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف كان أداء الرئيس الأمريكي ومنافسه ترمب في مناظرتهما الرئا


.. المجلس الوزاري الأمني بإسرائيل يقر إجراءات طرحها سموتريتش تس




.. حاملة طائرات أمريكية تستعرض عملياتها في البحر الأحمر


.. شاهد| المناظرة الأولى بين مرشحي الرئاسة الأمريكية جو بايدن و




.. مدير حملة ترمب يعلن النصر عقب انتهاء المناظرة