الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اجاثا في بغداد

شامل عبد القادر

2009 / 8 / 17
كتابات ساخرة


للكاتبة البريطانية المتخصصة بأدب الجريمة والشرطة السرية (اجاثا كريستي) تل هائل من الروايات التي تبحث في الجريمة الغامضة والمعقدة التي تشبه الاحجية او اللغز وببراعتها تصل الى حل يقنع القارئ المتلهف لمعرفة الفاعل الحقيقي! ونحن الان في (العراق الجديد!) وبعد سلسلة طويلة عريضة من الجرائم التي تمس المال الخاص والعام وبعد عشرات السرقات (التاريخية!) للمصارف الاهلية والحكومية وآخرها السرقة الكبرى والشهيرة لمصرف الزوية التابع لمصارف الرافدين الحكومية حيث تمكن اللصوص (المسيسون!)من وضع اليد على اربعة مليارات دينار عراقي بسهولة اكبر من شرب (كلاص ماي!) هل نحتاج الى (اجاثا كريستي) للكشف عن الفاعل الحقيقي للجريمة بدلا من الاكتفاء بالقبض على (ادوات) الجريمة؟! هل ننبش قبر المرحومة كريستي ونعود بها الى ارض الرافدين لمساعدتنا على وضع الحلول الحقيقية والصادقة والعلمية لكشف الجناة الحقيقيين والاصليين لا الادوات وعبيد الاوامر السرية ومنفذي تعليمات اللصوص(الكبار!) وما اكثرهم اليوم في العراق الجديد!اولا احيي جهود رجال الامن والداخلية العراقية واشد على ايديهم بحرارة وقوة لتمكنهم خلال (48) ساعة من وقوع سرقة الزوية من القبض على الجناة الذين تبينوا ان من بينهم (ضباطاً!) احدهم للاسف الشديد في احد افواج حماية مسؤول كبير!

روى لي المرحوم العميد المتقاعد المؤرخ خليل ابراهيم حسين الزوبعي في احدى جلساتنا في منزله في اواخر تسعينيات القرن الماضي الحادثة التالية:كنت ضابط استخبارات في مقر قيادة الفرقة الثالثة في بعقوبة قبل ثورة 14 تموز عام 1958 وكنت اعمل بمعية قائد الفرقة انذاك المرحوم اللواء الركن غازي الداغستاني وذات يوم حصل ان حققت مع ضابط عراقي برتبة صغيرة كان متهما بتعاطي الرشوة، وعندما انتهيت من التحقيق مع الضابط قدمت ملفه الى القائد الذي اخذ بتقليب الاوراق وهو يهز رأسه بمرارة واضحة على وجهه مع سحابة من الحزن،ثم رفع رأسه نحوي وقال بأسى:قل لي يا خليل كيف يرتشي الضابط؟! وسكتُ ولم اجبه. واستمر المرحوم الداغستاني قائلا: انا لا أتخيل ضابطا يرتشي! الرجل عندما يختار العسكرية مهنة لحياته معنى ذلك انه اختار ان يضع روحه على راحة كفه،لأنه في اية لحظة يمكن ان يقتل أو يموت من اجل الوطن فلا يمكن ان اتخيل ضابطاً يضع روحه على راحة كفه قد يفقدها خلال ثوان من اجل الوطن ان يكون هذا الضابط مرتشيا او سارقا؟!انتهت رواية المرحوم الزوبعي.

وانا اتساءل بدوري: ترى(لو) نهض المرحوم الداغستاني وهو من مؤسسي الجيش العراقي من قبره،واطلع على تفاصيل جريمة الزوية وعرف ان (ابطال!) الجريمة ضابطان ماذا كان عليه ـ رحمه الله ـ ان يتصرف؟! أظن انه سيطلب منا اعادته الى قبره على الفور!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الجيش السابق والجيش الحالي
محمد شفيق ( 2009 / 8 / 17 - 18:23 )
الجيش السابق رغم العقيدة الواحدة والفكر الواحد الا انه كان يملك عكس الجيش الحالي الذي يفتقد الى الكثير من مقومات الاخلاق والعقيدة

اخر الافلام

.. حكايتي على العربية | ألمانية تعزف العود وتغني لأم كلثوم وفير


.. نشرة الرابعة | ترقب لتشكيل الحكومة في الكويت.. وفنان العرب ي




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيب: أول قصيدة غنتها أم كل


.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أول من أطلق إسم سوما




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أغنية ياليلة العيد ال