الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ياصحفيو العالم إتحدو مع أحمد عبد الحسين

ضياء الاسدي

2009 / 8 / 14
الصحافة والاعلام


قبلنا نحن معاشر الصحفيين في العراق مواجهة الموت والسيارات المفخخة التي طالت مؤسساتنا الاعلامية وحصدت ماحصدت من الأرواح البريئة والتهديدات المرعبة المنفوثة من افواه المتطرفين والقتلة، قبلنا بكل هذه التحديات من اجل بناء وطن ديمقراطي وصناعة إعلام حرّ نزيه لايتورع عن نقد الوضع السياسي المرتبك في العراق فضلا على نكء الإحتقانات التي راهن على إثارتها الطائفيون من أجل تحقيق مكاسب رخيصة يدفع ثمنها ومازال المواطن البسيط الذي غرق بوحل الفساد الإداري المتحقق على يد رموز بارزة متنفذه داخل فناء السلطة التي لها الكعب العالي في الخارطة السياسية الراهنة .
رغم كلّ ذلك العسف ظلّ الصحفي العراقي على إختلاف مواقعه وفيا لمهنته ولايقبل في الحق لومة لائم ، خصوصا بعدما أصبح أي الصحفي سلطة موثوق بها الى حدّ كبير ، عقب خيبات الأمل الشنيعة للسلطات الثلاث التنفيذية ، القضائية، والتشريعية تلك السلطات المكبلة للتطلعات الجماهيرية الكبرى حتى أشبعتها إحباطا تلو آخر في توجهات طائفية نخرت الجسد العراقي وألبسته فستان التخندق العرقي والإثني الفضفاض الذي لايليق بالعراق وتأريخه الغابر في الحضارات والقدم .
لقد أثبتت كل سياسات التكميم والتنكيل فشلها الذريع في التعامل مع الوطنيين الشرفاء ، حتى كلّت الأنظمة الشمولية من تحجيم دورهم في كشف المستور ومايدور خلف الكواليس ، وقد تصدت جريدة الصباح البغدادية عبر تأريخها الزاخر بالعطاء والتضحية للعديد من الإخفاقات السياسية والتداعيات الخطيرة المحدقة بأمن المواطن وقوته اليومي وفضحت عبر مقالات جريئة وغير
مسبوقة دهاقنة الساسة المفسدين ، عبر صرخات حققت دويها العالي تحت قبة البرلمان العراقي مثل العمود الصحفي اللاذع للزميل يوسف المحمداوي والآراء الجريئة للزميل ماجد موجد والطروحات المفرحة والشجاعة للكاتب والشاعر احمد عبد السادة وصلاح السيلاوي وغيرهم من الزملاء الذين تعرضوا لتهديدات القتل والخطف من قبل زمر فاسقة تتزيّا بدين الاسلام السياسي ، ويقف على رأس تلك المجموعة الشريفة الزميل فلاح المشعل والزميل الكاتب والشاعر احمد عبد الحسين في التصدي لتلك الزمر المأهولة بالدم والعار والشنار .
وأتذكر جيدا ملامح وقسمات هؤلاء الزملاء عندما كنت قريبا منهم بحكم عملي في جريدة الصباح ، أتذكر إقدامهم وقرفهم من كلّ شذاذ الآفاق والمتمنطقين بشعارات الوطن والحرية بلسان أجوف أقرب مايكون الى الحرباء ، مثلما أتذكر دموعهم السخينة وهي تلتمع بحدقاتهم عندما يذهب الأبرياء ضحية بخسة في سوق المتفجرات والعبوات الناسفة التي يتقنها الإرهابيون بحرفة لانظير لها ، وكنت واحدا من الذين يهرعون الى الكاتب احمد عبد الحسين وهو يصب جام غضبه على القتلة والمفسدين بقرطاسه الفخم الذي اتخذه اسما لإعمدته الجريئة المشخصة لكل زيف سياسي فضلا عن ترهات الكتل الطائفية الناعقة بالوطنية التي مللنا من سماعها وإجترارها في كل حين .
ولم يدخر احمد عبد الحسين وسعا من أجل نقد الثقافة العراقية التي شملها النكوص والعوق نحو المحاصصات الطائفية المهينة لكل الثوابت الأخلاقية والمهنية الصحيحة ، وتناول معوله النقدي خرسانات صلدة في المشهد السياسي بدون خوف أو وجل رغم تهديدات مستمرة تارة بالتصفية الجسدية والخطف آوالإقالة من عمله تارة أخرى ، وما مقالته الموسومة 800 الف بطانية المنشورة في جريدة الصباح الاّ عهدا منه قد قطعه على نفسه في فضح وتعرية الفساد المتنفذ داخل الجسد الخضراوي المتبرقع بالعمامة والتابوات المنغصة للحياة والكرامة على حد سواء .
إن الوقوف مع احمد عبد الحسين رسالة محرضة لنيل الحرية والديمقراطية ، ودفاع عن آسس خلاّقة نزعمها نحن في عراقنا الجديد ،بعد أن استغلّ الراديكاليون منابر الجمعة للنيل من حياتنا وكرامتنا لمجرد أن تفوهنا بكلمة صريحة وصادقة ، ونطالب الحكومة العراقية والبرلمان أن يأخذ دوره الطبيعي في حماية رقابنا من الأفاقين المتسللين في وضح النهار لقهرنا وإبادتنا على مسمع ومرأى من كل جهات العالم ، نتمنى وقفة جادة إزاء كل ظلم ألمّ بشرائح شعبنا الصابر من قبح وشراسة العابثين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و