الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الواقع الكردستاني وتحديات التغيير

جاسم الحلفي

2009 / 8 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


افرزت نتائج الانتخابات التي جرت يوم 25/7/2009 في اقليم كردستان، واقعا جديدا غير مألوف، واقعا يختلف بشكل كبير عن المعادلة السياسية التقليدية التي سادت طوال الفترة الماضية. التي اتسمت بتقاسم السلطة والنفوذ بين الحزبين الحاكمين. فبحصول (قائمة التغيير) على ربع المقاعد في برلمان كردستان، تكون قوة جديدة قد برزت لتضيف الى اللوحة السياسية لونا اخر، لم يشهده البرلمان الكردستان قبل ذلك.
وربما لم يكن ظهور (قائمة التغيير) مفاجئا للكثير من المتابعين للوضع السياسي في كورستان، فهناك خلافات كانت تعتمل ومُذ فترة داخل الاطر التنظيمية للاتحاد الوطني الكردستاني، والتي لم تستمر كقضايا اختلاف داخلي بعد ان اصدرت مجموعة من كوادر الاتحاد بيانا تضمن مواقفهم العلنية الناقدة للسلطة والمكاسب والنفوذ. ما دفع قيادة الاتحاد باتخاذ قرار سريع بطردهم، هذا الاجراء الذي اختلف حوله اعضاء المكتب السياسي للاتحاد. وكان احد اسباب انسحاب عدد من اعضاء المكتب السياسي، والتفافهم حول السيد (نوشيروان مصطفى) ذي الموقع الخاص والخصوصية المعروفة. مستفيدين من مؤسسته الاعلامية الكبيرة للتعبير عن وجهات نظرهم التي تبلورت في وقت لاحق في "قائمة التغيير" التي طرحت برنامجها الانتخابي المعارض للقائمة الكردستانية التي تعبر عن التحالف الاستراتيجي بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.
ولا بد من الاشارة الى وجهة النظر التي ترى أن " قائمة التغيير" ما هي الا امتداد للاتحاد الوطني الكردستاني، لاعتبارات منها ان قادة "قائمة التغيير" ، هم ابرز وجوه الاتحاد وصناع سياسيته، وتحملوا مسؤوليات اساسية في قيادة الاتحاد الوطني، لذا عدَّ بعض المحللين ان امكانيات القائمة البشرية والمادية هي امكانيات مستمدة من الاتحاد نفسه. ومن جهة اخرى، وبعيدا عن الحديث بان القائمة تمثل انشقاقا واسعا عن الاتحاد، فان تذمر المواطنيين وحاجتهم للخدمات ورغبتهم للتغيير هو ما دفعهم لصنع توازن سياسي آخر، عبر وسيلة التصويت لقوائم اعلنت معارضتها بوضوح شديد، لم تكن "قائمة التغيير" طرفه الوحيد وانما هناك "قائمة الاصلاح والخدمات" ايضا والتي حصلت على 13 مقعدا، واستعدت هي الاخرى، الى جانب "قائمة التغيير" لملء موقع المعارضة الذي لم يشغله اي طرف كردستاني بشكل جدي وفعال.
يطرح هذا الواقع الجديد على القائمة الكردستانية، مهمات جديدة إذ ستتواجه لاول مرّة في البرلمان الكردستاني مع معارضة قوية، ليس على شؤون كردستانية داخلية من قبيل: محاربة الفساد، وفصل العمل الحزبي عن العمل الحكومي، وتأمين الخدمات للمواطنين، ووسائل المعيشية الكريمة، وتوفير فرص عمل بعيدا عن الولاءات الحزبية، فلم تكن المواجهة على هذه القضايا الداخلية رغم اهميتها وحسب. بل أن المنافسة ستطول جميع القضايا الاخرى، تلك القضايا التي لها علاقة مع الحكومة الاتحادية، ومنها الميزانية المخصصة الى الاقليم وسبل التصرف فيها، والبيشمركة، وعقود النفط، والمادة 140 وآفاق حلها، وعلاقة الاقليم مع الدول الاقليمية، خاصة وان المعارضة طرحت في حملاتها الانتخابية رؤى مختلفة حول علاقة الاقليم بالحركات والاحزاب الكردستانية في البلدان الاقليمية المجاورة للعراق.
لقد دعا السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان، عقب اعلان فوزه في ولاية ثانية، الى اهمية التعاون بين كل الاطراف الكردستانية لحل القضايا العالقة والمصيرية. واكد في نفس الوقت على اهمية ان تنفتح القائمة الكردستانية لانتخابات البرلمان العراقي على جميع الاطراف الكردستانية، وان يتم العمل على تشكيل قائمة تستوعب الجميع. ويبدو ان العمل لاحتواء التحول كي لا ينعكس على انتخابات البرلمان العراقي، قد بدأ سريعا هذه المرة.
كشفت الانتخابات في اقليم كردستان عن متغيرات كبيرة حصلت داخل المجتمع الكردستاني، وما حماسة الناس للتغيير، انما هي رغبة تدفعهم بقوة بعيدا عن الخطاب التقليدي، نحو اتباع طريقة اخرى لصنع واتخاذ القرار السياسي وتنفيذه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يكون قانون -الحريديم- في إسرائيل سببا في إنهاء الحرب؟ | ا


.. فيليب عرقتنجي ولينا أبيض: رحلة في ذكريات الحرب وأحلام الطفول




.. مصر: مشروع قانون الأحوال الشخصية.. الكلمة الأخيرة للمؤسسات ا


.. هآرتس: استعداد إسرائيل لحرب مع حزب الله بالون أكاذيب




.. إسرائيل تؤكد على خيار المواجهة مع حزب الله وواشنطن ترى أن ال