الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ياصحفيو العالم إتحّدو مع أحمد عبد الحسين

ضياء الاسدي

2009 / 8 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قبلنا نحن معاشر الصحفيين في العراق مواجهة الموت والسيارات المفخخة التي طالت مؤسساتنا الإعلامية وحصدت المزيد من الأرواح البريئة كذلك التهديدات المرعبة المنفوثة من أفواه المتطرفين والقتلة ، قبلنا بكلّ هذه التحديات من أجل بناء وطن ديمقراطي بغية صناعة إعلام حرّ نزيه لايتورع عن نقد الوضع السياسي المرتبك في العراق فضلا على نكء الإحتقانات التي راهن على إثارتها الطائفيون من أجل تحقيق مكاسب رخيصة يدفع ثمنها ومازال المواطن البسيط ألذي غرق بوحل الفساد الإداري المتحقق على يد رموز متنفذه داخل فناء السلطة التي لها الكعب العالي في الخارطة السياسية الراهنة .
رغم كلّ ذلك العسف ، ظلّ الصحفي العراقي على إختلاف مواقعه وفيا لمهنته ولايقبل في الحق لومة لائم ، خصوصا بعدما اصبح أي الصحفي سلطة موثوق به الى حدّ كبير، عقب خيبات الأمل الشنيعة للسلطات الثلاث التنفيذية ، التشريعية ، القضائية ، تلك السلطات المكبّلة للتطلعات الجماهيرية الكبرى حتى أشبعتها إحباطا تلو آخرفي توجهات طائفية نخرت الجسد العراقي وألبسته فستان التخندق العرقي والإثني الفضفاض الذي لايليق بالعراق وتأريخه الغابر في الحضارات والقدم .
لقد أثبتت كلّ سياسات التكميم والتنكيل فشلها الذريع في التعاطي مع الوطنيين الشرفاء ، حتى كلّت الأنظمة الشمولية من تحجيم دورهم في كشف المستور ومايدور خلف الكواليس ، وقد تصدت صحيفة الصباح البغدادية عبر تأريخها القصير والزاخر بالعطاء والتضحية للعديد من الإخفاقات السياسية والتداعيات الخطيرة المحّدقة بأمن المواطن وقوته اليومي ، وفضحت عبر مقالات جريئة وغير مسبوقة دهاقنة الساسة المفسدين بصرخات حققت دوّيها العالي تحت قبة البرلمان العراقي ، وكلنا يتذكر بالأمس القريب العمود الصحفي اللاذع للزميل يوسف المحمداوي والآراء الجريئة للزميل ماجد موجد والطروحات الشجاعة للكاتب والشاعر أحمد عبد السادة وصلاح السيلاوي وغيرهم من الزملاء الذين تعرضوا لتهديدات القتل والخطف من قبل زمر فاسدة تتزيّا بدين الإسلام السياسي ، ويقف على رأس تلك المجموعة الشريفة الزميل فلاح المشعل والزميل الشاعر أحمد عبد الحسين في التصدي وفضح تلك الزمر المأهولة بالدم والعار والشنار .
وأتذكر جيدا ملامح وقسمات هؤلاء الزملاء عندما كنت قريبا منهم بحكم عملي في جريدة الصباح ، أتذكر إقدامهم ودأبهم على إبداء القرف من كلّ شذّاذ الآفاق والمتمنطقين بشعارات الوطن والحرية بلسان أجوف أقرب مايكون الى الحرباء ، مثلما أتذكر دموعهم السخينة وهي تلتمع بحدقاتهم عندما يذهب الأبرياء ضحية بخسة في سوق الانفجارات والعبوات الناسفة التي يتقنها ألارهابيون بحرفة لانظير لها ، وكنت واحدا من الذين يهرعون الى الكاتب والشاعر أحمد عبد الحسين وهو يصب جامّ غضبه على القتلة والمفسدين بقرطاسه الفخم الذي أتخذه إسما لإعمدته الجريئة المشخصة لكلّ زيف سياسي فضلا عن ترهات الكتل الطائفية الناعقة بالوطنية التي مللنا من سماعها وإجترارها في كلّ حين .
لم يدخّر أحمد عبد الحسين وسعا من أجل نقد الثقافة العراقية التي شملها النكوص والعوق بسبب زجّها عنوة تحت مظلة المحاصصة الطائفية المهينة لكلّ الثوابت الأخلاقية والمهنية الصرفة ، وتناول معوله النقدي خرسانات صلدة في المشهد السياسي بدون خوف أو وجل ، رغم تهديدات الرعاديد المستمرة تارة بالخطف والتصفية الجسدية أو الإقالة من عمله تارة اخرى , وما مقالته الموسومة 800 ألف بطانية المنشورة في جريدة الصباح الاّ عهدا منه قد قطعه على نفسه في فضح وتعرية الفساد المتنفذ داخل الجسد الخضراوي المتبرقع بالعمامة والتابوات المنغصة للحياة والكرامة على حدّ سواء .
إن الوقوف مع أحمد عبد الحسين رسالة محرضة الى نيل الحرية والديمقراطية ، ودفاع عن اسس خلاّقة نزعمها نحن في عراقنا الجديد ، بعد أن استغلّ الراديكاليون منابر الجمعة للنيل من حياتنا وكرامتنا لمجرد إن تفوهنا بكلمة صريحة وفاضحة لكل مفسد في العراق .
نطالب الجهات الحكومية والبرلمان العراقي أن يأخذ دوره الطبيعي في حماية رقابنا من الأفاقين المتسللين في وضح النهار من أجل قهرنا وإبادتنا على مسمع ومرأى من كلّ جهات الكون ، نتمنى وقفة جادّة إزاء كلّ ظلم ألمّ بشرائح شعبنا الصابر على قبح وشراسة العابثين .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أمسكوا القاتل
رياض يوسف ( 2009 / 8 / 15 - 19:31 )
تالله أنها بشارة يزفها الصغير جلال أمام جامع براثا عندما قال سنقاضيهم بطريقتنا الخاصة ، في الأمس ترجل فارس من فرسان الثقافة العراقية إلا وهو كامل شياع أثر عملية أرهابية جبانة كانت تستهدف أسكات وأطفاء صوت ونور الثقافة الثقافة العراقية الديمقراطية والمدنية ثقافة التسامح والتعايش السلمي ، ثقافة تؤمن بحق الأخر في العيش في هذه البلاد ، وحقه في المساهمة في بنائها ، وقد تغافلت الأجهزة الحكومية وتقاعست في الكشف عن الجناة الحقيقين عن هذه الجريمة ضد المثقف العراقي ، ولكن الحق أبى أن تستمر التغطية والتغاضي عن دم الشرفاء ، ليتقدم الصغير جلال ليعن عن طريقته الخاصة التي تعلمها من دهاقنة الأغتيال في إيران ، ووضع الدليل بيد السلطة التنفيذية التي تدعي البحث عن الجناة ، هاهم الجاني ها هو القاتل ، أمسكو القاتل

اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو