الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوراق الجهوية 2 الطبقة الوسطى محتوى القيادة الجهوية

أحمد الخمسي

2009 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


ليس النزوع الجهوى تفكيكا للمركزية. بل هو إعادة انتشار للقرار بالقدر الذي تنتشر به الطبقات الاجتماعية ذات المصلحة المستقبلية في التحديث والدمقرطة، فوق جغرافية الوطن. بإيقاعات ثلاثة. بناء على تراكم النمو المتفاوت، ما بين درجة الاستفادة في الجزء "النافع" ودرجة الغبن في الجزء "غير النافع". ومحتوى الطبقة الوسطة من حيث الفئات المكونة لها يتشكل من السياسيين والمثقفين ومن التقنوقراط، بالترتيب حسب الأولويات والأهداف المرحلية لكل نوع من أنواع ثلاثة للجهوية المأمولة.
I
فهو بدل الحذر من تفكيك الوحدة، النزوع الجهوي تخفيف للوطأة عن المركز مع نقل القرار الملائم للمكان الملائم. وأما أداة قياس الملاءمة فأداتان: أداة انتخابية من تحت، عبر البرامج الاقتصادية الاجتماعية المقدمة للمؤسسات الجهوية للتنمية. لتحكم الانتخابات على نجاعة البرامج المقترحة ولتعاقب البرامج الفاشلة. وأداة قضائية من فوق. بحيث تدبر الهيئة القضائية العليا مدى دستورية القرارات الجهوية الكبرى. بحيث سندخل في مجال تنازع الاختصاص ما بين الاختصاصات المركزية والاختصاصات الجهوية. وقد يكون التحكيم الملكي مرحلة انتقالية قبل نقل الاختصاص للقضاء، للحسم في المصلحة الأمثل حتى يميل الحسم في الاختصاص بناء على نص دستوري مراعيا لتأهيل النخب القضائية والإدارية والمنتخبة في الجهات كما في المركز.
فإذا كانت الجهوية حلحلة بنيوية للقرار بغض النظر عن الهويات المحلية وعن الأسمنت الثراتي واللغوي، فلابد لطاقة دفع اجتماعية. والطاقة الاجتماعية للدفع بالجهوية مصالح فئات سكانية ذات المصلحة والوعي المتقدم للانتقال الديمقراطي داخل الجهة متشربة بمشروع التحديث والدمقرطة.
II
ومن منطقة إلى أخرى قد تكون أهداف المرحلة في جهة ألف مختلفة عن أهداف المرحلة في جهة باء وهما مختلفتان معا عن أهداف المرحلة في جهة جيم. لماذا احتمال هذا الاختلاف؟
فهناك جهة ذات مرحلة الاندماج في البناء الوطني، لها حماسة بداية الاستقلال في القرار. ولها مقاربة مقارنة بين إنجاح الاندماج في الوطن مع درجة الاستقلال الجهوي في القرار حول التنمية والعدل والضرائب والكفاءة الفردية والاختيار المهني وفق الكفاءات الفعلية. فهذه الجهة تماما حالة الجهات الممتلئة بمشاعر الانطواء والغبن إلى درجة التكافؤ لديها بين احتمال الانفصال وحتمية الاندماج الوطني. وهي حالة الحكم الذاتي في الصحراء. فهناك نوع من الدين التاريخ للجهات المعنية في عنق الدولة.
وهناك حالة الجهات ذات الهدف المرحلي المقتضي بتسديد الدين السياسي الممتد على تجربة الاستقلال السياسي. وكيف تراكم الغبن السياسي بمضمون في سوء معالجة التناقضات وتعقيدات تولدت عن ذهنية الصراع على السلطة. وما امتد بناء عليه من روح الانتقام من طرف الدولة عقابا للجهات المعنية. اقتضت الجهوية ليس فقط ردم الهوة التنموية. بل يقتضي جبر الضرر الجماعي عبر رد الاعتبار لرموز جهوية.
وهناك الجهات المندمجة في السياسة والاقتصاد. لكن الهدف المرحلي فيها هو أن تمثل مختبر التقدم في التنمية والتحديث والدمقرطة بالنسبة لكل البلاد. وهو الهدف المرحلي للجهوية "الصافية" التي لا تقتضي سوى تقسيم القرار بين المركز السياسي والإداري للبلد وبين العاصمة الجهوية.
إذن نصل إلى كون التقسيم السياسي للجهات يفترض اعتبار هذه الأنواع الثلاثة من الاعتبارات. الاعتبارات من زاوية الأهداف المرحلية لكل نوع من الأنواع.
فهناك النوع الجهوي البسيط. مثل المناطق المستفيدة من درجة التنمية ومن العلاقة مع الدولة: الرباط. الدار البيضاء. فاس. مراكش.
وهناك النوع الجهوي المثنى الأهداف: الأهداف الجهوية الوظيفية المحضة مثل النوع السابق البسيط. والأهداف السياسية الخاصة بالغبن رفقة الأهداف الاقتصادية لردم الهوة التنموية.
والنوع الجهوي المثلث الأهداف: الأهداف الوطنية الاندماجية، رفقة الأهداف الجهوية الوظيفية المحضة مثل النوع السابق البسيط. والأهداف السياسية الخاصة بالغبن رفقة الأهداف الاقتصادية لردم الهوة التنموية.
III
تبعا لما مضى من حيث نوعية الأهداف المرحلية المتوخاة من البناء الجهوي، يقتضي أن تصبح فئات الطبقة المتوسطة القائدة للبناء الجهوي، مشكلة من نسب متوازنة في أنويتها الصلبة من سياسيين ومثقفين وتقنوقراط ذوي الاختصاصات القطاعية الإدارية والاقتصادية والبنيات التحتية.
على أن يعطى الاعتبار في صناعة القرار وبلورة الصورة النموذجية وقيادة أوراش البناء لكل هؤلاء. مع تغيير الترتيب للسياسيين أو التقنوقراط أو المثقفين، حسب نوعية الأهداف المطروحة في جدول الأعمال.
فلا يمكن اعتبار البناء الجهوي بلا أهداف محددة. ولا يمكن تسطير أهداف منمطة هكذا بلا اعتبار النمو المتفاوت الحاصل طيلة القرن العشرين، على خلفية النافع وغير النافع منه للسلطات السابقة: الاستعمارية في النصف الأول والمغربية التابعة خلال النصف الثاني منه بعد الاستقلال السياسي.
لم يقع تكرار ثنائية لفظة "الطبقة المتوسطة" كثيرا. لكن ملء محتوى الطبقة المغبونة في المناطق، يقتضي اعتبار الأنواع الثلاثة من الجهات المنتظر تقسيمها من زاوية التفاوت في الاستفادة والغبن. يعطي التركيبة الاجتماعية للطبقة المعنية في الجهة المعنية. فالجهة المنتظرة وعاء ترابي ومؤسساتي. والطبقة المتوسطة محتوى قيادي زاده الخبرة والطموح والقدرة على قيادة الأعمال القطاعية في بوثقة عمل جهوي متكامل. حسب نوع الهدف الجهوي المرحلي من الأنواع الثلاثة المذكورة.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع