الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاثيرات السيكولوجيا السياسية على قيم النزاهة

شلال الشمري

2009 / 8 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تشكل الثقافة ، المساحة الأكبر في العلاقات الاجتماعية التي هي بدورها نتاج أوفيض لقوى الإنتاج الفاعلة في المجتمع . وانهيار قوى الإنتاج ـ (المنظومة الاقتصادية) في كافة قطاعاتها: الصناعية والزراعية والتجارية والخدمية والموارد البشرية ـ. ينعكس على العلاقات الاجتماعية (البنية القيمية). وهذا ما حصل في المجتمع العراقي. فلُبِس المباح بالمحظور، والحلال بالحرام ، والمستحب بالمكروه ؛ وخضعت الشريعة والمنظومة الأخلاقية لبوصلة المصالح ، مما أدى إلى ضياع الحقوق، واستباحة المال العام،وأصبحنا نتغافل عن خطأ الشريف ونقيم الحد على الضعيف إذا أخطأ.
ـ وشكلت الكاريكاتيرات البرلمانية مفارقة وإرباكاً أخلاقيا لما فيها من تناقض بين الشكل والمضمون،بين النخبة والخيبة، بين الحج الجماعي والفساد الجماعي،ومحاكاته لمسرح الدمى.وتخليه عن صناعة القرار،وانشغاله بامتيازاته، كما أن إصرار العناصر السياسية على تسويق نفسها باكسباير جديد على الرغم من انتهاء صلاحيتها،هو إمعان في الغي وصفاقة وامتهان لعقلية المواطن ومنظومته القيمية ، وحملهم لهويات حسب الطلب غير محتكمة إلى ضوابط أخلاقية هو عهر سياسي مفضوح و مستهجن ومرفوض من قبل المنظومة القيمية العراقية بالذات: لإن العراقي حساس من السلوكيات الانتهازية والوصولية خصوصا إذا مورست من قبل النخب السياسية ؛لأنها تخضع إلى فلتر عاشوراء ومعايير الثورة الحسينية كل عام ، وهي بوصلة لاتخطئ الاتجاه ،ولا يوجد لها حالة مشابهة في العالم.وتشكل هاجساً لكل الحكام الذين تناوبوا على العراق.
ـ إن استناد الدولة إلى دستور وآلية ديمقراطية ينفصل فيها القضاء عن السلطتين التشريعية والتنفيذية ويفعل فيها دورالجهات الرقابية من إعلام ومنظمات مجتمع مدني وبرلمان ومواطنين،وعدالة في توزيع الثروات والابتعاد عن المحاصصة والتوافقات، كفيل بأن يعيد للقيم الأخلاقية اعتبارها ودورها في ضبط السلوك، لكن المشكلة في هؤلاء الساسة أنهم كالنعامة يدسون رؤوسهم في الرمال وعوراتهم مكشوفة على الملأ ، ولايصدقون أن الشعب أكثرمنهم وعياً وثقافة.
ـإن المجتمع لايخطئ التشخيص ولا تتيه عنه الثوابت مهما شوشت عليه حملات الدعاية والإعلام ،على الرغم من الإرباك الذي أحدثته السيكولوجيا السياسية في منظومتنا القيمية من خلال تبنيها التشكيك والمغالطة والمراوغة والكذب وافتقارها للمصداقية وميلها لإلغاء الآخر حد التصفية الجسدية واصطفافاتها الطائفية و تعاملها بلغة المصالح والاستحواذ على المناصب بأية وسيلة (مكيافيلية) بالإضافة إلى تمويــــــلاتها المشبوهة (تجاوزعلى المــــال العـــام وتمويل خارجي و سطو إجرامي).
ـ وكان بعض المنقذين! من مناضلي الشتات أشد وطأة في الفساد لقــاء منتهم علينا بمصاحبة الاحتلال وإضفاء الشرعية عليه وسرعان ما تأهـل على أيديهم مسؤولون جدد أشدُّ فتكاً وافتراساً ونهما، وكأن المطلوب فقط من له cv) ( في الفساد وثارات دفينة على العراق وشعبه ؛ لكي يكون ضمن المجال المغناطيسي للاحتلال وأجندته ، وأصبح لدينا حزمة من التيارات السياسية تتحدث بغير لغة الوطن، صدحت طبولها الإعلامية ولفت المجتمع بدوامة أضلته وأشاعت الفاحشة وتــاهت وسطها النزاهة بحيث أصبحت كالشعرة البيضاء في جلد ثور أسود .وشكَّل الفساد السياسي والإداري والمالي جزءاً من سياسة الفوضى الخلاقة الأمريكية لتحقيق عملية إفقار أوسع داخل المجتمــــــع العراقي إلى جانب الإرهاب والاصطفاف الطائفي وفوضى الأيديولوجيات والعقائد المذهبية والأجندات الإقليمية كأنها أُعدَّت خصيصا لتقويض البنية القيمية للمجتمع العراقي وتهيئته لتقبل ثقافات جديدة بديلة ما كان لها أن تنفذ إلى المجتمع لولا هذه الهزات العنيفة والمزلزلة ؛ بسبب القوقعة السميكة التي خلفها النظام الشمولي البائد بحيث لم يرَ المجتمع علاجاً للفعل المتطرف إلا رد فعل متطرف فما إن خرج من الشوفينية القومية إلا ودخل إلى الثيوقراطية الطائفية .وكان لهذه الفوضى الخلاقة دورها في اختزال مرحل التطرف بعد أن ذهبت به إلى أبعد مدياته، وإعادة الموضوعية والعقلانية إلى المجتمع ولو بالحد الأدنى ولكنه أساس لأفق ارحب.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة