الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صرخة الأتحاد المشرفة

سعدون محسن ضمد

2009 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


ما حدث اليوم (الأربعاء 12-8-2009) في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين شكل منعطفاً مهماً وجوهرياً في دفاع المثقف العراقي عن حريته وقيم الديمقراطية التي يحرص على تعزيزها. ولقد اختزل الصوت المدوي الذي أطلقه رئيس الاتحاد فاضل ثامر ما كان يحتبس داخل صدور الكثير من المثقفين والكتاب والفنانين والصحافيين والإعلاميين من الناقمين على التخبط الأعمى الذي تقوم به الأحزاب الماسكة بالسلطة، واستهتارها العالي بكل القيم والأخلاق والأعراف الديمقراطية والمدنية.. يكفيك أن تقف في أي شارع من شوارع بغداد وتراقب مواكب المسؤولين من هذه الأحزاب لترى بأم عينك التصرفات الهمجية التي يقوم بها أفراد حماية هؤلاء المسؤولين بمباركتهم وتشجيعهم.. هناك استهتار عال يتجلي بتصرفات مسؤوليي دولتنا وهناك استهانة مبتذلة من قبلهم بكل ما يجب عليهم أن يراعوه ويحترموه من بنود الدستور والقوانين المرعية بالبلاد، بل أن هناك تضامناً رخيصاً بين بعضهم في التستر على جرائم الإرهاب والفساد والتعمية عليها وعدم فضحها خوفاً على مكاسبهم ومراكزهم. ويكفينا أن نتذكر سؤالاً مخيفاً يقول: لماذا لم تنجح جميع مؤسسات الدولة الرقابية بضمنها البرلمان ولجنة النزاهة فيه وهيأة النزاهة (المستقلة) ومكاتب المفتشين العامين في الوزارة في الكشف عن ـ ومحاسبة أي من مرتكبي ـ الجرائم الكبرى التي حدثت وتحدث في البلاد؟
هناك نقمة عالية المستوى، وهناك احتباس كبير وهائج يعتمل في الصدور ومع ذلك لا ترى أو تسمع من مؤسسات الدولة والذوات الماسكة بإداراتها أي احساس بهذا الهياج، ولن يفهم هؤلاء فداحة الأخطار التي يقومون بارتكابها إلا عندما يثور عليهم الشعب ويخرجهم من هذا البلد بالركلات والصفعات والشتائم.
اليوم كان اتحاد الأدباء والكتاب مكتضاً بمثفي العراق، نعم غابت الكثير من الأسماء، واختفى بالتالي الكثير من متلوني الوجوه ممن لا ترى لهم (طلة مباركة) إلا في المواقف (عالية المكاسب ومأمونة الأخطار) لكن مع ذلك كان الحضور مشرفاً وكان الموقف مدوياً وكان الثبات أكثر من رائع.
أبارك للاتحاد صولته الشجاعة ضد قوى الظلام ممن حاولت أو تحاول المساس بحرية الرأي أو تخويف المثقفين وكسر أقلامهم، ولا يفوتني أن أضع علامة استفهام كبيرة جداً (وسوداء) أزاء الموقف المتخاذل لنقابة الصحافيين التي اكتفت بالمراقبة السلبية وهي المعنية الأولى بالموضوع، كان الأولى بالنقابة أن تدعوا لما دعى إليه الاتحاد، وكان الأولى بنقيبها أن يصرخ الصرخة التي أطلقها الناقد فاضل ثامر رئيس الاتحاد، لكن ما يؤسف له أنها وقفت موقفاً أقل ما يقال عنه أنه متخاذل.
شخصياً توقعت أن تدعو هذه النقابة إلى اعتصام، أو تدعو جميع الصحف إلى التوقف عن الصدور، أو حتى تدعو المؤسسات العالمية المعنية بحرية الرأي إلى حملة تضامن تقف بها ضد محاولات تكميم أفواه المثقفين العراقيين. لكنها لم تخطو أياً من هذه الخطوات الأمر الذي يعزز الرأي القائل بأن أغلب نقاباتنا ومؤسسات مجتمعنا المدني هي في حقيقة أمرها دوائر مكاسب ومحلات للضحك على الذقون. حرية الرأي كانت على المحك والديمقراطية كانت على المذبح والنقابة كانت باردة برودة المقابر.
أكرر شكري واعتزازي بموقف اتحاد الأدباء والكتاب، وأقف متضامناً مع كل كلمة قالها رئيس الاتحاد وبالأخص تلك التي عبر خلالها عن استعداد المثقفين لتلقي الرصاص بصدور عارية دفاعاً عن حقهم بقول ما يجب عليهم أن يقولوه. وتحذيره عالي النبرة لكل من تسول له نفسه مجرد التفكير بتخويف الأقلام النبيلة من التصدي لفساد الفاسدين وجرائم المجرمين.
نحن قادة الرأي ونحن القادرون على حماية البلد من ذئاب السياسة ووحوشها الكاسرة.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا تنتظر منهم شيء...
بسام صاحب ( 2009 / 8 / 15 - 08:54 )
حين نصرخ او نستغيث فمهناه ان لا احد يسمع اويكترث وبلغ جزعنا اقصاه.لذا لن ننتظر منهم شيء ولسنا بحاجة الى دعمهم بل عالاعكس هم اللذين في حاجة الى صمتنا ومديحنا.ولقتامة الصورة لا نستطيع ان نجملها او حتى نرى ورودها البالية.اقول لاحمد عبد الحسين اخافهم قلمك كخوفهم من الانتخابات القادمة..
ودمتم


2 - تباً للساكت
رياض يوسف ( 2009 / 8 / 15 - 19:12 )
بعدما تبين الخيط الأبيض من الأسود وبانت عوراتهم وهتكوا أنفسهم بتصريحاتهم وتهديداتهم التي لا تخيف الرجال الشجعان ، أقول ماذا بقى أمام الآخر لكي يقول كلمته ، أن نقيب الصحفيين مشغول بترتيب المنزل البعثي من خلال المطالبة بفتات من موائد المسؤولين ويخشى أن يذهب هذا العظم من بين يديه ، فهو ساكت وهو خجول ، وربما نظر بعين الشفقة على الصحفيين من حرارة الجو لذا أكتفى بأضعف الأيمان وهو الرفض بالقلب ، تباً لهذا القلب وتباً للساكت

اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح