الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل انتهى زمن المعجزات ؟

فاطمه قاسم

2009 / 8 / 15
كتابات ساخرة


العلاقات الفلسطينية الداخلية تتدهور بشكل غير مسبوق، والقطيعة الفلسطينية الحاصلة اليوم بين حركتي فتح وحماس، وبين السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله والحكومة المقالة في غزة تتفوق حتى على الانقسام نفسه.

وهذه القطيعة بطبيعة الحال، لها تداعيات، وهذه التداعيات نراها جميعا، ونعرف مدى خطورتها، والمنحدر الذي تدفعنا إليه، ولكننا نقف حتى الآن عاجزين عن وقف التدهور، وهذه اللغة الأكثر خطورة، ذلك أن كل الأطراف في الدنيا مهما كان حجمها او تعدادها، يمكن أن تجد نفسها في مشكلة معقدة في لحظة ما، ولكن المحاولات تجري، والجهود تبذل، للوصول إلى حل، أما أن يسلم الجميع بالعجز، فهذا هو عنوان المرحلة الفلسطينية الحالية، العجز عن وقف التدهور، العجز عن إنهاء الانقسام، العجز عن تحقيق المصالحة، ولكن الأخطر هو العجز عن وقف عملية التدمير الذاتي القائمة الآن على قدم وساق، مثل ما يحدث هذه الأيام، حيث يتحول الفلسطينيون في الضفة والقطاع إلى رهائن بين يدي قرارات انفعالية، ضيقة الأفق وتدميرية في آن واحد.

كنا نراهن حتى اللحظة الأخيرة على نجاح الحوار الوطني، وإذا بالحوار يتوقف، ويتجمد، ولم يعد يؤمن به وبرعاته الأشقاء المصريون، ولم يعد يريده أطرافه وهم الفلسطينيون، وهكذا سقط الرهان، وسقط الحوار نفسه.

وكنا نراهن على إعادة الإعمار، وإيجاد الصيغة الملائمة لذلك، والقدرة على استقطاب المجتمع الدولي لكي يساعدنا على إعادة الإعمار وإزالة آثار الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وقد تمخض الرهان عن لا شيء، لدرجة أن الفلسطينيين أنفسهم أصبحوا يائسين من إعادة الإعمار، وأصبحوا يتحدثون عن بيوت من طين، وعن استبدال الخبز بالكرامة، واستبدال البنية التحتية بشعارات الصمود والتحدي، وهكذا في متوالية من الفشل لا تتوقف أبداً.

وكان آخر الرهانات، أن تنجح الجهود الوطنية، والوساطات الخارجية في تمكين أعضاء فتح من أبناء قطاع غزة، من المشاركة في مؤتمرهم السادس في بيت لحم بعد ثلاثة أيام فقط، ولكن الصورة انقلبت، والتهديدات الملتهبة حلّت بدل أناشيد المحبة، وكل شيء انقلب إلى ضده، فالكل يركب رأسه، والكل العاجز عن الوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي يرى نفسه في إيذاء الشقيق، وتعميق الجراح الوطنية، وبدلاً من الاعتراف بالخطأ وان ما حدث يؤدي الى الكارثة، يجري الان المزيد من التصعيد ورفع سقف شروط الحوارالتي تؤدي الى استحالة الحوار.

نحتاج إلى معجزة للخلاص من الاحتلال الإسرائيلي،
ونحتاج إلى معجزة للإنقاذ من التجاذب الإقليمي،
ونحتاج إلى معجزة للخلاص من صراعنا الداخلي،
فهل المعجزة موجودة، أم انتهى زمن المعجزات؟
أين ذهبت العقول الحكيمة؟
أين ذهبت القلوب الكبيرة؟
أين ذهبت السواعد الشجاعة؟

العلاقات الفلسطينية الداخلية تتدهور بشكل غير مسبوق، إنها تشبه جسراً حديدياً تقطع وسقط في مياه النهر العميقة، وكل من على الجسر مهددون بالدمار.

والمعجزة أن نحاول، أن لا نيأس من المحاولة، وأن لا ننقلب على أنفسنا ونمزق بعضنا مثل قطيع الذئاب المجروحة التي تقتل بعضها بدل أن تقتل عدوها الذي أصابها بالجراح وعمل دائما على انهاء وجودها.

تعالوا نحاول،ونحن نخرج من مؤتمر فتح وتجربته التي نجحت، ، في الفصائل الصغير منها والكبير، وخارج الفصائل أيضاً، تعالوا نحاول في كل وقت وكل مكان، لا بد من المحاولة، ولا يأس مع المحاولة ولا يأس مع الحياة، ومادام الناس أحياء، ويثقون بأنفسهم، ولديهم مشروعهم الوطني، ولديهم قضيتهم العادلة، فإن زمن المعجزات لن ينتهي أبداً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - jugdr
adam arabi ( 2009 / 8 / 14 - 20:40 )
حضرة الكاتبه مشروع حماس يختلف عن مشروع فتح ويختلف عن المشروع الوطني الفلسطيني


2 - تعليق
سيمون خوري ( 2009 / 8 / 15 - 03:35 )
مع التقدير لإحساسك الوطني وغيرتك على المشروع الوطني ، أخشى أن الجميع قد أصبح خارج المشروع الذي تأملية ونأمله. لم يكن هناك معجزات في التاريخ ، بل كان هناك رجال لعبوا دوراً مهما في حركة التاريخ . نحن الأن في زمن خريفي . وعلى أبواب شتاء جهنمي .


3 - تعليق
adam arabi ( 2009 / 8 / 15 - 17:16 )
تكيد على رقم 2 لا يوجد معجزات التاريخ يصنع من قبل ناس عاديين لا من قبل الملوك والرئساء ولكنهم يصنعون اعمال غير عاديه
history is not mad by kings but by ordinary people doing extraordinary things  

اخر الافلام

.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر


.. حكاية بكاء أحمد السبكي بعد نجاح ابنه كريم السبكي في فيلم #شق




.. خناقة الدخان.. مشهد حصري من فيلم #شقو ??


.. وفاة والدة الفنانة يسرا اللوزي وتشييع جثمانها من مسجد عمر مك




.. يا ترى فيلم #شقو هيتعمل منه جزء تاني؟ ??