الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توكا

عبد الوهاب المطلبي

2009 / 8 / 16
الادب والفن


في الثمانينات من قرن الشمس ، لم نتعرف ْعلى العالمِ الإفتراضي..لم يسمح ْ لنا النظام ُالسابقٌ بإستخدام عالم الانترنيت...وانما كنا نعيشُ العالم َ المنطقي َّ نسبيا ً...فهو الذي يقودنا الى عالم البشر..نتعرف ُ على البعض ممن يتحركُ على هامش الوجود..كلّ ٌ حاملا ً قصته او ربما اقاصيص متوارثه دون الدخول في فلسفة الراصد والمرصود او الفاقد والمفقود ربما هي وجهات نظر لأشخاص لا يجيدون لملمة افكارهم المبعثرة والمشوشة...................................
المهم إن َّ بطل َ قصتنا يتمتعُ بشخصية ٍ نادرة في غاية الشفافية مرحٌ طليق ُ الوجه نادرا ً ما تراهُ واجما ً..لذلك كان وجودا ً قويا ً في اذهان الآخرين لم تسطعْ قوة ُ الرحيل ِ ان تنتزعهُ من ذاكرات ٍ جماعية ٍ....اما بسمته المرسومة على شفتيه دائمة ُ الربيع فراشاتٌ مرفرفة ٌ في طفولة شبابنا، حين أعجبت ُ لأول مرةٍ بفتاة ٍ كنت ُ اتعمدُ المرور امام َ منزلها تستهويني المغامرة...ابتسم ُ لها بحذر ٍ وحياء ٍ...واخبرتُ ُ صديقي محمد شمسي...قال لي : اتحبها؟ قلت له :لا مجرد إعجاب ربما يتحول الى حب...وفي احد الأيام اصطحبته كي يراها والتقتْ عيناها بعينيه وابتسمتْ له وتركتني وتنهدتْ ْوقالتْ له : انت َ تشبه الممثلين السينمائيين...فحزنتُ كثيرا وادرك َ حزني ولاطفني وقال مداعبا ً: لابأس سأخطفها منك...ثم ضحك َ وقال َ: أنا لا أندم اطلاقا ً على إمرأةًٍ تبيع ُ أو تتركُ حبيبها بسرعة ٍ دون توضيح الاسباب ثم اردف َ قائلا ً: دعها وتعال اركب ْ معي واشارَ الى فسحة ٍ خارج المدينة حيثُ تقفُ مركبة ٌ غريبة ُ الشكل لم ارَ مثلها في حياتي ولا حتى في قصص الخيال العلمي هي اشبه بالدعسوقة قرمزية اللون منقطة باللون الاسود ضغط َ على زر خفي تحت احد جنحيها فانفتحَ كالباب اتخذ َ صاحبي مقعد القيادة بينما جلستُ بجانبه ِ منبهرا ً..قلتُ له: يا أخي من أينَ لك هذي؟. قال لي: الأفضل أن ْ لا تسأل..لكنكَ ستذهبُ معي الى صالة الغرام في عالم (توكا) الساحر وبما أنك أحد أعضاء الطاولة المستديرة للعشق...أعرفُ إنك................لم يكملْ كلامه فقد حلَّقت ْ بنا المركبة ُ...لم اطلب ْ منه ان يكملَ كلامه بل حاولتُ ان ابصرَ ماحولنا من خلال النافذة بجانبي...لكني لم ار مدنا ً أو طرقا ً او شجرا ً...بل رأيت ُ ضبابا ً سماويا ً أو سماءا ً ضبابية ً..وأخيرا ً لاحت ْ لي المدينة اشبه بباخرة ٍ ضخمة.ٍ. هبطتْ المركبة ُ على سطحها هناك مطارٌ بيضويّ ٌ مخصصٌ...وانفتحت ْ الابواب ُ..قادني الصديقُ محمد شمسي الى سلم يفضي الى الداخل...كانتْ بإنتظارنا إمرأةٌ... حين تمعنت ُالنظرَ في ملامحها..حبست ُ صرخة ً كادتْ تنفلتُ من بين شفتي احسَّ بي محمدٌ ووضعَ كفه ُ على فمي ليكتمهاوهو يبتسم ُ برقة ٍ لم انسَِ بسمتهُ الوادعة َ ما حييتْ...المرأة ُ لا أدري أين رأيتها...رباه ..!!، ناضجة ٌ قدرتُ عمرها الخامسة والثلاثين سمراء فاتحة اللون أضفتْ على بشرتها بياضا ً من استخدام مساحيق التجميل وحمرة خديها واضحة ليست طبيعية ورغم العناية بتسريح شعرها الا انها لم تستطع اخفاء بعض التجاعيد..تمتلكُ عينين ناعستين اذ ثمة مساحة بينهما وبين الحاجبين وواضح ٌ من استخدام قلم الكحلة انها تروم اضافة مسحة الاتساع لجفنيها ، جيدها يبدو قصيرا نسبيا او أنَّ فستانها جعله ُ يبدو كذلك واشهد الله انها رشيقة القوام لم تكنْ طويلة ، سريعة ُ الحركة قادتنا هذه المرأة ُ في داخل الممرات الى صالة ٍ داخل الباخرة ، وما انْ لمستْ أقدامنا عتبة َ الباب ِ حتى انقتح َ ..وانبهرتُ برؤية الصالة ِ المفروشة ِ بالسجاد المزركش بالرسومات والزخارف الشرقية...ثمة طاولة مستديرة الشكل اقربُ الى البيضوية ِ منها الى الاستدارة...تتوسط ُ الصالة ، واثارت اهتمامي اللوحة الوحيدة المعلقة على الجدار تمثل (توكا ) على صهوة حصان يد ممسكة بعنانها واليد الاخرى تحمل اناء تقديم الطعام لكن لم يكن طعاما في داخله وانما وضعت ْ فيه قلوبا ً بشرية ً نابضة ً....
حول الطاولة ثمانية مقاعد ستة منها مشغولة والمقعدان الخاليان خمنت ُ انهما لي والى صديقي شمسي..القيت ُ بنظري على زملائي الجالسين كانت اعمارهم تتراوح بين الثلاثين الى الستين...كانوا يثرثرون..حدقت بعمق في عيني شمسي مستفهما فاشار الي ان اسكت َ...كان هناك نادل بجانب الفتاة ( توكا ) همستْ في اذنه كلاماً غير مسموع ثم فتحت ْ احد الابواب ومضتْ...سحب َ محمد شمسي كرسيه وطلب َ مني ان افعلَ وجلسنا ننتظر مع الآخرين...اسئلة ٌ كثيرة ٌ في ذهني حبستها مازلتُ مرتبكا ً...التفتُ الى صديقي وقلتُ له:أعرفُ إنكَ رحلتَ عنا قبل سنين لم تتركْ لنا سوى بسمة ٍ عذبة ٍ مرفرفة ٍ في اذهان الكثيرينَ.......، جاءنا نادلٌ وقدم َالينا كؤوسَ عصير الفواكه تفوحُ منه رائحة المشمش ورفعَ كلّ ٌ من الحاضرينَ قدحه محييا ً الجميع
بعد الانتهاء من ارتشاف ذلك المشروب شعرتُ بلذة ٍ تسري في دمائي همستُ في إذن صديقي وماذا بعد؟ قال لي لا ادري انتظرْ لا تستعجل الامور فجأة انتبهتُ اليه وقلتُ له :انتَ مسافر ٌ في اللاوجود أجابني ببسمته الرائعه أنا؟؟..الا ترى إني إجالسكَ الانَ؟ وقطعَ حوارنا مجيء نادل ٌ آخرُ في غاية الاناقة ووضعَ أمامنا رزمة ًمن اوراق اللعب المعروفه في صالات نوادي القمار طلبَ من كل واحد منا ان يسحب َ سبعة اوراق دون ان يكشفها الى الاخرين وناولني مظروفا قال لي:
إقرأه فأسرعت بفتح الرسالة:
.>>.حبيبي
أطير فرحا لا يتصوره عقلكَ... أقسم ُلكَ... رسالتك أعادتْ الروح إلي
أتنشق فيها عطرك...... روحك قلبك ... كلكَ على بعضكَ أعشقكَ هو العشق ُ الذي أنا فيه ......لا الحب هو الحب ُالذي أعيشه لا هو أكبرُ شيء لايوجد في قاموس اللغة
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأحبك.......... أريد ان اطير إليك..... وأحضنك بقوة
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأحبك
توكا حبيبتك إلى الأبد.<<
ثم صدحتْ موسيقى خفية..، جاءتْ امرأة ٌ بدينة ٌ متوسطة ُالجمال وقالت ْ موجهة ًكلامها الينا جميعا : الان حان وقتُ اللعبة ِ المثيرةِ وطلبتْ منا كشف الاوراق ونظرتُ الى اوراقي كانت تحمل صورةَ المرأةِ – آه توكا -التي قادتنا وهي نفسها صاحبة ُ اللوحة ِ المعلقةِ وعرفتُ فيما بعد انها بطاقات تحمل صورة الفنانة توكا..بطاقتها الشخصية ..بطاقتها المدرسية..بطاقتها الفنيه ودنيا الرأي وبطاقة نادي السباحة واخرى الفروسية والصيد...وأختلستُ النظر الى أوراق صديقي محمد شمسي فألفيتها بيضاءَ ما إن ابصرتها المرأةُ البدينة ُ وبسرعة ٍ طلبتْ منه مغادرة َ الصالة ِ بكلِّ أدبٍ وهي تتفوهُ بعبارات الاسف ِ..والتقت ْ إبتسامتهُ بذهولي وحاولت ُ النهوضَ لكي ارافقه فلم أفلحْ
http://abdul.almuttalibi.googlepages.com
http://www.youtube.com/watch?v=JN3D_AU2AuI&eurl=http%3A%2F%2Falodaba%2Ecom%2Fvb%2Fshowthread%2Ephp%3Fp%3D70143%26posted%3D1%23post70143&feature=player_embedded








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصيدة الشاعر عمر غصاب راشد بعنوان - يا قومي غزة لن تركع - بص


.. هل الأدب الشعبي اليمني مهدد بسبب الحرب؟




.. الشباب الإيراني يطالب بمعالجة القضايا الاقتصادية والثقافية و


.. كاظم الساهر يفتتح حفله الغنائي بالقاهرة الجديدة بأغنية عيد ا




.. حفل خطوبة هايا كتكت بنت الفنانة أمل رزق علي أدم العربي في ف