الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألو يا جزائر

سهيلة بورزق

2009 / 8 / 16
سيرة ذاتية


الغربة التي تجيد صنعنا من جديد هي نص جيد بالضرورة ، قد نكون غرقى فيها برغبتنا لكننا لا نموت موتة الجبناء
طالما لم نخاصم الوطن فينا رغم تهديداته .
عدت للكتابة بعد انقطاع طويل كنت خلاله أمازح غربتي داخل وطن جاحد ، لا يرى اٍلا السماء بعينين غامضتين فيهما بريق المكر والخيبة والكثير من الجرم، كيف لوطن عظيم مثل الجزائر أن يخاصم أحلام الكثير من الكتّاب الذين قرروا البحث عن أرض أخرى تكثرت للاِنسان فيهم وتمدّ لهم طاقية الظهور لا الاختفاء. كنت حزينة جدا وأنا أترك هذا البلد خلفي قبل أكثر من عشر سنوات ،ولم يكن من السهل أبدا التحالف مع النّص خارج اٍطاري الحقيقي الذي تربيت داخله وتشكلت لي فيه صورة ضخمة عن الحياة والموت ، كانت البداية على الورق وأنا في أمريكا كالدهشة تماما فلم أكن أعرف الغربة الحقيقية الا عندما تدافعت على صندوق بريدي فواتير التلفون فكتبت نصا طويلا عنونته ب " ألو يا جزائر " في الفترة تلك عشت أغرب حالاتي على الاطلاق ،أصبت ربما بجنون البحث عن الجزائر داخلي على مساحة واسعة من الورق الأبيض فاكتشفت للأسف أنني لا أعرفها كما ينبغي ولم أقرأ أدبها كله ولم ألتق فيها اٍلا القليل من مشاهير النّص والفكرة.
ارتميت في حضن أمريكا بلغتي وبأخلاقي فاكتشفت أن سلاحي معطل وبحاجة اٍلى تصليح عطب التاريخ فيه ، كتبت حينها أكثر من مقالة وأكثر من قصة وأكثر من نص طويل يشبه الروايات ، وكلما جعت اٍلى الجزائر أراني أكتب أكثر فلم أكن أعرف أن فراقها سيخلق بداخلي هذا الكم الرّهيب من الثرثرة على ضفافها في قلبي وأنا في قارة أخرى.
الكتابة في الغربة جوع أكيد يرمي بالكاتب اٍلى عالم سحري لا ينقلب عليه كما في الحكايات بل يمنحه صفة التمازج مع الثقافات الجديدة، ويمنحه فلسفة التطور خارج قانون الأخلاق الذي يعيق الكاتب عن قول ما يحب وما يصدّق وما يؤمن به. الحقيقة أن الغربة منحتني الحرية الكاملة لمخاطبة ذاتي أولا أمام أمة أمريكية تعشق الجديد والمختلف والمجنون ولا أنكر أن للجزائر حق عليّ بل حقها من ألوهية اٍيماني بها لا كوطن فقط بل كدم يسكن هذا الجسد الضعيق الذي أتغنى به في كتاباتي.
عندما نتحدث عن الغربة فنحن نتحدث عن النّص المختلف الذي يأتينا مولعا بالحكايا الغريبة وربّما العجيبة أيضا ، لكن صدقوني لا يوجد كاتب جزائري واحد عاشته الغربة بعمق لم يذكر في نصوصه حيّه الأوّل وبيته الأوّل ومدرسته الأولى وحبّه الأول وشوارع الأمكنة المزدحمة بجنون الذكريات، الغربة هي الجزائر الحقيقية لأنّني لو لم أخرج منها لما عشقتها هذا العشق كلّه وما ملأت بيتي بصورها ولما تبعتني ديون الدولار بسبب " ألو يا جزائر ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - آه ياوطن....
الطيب آيت حمودة ( 2009 / 8 / 16 - 05:47 )


، ما تذكيرينه يا أختاه جميل ومعبر عن ذات لها انتماء
شعورك حي تجاه الوطن ، وأهل الوطن في سبات لايدركون قيمة الأبناء في بعث الأمجاد ، وكانوا سببا في هروب الكفاءات بحثا عن لقمة العيش خارج الديار ، والبلاد تطفح خيرا وخيرات .متى تستقيم الأمور لعودة الغريب الى الدار...؟
تحياتي

اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات