الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


والصباح تسير

احمد حسين

2009 / 8 / 16
الصحافة والاعلام


ثمة سعار أصاب البعض في الآونة الأخيرة بلغ مرحلة وبائية خطيرة لم يشهدها العراق من قبل إلا في حقبة النظام المقبور المظلمة حين كان البعث وأبواقه يجندون إمكانيات الدولة لشن حرب إعلامية ضد جهة ما، هذا السعار موجة ضد جريدة الصباح كمؤسسة والعاملين فيها كأسماء لها حضورها في الوسط الإعلامي والثقافي محليا ودوليا.
وبحسب ما يتناهى إلى أسماع العاملين في الجريدة من نباح هؤلاء المسعورين الذين وجدوا لأنفسهم زوايا تليق بهم في مكبات الانترنيت نستطيع أن نشخص حجم هذا الوباء وأهدافه المتزامنة مع قرب الانتخابات.
الحملة على الصباح عمرها أكثر من عام ونصف تقريبا، إلا أنها في الأشهر الثلاثة الأخيرة تكاثفت وتناسلت بشكل محموم لتنال من الصباح كمطبوع صحفي وثقافي ولتشمل جميع العاملين فيها بدء من رئيس التحرير ومرورا بسكرتارية التحرير وملاحق الجريدة والمحررين وفي الشهر الأخير طالت الفنيين والإداريين وحتى الحراس، ما يؤشر توجها مدروسا تقف وراءه جهات وأشخاص لهم مآرب في هذه المؤسسة.
البعض ممن تعلق بحبال المحاصصة البغيضة قافزا من شجرة إلى أخرى وصولا إلى كراس ما كانوا ليحلموا بها، هؤلاء واقتداء يريدون أدلجة الصباح وفق ما تشتهي مرجعياتهم وخلفياتهم الإيديولوجية المنزوية في صوامع الأنانية، هؤلاء لم يصدق بعد أنهم في عصر آخر لا يمت لحقبة النار والحديد الذي لا لم يستطيعوا الفكاك من أدرانه ومخلفاته، لم يفهموا بعد أنهم يحملون في عقولهم وصدورهم فايروسات العهد المباد وثقافة الحزب الواحد والقائد الأوحد.
لا ضير أن توجه أصابع النقد لأداء الصباح أو تعاطيها مع الحدث بل هو ضرورة واجبة على كل من يريد لهذا البلد التشبث بحلة الجديدة والحفاظ عليها، سواء من العاملين في الصباح أو من خارجها، وظيفة الجميع متابعة الصباح كونها صحيفة الدولة أي أنها ملك للأمة العراقية ـ بالرغم من أنها تمول ذاتيا وليس كما يدعي البعض أنها تمول بالمال العام ـ لكن التشخيص يجب أن يوجه إلى العمل الإخباري والسياسي في الجريدة لتماسها مع حاجات المجتمع ومتطلبات المرحلة الراهنة، أما القذف والتجريح والشتم والتكفير وهدر الدم انطلاقا من شؤون إدارية داخلية أو اختلاف في الرأي الثقافي أو الفكري فهو أمر يشير إلى أن من يقف وراء إثارته أشخاص يطمحون إلى القفز من كراسيهم الحالية إلى كرسي الصباح، إذ أن ما ينشر في صفحات الثقافة وآراء والمحلق الثقافي والملاحق الأخرى يعبر عن آراء وتوجهات أصحابها سواء كانوا يعملون في الجريدة أو من الكتاب الخارجيين، وهذا أمر يتفهمه المثقفين الحقيقيين ويعرف بأنه اختلاف في وجهات النظر من حق الجميع الرد عليه من على صفحات الجريدة نفسها وهذا ما حدث ويحدث منذ تأسيس الصباح وحتى الآن، لكن أنصاف المثقفين القافزين لا يستسيغوا هكذا ثقافة فهم مدججين بثقافة سدنة البعث المباد وتابوات العهد المعاد.
لا يؤمن هؤلاء بغير الإقصاء والتهديد والتكفير وإسكات الآخر المختلف بشتى الطرف حتى وإن كانت على حساب مؤسسة يقرون أنها ملك للعراقيين والإساءة للعاملين فيها.
خطورة هذا السعار لا تكمن في النباح بالرغم من مفردات الشتم والطعن التي يقذفها هؤلاء بل أن الخطورة الحقيقية هي في تحريض العقول المتحجرة وروبورتات القتل المكتوم الصوت والمتفجر، الكتابات التي يقف وراءها مسؤولون في الدولة ليست موجهة ضد هيئة تحرير الصباح أو القسم الثقافي أو بعض العاملين فيها الذين وردت أسمائهم في تلك الكتابات بل أنها رصاصات مسمومة موجهة ضد جميع العاملين محررين وفنيين وإداريين وعمال وحراس بانتظار أمر القتل وعلى الجهات الأمنية أن تهتم بهذا الأمر ولا تتعامل معه بنفس الطريقة التي تتعامل بها مع موجة التفجيرات الأخيرة في بغداد والمحافظات.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية