الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


براقش التي جنت على نفسها.. ليس دفاعا عن احمد عبد الحسين

احمد الهاشم

2009 / 8 / 17
حقوق الانسان


كلا ليس دفاعا عن احمد عبد الحسين، وانما دفاع عن كل مهني وحرفي ومتمكن يتشرف بحريته.
من البؤس ان يكون من حلم بنهاية عهد الاستبداد، وغلّب همه الانساني والوطني، عرضة لكل اصناف التهديد، حتى لا يجد من نصير ومنجى سوى الهرب او الصمت.
ومن البؤس ان يكون مصير ذلك الحالم كل هذا التهديد والوعيد الذي يمنح من عارض تغيير نظام الاستبداد فرصة الشماتة الفادحة بحلم اولئك الحالمين: انظروا أي شي ناصرتم ايها الاغبياء!!
انظروا ما نتيجة مناصرتكم للاطاحة بمن كنتهم تسمونه دكتاتورا، انظروا ما جنت ايديكم واحلامكم عليكم من وبال، انتم براقش التي جنت على نفسها.
انكم تحصدون ما جنت ايديكم.
هذه هي ديمقراطيتكم الموعودة، هذه التي تاكل ابناءها اليوم، تهددهم وتتوعدهم وقد تقتلهم.
هؤلاء هم ديمقراطيوكم، فاتونا بمثلهم اذا جمعتنا يا جرير مجامع الديمقراطية!!
ديمقراطيون ضيقوا الصدر، ينفرون للتهديد عند كل كلمة، يتحسسون مسدساتهم عند سماعهم كلمة حرية، ويتوعدون حين لا يروق لهم ما يقال، كلماتهم تصدح بالديمقراطية وايديهم على الزناد.
اذا لم يدرك ساسة العهد الجديد، جميعهم، انهم يصنعون امام المغرضين براقش جديدة، فتلك كارثة.
نعم انهم، معظمهم وجميعهم، بتصرفاتهم اللامسؤولة يجعلون ممن ناصر التغيير "براقشات" كثيرات.
بتصرفاتهم اللامسؤولة يتيحون لمن عارض التغيير فرصة رسم صورة المغفل لكل من بارك التغيير او شجعه او اسهم فيه او ناصره او تمناه وارتجاه.
بتصرفاتهم اللامسؤولة اولئك السياسيون يضعون شمعا احمر على ابواب المستقبل، ولا يتيحون لمن يعارضهم الا ان يكون في خندق اخر.
بفساد السياسيين وضيق افقهم الحزبي، وبقلة كفاءتهم وضحالتهم، يمنحون من عارض التغيير هدية نفيسة، هدية مجانية برغم ثمنها الباهظ.
انهم يعلمون حق العلم ان كل عثرة وكل سلبية ستجعل حتى صورة مثالب الديكتاتورية تقف على سوية واحدة مع مثالبهم.
مرارة المعارض السابق لنظام الاستبداد اشد وامضى. انها أشبه بتجرع الخيانة من اقرب الأصدقاء.
فهل انتم ايها السياسيون خونة احلام؟
احلام من كانوا يحلمون مثلكم بنهاية عصر الاستبداد؟
ان محاربة حرية الراي ستجعل منكم ايضا براقش اخرى، ستكونوا ضحية اخرى لاستبداد تصنعونه بايديكم هذه المرة.
فلا يصنع الحرية الا بشر احرار.
لو كان احمد عبد الحسين يفضل "دسم" العبودية على "ثواب" الحرية لما تعرض لكل ما تعرض.
لو كان الرجل يمالئ ويماري ويجامل ويتملق، لما طاولته كل تلك التهم التي تتبارى في اختلافها، وهو اختلاف يضعك في حيرة من امر الجهات التي تطلق تهمها، فتارة قوائم سوداء من دهاليز التشدد، وتارة احزاب واشخاص، من مشارب متعددة.
لوكان احمد عبد الحسين يرتضي الدعة والغربة عن هموم بلاده واشكالياتها ومشاكلها، عن كردها وعربها وطوائفها ومللها ونحلها وترابها وغبارها وجوها الناطق بلسان جهنم، لما كان عرضة للتهديد.
لوكان ركن الى دعة الحياة الغربية ومساعداتها وامانها، لو كان قد ارتضى اصطناع الحكيم المنظّر على مبعدة من نار المعترك ولهيبه، والمطل من علياء منفاه الكندي البارد الهادئ الامن على مخاضات الدم واستعراضات الدناءة البشرية الواقعة منذ عقود في العراق لما كان عرضة للتهديد.
أعداؤه يعلمون جيدا ان لا مأخذ على تاريخه، فهو معارض لديكتاتورية النظام السابق، ولعل ذلك بالنسبة لهم مبعث لاشتعال اوار الكراهية على نحو اشد، فهو ليس بسهل المأخذ، ولا تطوعه او تروضه ملفات سابقة تحمل في طياتها مثلبة تروض شكيمته باتجاه ارتضاء دور التابع مقابل العفو عما سلف.
ايها السياسيون، إن لم تستطيعوا تحقيق احلام التحرر من الاستبداد، فعلى الاقل كفوا عن وئدها!! وعلى الاقل ايضا لانكم نتيجة ذلك التحرر، ولم تكونوا سببه مطلقا!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: المجاعة تخيّم على غزة رغم عودة مخابز للعمل.. وانتظار ل


.. مع مادورو أكثر | المحكمة الدولية لحقوق الإنسان تطالب برفع ال




.. أزمات عديدة يعيشها -الداخل الإسرائيلي- قد تُجبر نتنياهو على


.. وسط الحرب.. حفل زفاف جماعي بخيام النازحين في غزة




.. مظاهرة وسط تونس تدعو لإجلاء المهاجرين من دول جنوب الصحراء