الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دستور كردستان مشروع للانفصال ام نظرية للتقسيم

عبدالرزاق العبودي

2009 / 8 / 18
دراسات وابحاث قانونية


شهد العام 2003سلسلة من الاحداث المهمة والتي كان من ابرزها ماتعرض له العراق من اجتياح وتدمير للبنية التحيه والذي نتج عنه حدوث تغيير جذري ونقلة نوعية متميزة في نظام الحكم والحياة معا للعراقيين كافة
حيث كنا في التاسع من نيسان على موعد مع سقوط اعتى واشرس قلاع الدكتاتورية والتسلط ونظام الحكم الفردي وبداية مرحلة جديدة في حياة ابناء هذا البلد الذ ين تعرضوا لمختلف صنوف القهر والحرمان حيث كانوا وقودا لمجموعة من الحروب الكارثية التي اصطنعها نظام صدام مع جيرانه من العرب والمسلمين في مغامرات صبيانية طائشة أتت على الأخضر واليابس في الوقت الذي دفن النظام المقبور مئات الالوف من ابناء شعبنا في مقابر جماعية بسبب معارضتهم لمغامراته تلك.
لقد صبر ابناء شعبنا وتحملوا الكثير من الالام والمحن والويلات والكوارث بعد احتلال بلدهم من قبل قوات التحالف التي دخلت العراق بمظلة دوليه وتحت غطاء شرعي وباسناد عربي واضح للجميع من خلال التسهيلات التي منحتها كل من السعودية والكويت وقطر التي وفرت قواعد الامداد والتموين ومصر واليمن وبعض دول الخليج العربي التي امنت الطرق البحريه للسفن وحاملات الطائرات وكانت النتيجة تدمير كامل لكل مقومات الحياةفي بلدنا العزيز ومن ثم معاداة هذه الدول بمجموعها( واقصد العربية طبعا) لأي نظام للحكم يقوم في العراق بعد نظام صدام المجرم لاسباب طائفية ومذهبية مقيته على الرغم من انها عانت العديد من الويلات والمصائب ابان عهد النظام المقبور.
لقد كان لابد من هذه المقدمة المهمه لكي تكون شاهدا على مانقول لاسيما ونحن نتحدث عن المكاسب التي جنيناها من التغييرانف الذكر فها نحن نقترب من اجتياز السنة السابعة بعد التغيير قريبا وبلدنا لازال يراوح مكانه حيث لازلنا مثقلين بديون الاشقاء من دول الخليج بل ان بعضها وخصوصا السعوديه لازالت ترسل افواجا من الارهابيين محملين بفتاوى تكفيرية عفنة بهدف قتل المزيد من العراقيين هذا من جانب ومن جانب اخر فاننا لازلنا تحت البند السابع أي اننا نهدد الامن والسلام الدولي وتصر الشقيقة الكويت على بقائنا تحت طائلة هذا البند ولاتتنازل عن دينار واحد من تعويضات احتلال صدام لها رغم اننا لم نكن جزءا من المنظومة التي حاربتها اضافة الى ان الموما اليه قد لقي حتفه جزاءلاعماله وجرائمه المنكرة بحق شعبنا والشعوب الاخرى واخيرالازلنا نحلم بالكهرباء والماء ولكن دون جدوى.
لقد وددت ان اكون واضحا بمافيه الكفايه خصوصا بالنسبة لاخواننا في اقليم كردستان الذين اعنيهم طبعا حيث انهم من دمن ولحمنا ونحن كنا ولانزال نعيش معهم في وطن واحد تتنازعه الاطماع من كل جانب فلقد تقاسمنا معا الحلوة والمرة( كما يقول المثل الشعبي )ولكن المفاجأة الغير متوقعة اليوم تاتينا من اخوتنا هؤلاء الذين يحاولون ببعض التصرفات ان يديروا ظهورهم بعيدا عنا متنكرين لتلك الاخوة التي جمعتنا ايام المحن والشدائد كما يبدو ويتضح ذلك بشكل جلي من خلال قراءة متانية لدستور اقليم كردستان والذي تصيبنا الحيرة الدهشة لصدوره بهذا الأسلوب وبهذه الطريقة الغريبه ولكي نكون على بينة من الامر لكي يكون واضحا للعيان مانعني بكلامنا هذا فاننا سوف نتناول بعضا من الفقرات التي وردت في نص مشروع دستور اقليم كردستان- العراق المعد من قبل لجنة اعادة النظر - المجلس الوطني لكردستان- العراق بتاريخ 22-8-2006 م وكما يلي:-
ورد في الديباجه ((تاكد للجنة التحقيق لعصبة الامم بان كوردستان الجنوبيه المسماة فيما بعد بكوردستان العراق لم تكن جزءا من العراق العربي يوما من الايام)) ثم يقول بعد ذلك (( تم الحاق كوردستان بالعراق العربي لمقتضيات مصالح دوليه دونما استطلاع لراينا او استفتاء لارادتنا)).
ونحن نتسائل عن الهدف من هذا الكلام ومامغزاه وماهي الدوافع لطرحه في الوقت الراهن لاسيما والعراق يتعرض لهجمة شرعة تتكالب فيها اجندات مجموعة دول وفي مقدمتها بعض الدول العربيه بهدف تمزيقه وتفتيت وحدته الوطنيه ، اليس الاجدر بكم ان تحرصوا على ابداء قدر اكبر من المرونه واظهار نوع من الحرص والوطنيه بدلا من اثارة مثل هذه الامور التي عفا عليها الزمن والتي كانت جزءا من الماضي كما تقولون .
والان لنتناول فقرات الدستورولنبدأ بالماده 2 اولا حيث تقول(( تتكون كردستان – العراق من محافظة دهوك بحدودها الاداريه الحاليه ومحافظات كركوك والسليمانيه واربيل واقضية عقرة والشيخان وسنجار وتلكيف وقرقوش ونواحي زمار وبعشيقه واسكي كلك من محافظة نينوىوقضائي خانقين ومندلي من محافظة ديالى وقضاء بدره وناحية جصان من محافظة واسط )) فهل يجوز هذا وباي طريقة وباي حق يتم اقتطاع اجزاء من العراق وهي لم تكن في يوم من الايام كما قلتم جزءا من اقليم كردستان واضافتها هكذا وبدون مقدمات بعملية افتراضية باطله ونحن نتسائل ثانية هل ان هذا الامر هو مجرد تسطير كلام ام انه هراء او استعراض عضلات فهذه امور لايجوز السكوت عنها ثم باي حق تم هذا التقسيم هل هو لمجرد وجود اشخاص يتكلمون الكرديه ويسكنون في هذه المدينة او تلك ان مجرد الحديث عن هذا الموضوع وبهذا الشكل الاستفزازي هو خط احمر كما يقولون وهو يفرق الصفوف بدلا من ان يجمعها على الخير .
والان نذهب الى الماده 9 ثانيا وثالثا(( التي تنص على ان للاقليم الحق بعقد اتفاقيات مع حكومات اقاليم الدول الاجنبيه ومع الدول الاجنبيه نفسها ))اليس ماورد يعتبر خروجا واضحا على الدستور الاتحادي ومخالفة صريحه له فباي حق ترون ذلك ممكنا ثم اين الدولة الاتحاديه من هذا الامر.
ونذهب لما ورد في الماده17 ثانيا التي جاء فيها مايلي((الثروات الطبيعية والمياه السطحيه والجوفية والمعادن غير المستخرجه والمقالع والمناجم ثروة قوميه للاقليم وينظم استخراجها وادارتها وشروط التصرف بها بقانون يحفظ مصلحة الاجيال الحالية والمستقبيليه)) ونحن نختصر الكلام ونقول ان هذا هو الانفصال بعينه فهي دعوة للاستحواذ على مافي الاقليم ثم مطالبة المركز بحصة عادلة وزيادة بسبب المظلوميه من حصة العراق الاتحادي وفي نفس الوقت عدم اعطاء شيْ للمركز فماذا تسمون مثل هذا الكلام اليس هو خروج على المألوف ثم اليس هو التجني بعينه وانكار عراقية اقليم كردستان والانفراد به والاستحواذعلى ثرواته وخيراته ثم ما الداعي لهذا النفس الانتقائي في فقرات الدستور اعلاه.
والان لنترك هذه الامور جانبا ونطلعكم على ماورد في الماده 83 التي جاء فيها:-
يؤدي عضو البرلمان قبل المباشرة بمهامه اليمين الاتيه:-
(اقسم بالله العظيم ان احافظ على مصلحة شعب اقليم كوردستان ووحدته وكرامته وحقوق وحريات مواطنيه وان اقوم بمهام العضوية بصدق واخلاص)
بالله عليكم هل تشموا من خلال هذا القسم رائحة للعراق وشعبه ووحدته ام انها تجزئة مقيته وانفصال واضح وانفراد بالامور ونحن نتسائل هل ان اعضاء البرلمان الكردستاني يؤدون مثل هذا القسم لكي يحافظوا على مصلحة ابناء الاقليم دون غيرهم اليس الاجدر بكم ان تسعوا لوحدة العراق ارضا وشعبا وليس السعي لتفرقة الشعب بهذه الطريقه التي لاتليق بكم كاخوان نتقاسم معهم العيش على ارض هذا الوطن الذي اسمه العراق الاتحادي وسوف نتوقف عند هذا الحد لان اكثر الفقرات نشم منها رائحة انفراد بالرأي وابتعاد عن ابسط مقومات الاخوة التي تجمعنا معا في وطن واحد .
ان السكوت على مثل هذه الامور هو بمثابة خيانة للشعب والوطن لان العراق لم يكن في يوم من الايام ضيعة لمن هب ودب وليس هو من ممتلكات هذا الطرف او ذاك لكي يقتطع منها مايشاء ويوزع اراضيه وخيراته حسب اهوائه ومزاجه وتصوراته الخاطئة كغنائم , اننا في الوقت الذي ننبه فيه الى خطورة مثل هذه التصرفات غير المسؤولة فاننا نطالب الاخوة في اقليم كردستان باعادة النظر في هذا الدستور ووضع مصلحة العراق ووحدته الوطنية فو ق كل اعتبار ومنع كل من يحاول تفتيت الاخوة العربية الكرديه وقبر كل المحاولات المشبوهة لتفرقة وحدة الصف وايجاد الضغينة بين ابناء البلد الواحد واخيرا فانني اهمس في اذ1ن الجميع واقول كونوا منصفين وعادلين فانكم لم ولن تحصلوا على ماحصلتهم عليه من حقوق في العراق مقارنة مع أي بلد اخر توجد فيه جالية كرديه وتريثوا وفكروا كثيرا ورحم الله من عرف قدر نفسه واخيرا وليس اخرا نتمنى ان ات لايكون دستور اقليم كردستان خطوة الى الوراء وان لايفسر بانه مشروع للانفصال او نظرية للتقسيم كما يبدو للوهلة الاولى او كما يفهم من محتوياته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العربية ترصد معاناة النازحين السودانيين في مخيمات أدرى شرق ت


.. أطفال يتظاهرون في جامعة سيدني بأستراليا ويدعون لانتفاضة شعبي




.. هيومن رايتس ووتش تدين تصاعد القمع ضد السوريين في لبنان


.. طلاب في جامعة كاليفورنيا يتظاهرون دعمًا للفلسطينيين.. شاهد م




.. بعد تطويق قوات الدعم السريع لها.. الأمم المتحدة تحذر من أي ه