الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مغاربة الداخل أولا ، و أخيرا..

منير الغيواني

2009 / 8 / 18
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة




عوض أن تُسخر كامل الجهود في بلدنا المغرب ،لوضع أسس الدولة التي تُعامل الإنسان فيها كمواطن،تحترمه و تحفظ كرامته و تحميه..و بدل أن يعكف من في يدهم القرار، على إيجاد الحلول الحقيقية لمشاكل المغاربة – مغاربة الداخل - اليومية المعروفة،كالفقر و الغلاء،و اللاشغل و تدني القدرة الشرائية و صعوبة التداوي و التطبيب والطرق و النقل و السكن و الرشوة و التعليم و الإعلام و التزوير ...و جميع الأساسيات،التي يحتاجها المغربي،ليتمتع بحياة تتوفر فيها شروط المعيشة اللائقة

بدل ذلك يستمر التتمادى في صب الماء في الرمل ، و إخفاء الشمس بالغربال ،حينما تتعمد العقلية الحاكمة،عند كل صيف ،توجيه أنظار العموم إلى شريحة المغاربة الهاربة من بلدها نحو " لهيه "،نتيجة واقع متدهور سياسيا و أخلاقيا و فكريا و إقتصاديا،أفرزته سياسات معلومة..

أصحاب هذه العقلية يحاولون مفضوحين،إظهار الإهتمام الكبير و الرعاية الفائقة بمغاربة الخارج،عبر الحملات الإعلامية أو بإبداع أعياد كاليوم الوطني للمهاجر،أو بإحداث مجالس و تمثيليات كالمجلس العلمي و المجلس الأعلى للجالية المغربية..

لكن و رغم ذلك كله،تبقى الحقيقة التي لا تُحجب،و التي يراها كل متمتع بفكر حرٍّ،هي أنه إن كان هنالك من إهتمام صادق،و رعاية مستمرة،و إلتفاتات حقيقية،فمن المفروض أن يستفيد منها مغاربة الداخل،هم الأَولى بها و هم من يستحقونها..أما "إخواننا" مغاربة الخارج،فأكبر خير يقدم لهم هو إصلاح المغرب و تحسين ظروف عيش أهاليهم بداخله، فمغاربة الخارج في غنى عن أي مساعدة تفضيلية ،كونهم يستفيدون بما أثمرته تضحيات و نظالات المجتمعات المتحضرة ..بعد أن وجدوا عند الدول الحرة المتقدمة،جزءا مما حرموا منه في مغربهم .

إن "جاليتهم مغربية المقيمة بالخارج" هي بمثابة المرآة صافية التي تبرز بجلاء،الوجه الآخر المسكوت عنه،لمغرب تجهض فيه أحلام الشباب و تواجه فيه الطبقة المسحوقة المحن.حيث لا رؤى ولا إستراتيجيات و لا مبادرات، - ومن ورائها إرادة سياسية حقيقية- تبث الثقة في النفوس،و تخفيف من ثقل الأوضاع.

لعل بذلك يستغني الناس،عن التفكير في ركوب مغامرات الحريك السري ،و القانوني أو ما يعرف بالهجرة الشرعية.

فمن طبيعة بني البشر،أنهم لا يهجرون الوسط الذي تتوفر فيه راحتهم المادية و النفسية... ، بل يفرون بالفيزا،بالتعشار ،بالحريكَ،بلفلوكات....، من الأجواء و الظروف الغائبة عنها شروط الحياة الكريمة

وهذا ما ينطبق على مغربنا للأسف, حيث الخطاب المروج يحاول إيهام و مغالطة العام و الخاص،بأن العهد عهد جديد عنوانه الديمقراطية و حقوق الإنسان و التنمية...و هو خطاب يظل مهزوزا ،تدحضه حقيقة الواقع،الذي تحياه طبقات المجتمع الشعبية،ذات الرغبات الجامحة في البحث عن مستوى عيش مقبول،حيث لا يجد أفرادها من بدائل و حلول،سوى التفكير في الحريك و الفرار إلى الضفف المقابلة،وهذا ما يلمس لمسا عند فئة الشباب و الشابات بشكل خاص..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح