الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرؤية الأوبامية ليست حلم يقظة لرئيس أميركي

اديب طالب

2009 / 8 / 19
العولمة وتطورات العالم المعاصر


الإسرائيليون يرون أن الرؤية الأوبامية للسلام، ليست أكثر من حلم يقظة لرئيس أميركي "غر" من أصول افريقية أسرته الأساطير!! الإسرائيليون يرون الرؤية، ساذجة وفاشلة ودون مؤهلات، وتفتقد ثلاثة عناصر هي أساس النجاح، الأول الخطة، الثاني إطار العمل، الثالث الجدول الزمني. إسرائيل ترى أن السلام الأوبامي وهم غير قابل للتحقق وليس لانه كذلك بالفعل، وانما لأنها هي لا تريد السلام أصلاً، ولا تقبل أي حديث جدي عنه، بدليل أنها تريد "التطبيع" في مقابل عدوانها المتكرر على أرض العرب وشعوبهم وقبائلهم منذ واحد وستين عاماً.
الرافضون للتغيير الأوبامي، بل للتغيير بكل أشكاله الجدية، يتحايلون عليه باسم المبادئ والعقائد. الإمارة في غزة يجب أن تبقى إمارة "إسلامية" وتمد أذرعها الى رام الله لتقيم في رام الله حكم الله. "الدولة الصغرى" ضمن الدولة، وأحياناً فوقها، في لبنان، يجب أن تبقى مسلحة بصواريخ تمنع العدو الإسرائيلي من اختراق الأجواء اللبنانية وعلى علو عشرة كيلومترات، ويجب أيضاً ان تبقى وتتعاظم لتبقى وتتحكم بقرار السلم والحرب في بلد الأرز، وبوحي خامنيئي نجادي، يحدد الزمان والمكان والطرائق ونوع الأسلحة في ذلك القرار "البسيط".
المتشددون الحاكمون في طهران، لا يريدون الحوار باعتباره مدخل التغيير الأوبامي، ولا يريدون التغيير أصلاً، لانه يفقدهم الورقة الفلسطينية التي تبيض لهم بيضاً ذهبياً، يحضنه نجاد في الرؤوس الحامية، يجرها وراءه لإزالة إسرائيل من الوجود. ولا يريدون التغيير لانه يضعف مخططاتهم للهيمنة الإقليمية خارج إيران، ويضعف مخططاتهم لقهر الإصلاحيين داخل إيران. والحجة في هذا العبث كله هي "السلاح النووي"، البعبع في وجه المحيط الإقليمي، ورمز العزة والتفوق قومياً ووطنياً ودينياً.
ثمة خطة وثمة إطار وثمة جدول زمني للرؤية الأوبامية للسلام في الشرق الأوسط الكبير.
الرئيس الأميركي باراك حسين أوباما، قام بزيارة الشرق الأوسط، وذلك قبل أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة الأميركية بأربعة أشهر. وعندما قابل أوباما الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، وعده ببذل أقصى جهد ممكن للوصول الى سلام مع إسرائيل، يرتكز على دولة فلسطينية شرعية قابلة للحياة وواعدة الى جانب دولة إسرائيل. وأكد أوباما لأبي مازن أن الجهود الأميركية من أجل ذلك، لن تنتظر حتى نهاية العهد الأوبامي الثاني، ولن يفعلها كذلك، كما فعلها الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش!!
وبحسب قول هآرتس 9/8/2009 "جاء المبتدئ الغر، أوباما مع إدارة جديدة وحماس سياسي مختلف"، نحن غير موافقين على القول الصهيوني، وتولي الرئيس الأميركي السلطة في بلاده، ولم يمض اسبوع على ذاك التولي، حتى وفى أوباما بما هو ممكن من وعده، إذ كلف السيد جورج ميتشل المشهود له بالنجاح، استطلاع فرص التسوية على كافة المسارات، عبر قراءة متمعنة لما يدور في رؤوس قادة المنطقة، وقياس مدى جدية مدنها في موضوع السلام وحقيقة الرغبة فيه ان وجدت، وحجم العرقلة له وطرائق هذه العرقلة. الرئيس السوري بشار الأسد قال لميتشل في المرتين اللتين التقاه بهما، وبشكل صريح، قال انه مع سلام شامل بين الدولة العبرية والسوريين واللبنانيين والفلسطينيين.
العقبة الكأداء كانت في عقل العدواني العنصري رئيس وزراء إسرائيل المجرم بنيامين نتنياهو، وفي اقتناعه باستمرار إسرائيل في عدوانها الاحتلالي، وفي رفضها المطلق لمبدأ الأرض قبالة السلام المرتكز الى قرارات مجلس الأمن الدولي، وقرارات الأمم المتحدة، والتركيز دوماً على القرار 242، المقر من كل عواصم النزاع. وتبين للسيد ميتشل أن ما توافق عليه إسرائيل هو دولة فلسطينية غير قابلة للحياة، وسلام سوري إسرائيلي بدون عودة الجولان، أما لبنان فلا بد من تخريبه وعلى أنقاض التخريب نزرع غصن زيتون يابسا!!.
تلقت الرؤية الأوبامية للسلام عدة مواقف، لم تفت من عضدها وأهم هذه المواقف هو ما يلي: أولاً إصرار إسرائيل على بقاء ونمو "المستوطنات" وتقطيع أوصال الدولة الفلسطينية قبل قيامها. ثانياً لا حديث عن التطبيع، قبل ايقاف الاستيطان وقبل الشروع بالتفاوض وركيزته الرئيسة قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة هكذا اجمع العرب، وهذا أصح التفاسير لمبادرتهم السعودية العربية. وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وضع العربة خلف الحصان، عندما أصر على أصح التفاسير تلك. الأمير السعودي لفت السيد أوباما الى أن "التطبيع" نتيجة ولن يكون سبباً. التصحيح السعودي كان ضرورياً لتسير عربة السلام الأوبامية الى الأمام.
في سبتمبر أيلول الآتي، سيقدم الرئيس الأميركي مشروعه للسلام، مع مبادئ تفصيلية، ومع خطة وجدول زمني، وعلى الرافضين وعلى المعرقلين وعلى كارهي التغيير ظناً منهم أن هذا الكره سيبقي إمارتهم ودويلاتهم كما يتوهمون. وأن الافضل هو ركوب القطار الأوبامي للسلام، أما دولة العدوان الإسرائيلي فكفيل بها السيد أوباما ورؤيته ومخططاته، وفي حال عجزه عن ذلك، فان ما قالته هآرتس 9/8/2009 "جاء "المبتدئ الغر أوباما مع إدارة جديدة وحماس سياسي مختلف"، يصبح كلاماً معقولاً. ما نتمناه ألا يعجز السيد أوباما، وليس لنا غير التمني.
() كاتب سوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن