الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسرار جنسية: السر الحادي عشر(سيسي)

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2009 / 8 / 18
الادب والفن


لتعرف مدى قبح العصفور ..قم بتجزئته...


دخل "أيهم "الغرفة بثقة ، وجلس كقائد منتصر ،ثم سألني : ما الذي تحبين معرفته بالضبط ، أليس غريبا أن تسأليني لم ذهبت إلى بيت دعارة ...أكيد لم أذهب لأصلي ...أم تراك تريدين تحليل الأسباب التي دفعتني إلى ما تسمونه "عيب "...
استيقظي يا دكتورة ، فحتى زوجك –إن كنت متزوجة- لن يفوّت فرصة كهذه ...هذه طبيعة الرجال ، و أنا كما ترين رجل ، و بشوارب...

-لست هنا لأحاسبك ،بل لتساعدني ..قالوا لي أنك كنت تذهب إلى ذلك المكان من أجل "سيسي"، و أود أن أسألك عنها ، فربما نستطيع مساعدتها في التخلص من الورطة...
تغيرت ملامح "أيهم " ، و بلهجة أخرى قال لي :هل حقا ستساعدينها؟! سيسي ليست سيئة ، سيسي ملاك حقيقي ..

ثم شرب كأس ماء على الطاولة ،و وقف وهو يمسك الكأس بيده ...نظر إليّ بعينيه الطفلتين ،و رمى الكأس على الأرض، فتحول إلى شظايا زجاجيّة ....
دخل الشرطي و أخرجه بعنف...قال لي و هو يغادر :
-هل يكلف أحد نفسه عناء إعادة لصق الزجاج ، و لمّه...سيسي فعلت ،فأنا كنت كهذه الكأس يا دكتورة....

سيسي لم تسكت لحظة واحدة منذ جلست معي ،كانت تحكي و تسرد كمن يزيح عن كاهله هما عظيما:
-لا أعرف شيئا عن زواج المسيار ..سوى أن أمي تزوجت أبي بموجبه ..لا أعرف شيئا عن أبي سوى أنه أورثني عينين عسليتين،وبشرة سمراء ...
أما أمي التي كانت كدمية الباربي فلقد سافرت إلى أحدهم في بلد لا أعرفه بتشريع من نوع آخر يسمى زواج المتعة..وتركتني عند جدتي ...
لم أكن طفلة يوما ..علمتني جدتي كيف أكون عجوزا ،أفكر كالمعمرين ، أتكلم مثلهم ،و أنتظر الموت يوما بعد الآخر ...
بعد وفاتها بقيت وحيدة ...ثم جاء ابن خالي"جهاد" ليطالب بالورثة التي كنت كأنثى وحيدة جزءا منها...
سكنت مع ابن خالي و زوجته و ولديه قرابة الشهر قبل أن يبدأ جهاد زحفه الليلي على جسدي الأعزل ...
أتستطيعين إخباري ما الذي تستطيع فتاة في السادسة عشر من عمرها فعله ؟!

دخولي ذلك البيت لم يكن صدفة ...أنا اخترت هذه الطريق، فلقد تعدت خسائري حد الممنوع ...
الجنس مرخص له كالكذب تماما ... نفسهم هؤلاء الذين يأتون إلينا يشرعوّن عملنا و يكرهون الزنا!!
لن أضيع وقتك لأحكي لك كم من الفتاوى أصدرت على فخذيّ، و كم بوركت من قبل رجال يفتخرون بإيمانهم ، على اختلاف أديانهم!!
هم يستحقون أن أكذب عليهم كل يوم ، و أعيش على حسابهم ...
-حدثيني عن "أيهم"...
-هذا هو الرجل الوحيد الذي لم أكذب عليه ، أتعلمين لم ؟! لأنه ضل طريقه عندما جاء إلينا ،و هو الوحيد الذي جعلني أحس أنني إنسانة ...صدقي أولا تصدقي في مراته الأولى أيهم لم يمسني قط ،لدرجة أنني شككت برجولته ...
سألته يوما :لم تأتي إلى هنا إذا؟! فأجابني أنه يحتاج إلى من يسمعه دون أن يسخفه ، أو يضحك عليه...
أمضيت ليال و أنا أسمعه ، ولم أجد كلمة واحدة سخيفة في قاموسه!!ربما هذا هو الحب يا دكتورة ...
تنهدت سيسي كمن أتعبته كثرة الكلام، ثم صمتت ...

عندما تزوجني أبو أيهم كنت شيوعية الأفكار و الأقوال...لم تتحول صفتي تلك إلى عار عليه إلى أن أعلنتها...
فهذه المعاصي التي ابتليت بها كان من الواجب سترها ، و انتمائي إلى الحزب الشيوعي كارثة تحرق جمالي ، زواجي ..و أمومتي...
بعد طلاقي بعامين ، تزوجت "هيثم" رجل حقيقي يمنح القوة لا الضعف ، و لكنني دفعت الضريبة .. ألغى القانون حضانة أيهم من قبل أمه المجرمة التي تزوجت..!! و فوق هذا أخذه أبوه معه عندما غادر القطر للعمل في الخليج...
عادوا منذ عدة أشهر ،لا تستطيعين تخيّل كم كنت فرحة برؤيته مجددا، انتظرته تحت بيتهم لألقاه ،و أحدثه و أضمه ...فدفعني عنه صارخا : لا أم لي ، عودي إلى زوجك و حزبك...
هيثم الذي كان يراقب أيهم مؤخرا هو من أخبرني بزياراته لبيت الدعارة ... اتصلت بأبيه و أخبرته ..فأجابني: الولد ..رجل كوالده ...و أقفل الخط في وجهي ...
بعد أن أخبرني هيثم عن علاقة أيهم الوثيقة بإحدى المومسات في ذلك البيت..فكرت كثيرا قبل أن أمسك سماعة الهاتف ،و أبلغ الشرطة ، علّي أنقذ ابني من ضياع و أمراض...

أتعلمين الأمومة قد تمزق ،وقد تذل أيضا...

يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البناء السردي
نائل الزامل ( 2009 / 8 / 17 - 23:54 )
لقد شدني فعلا بناء القصة السردي على ما تحمله من معاني تقترب من الواقع اكثر مما تحملة من متخيل تمطيطي الا ان الجو العام داخل الاطار مازال يتشضى داخل تحطم الام الذي بدى قاسيا كردة فعل تجاه الحيرة المدوية امام قانون الاحوال الشخصية العراقي مازلت انتظر المزيد مع فائق تحياتي
نائل الزامل


2 - براءة الفكرة
نور ( 2009 / 8 / 18 - 17:24 )
سوء فهم الناس للفكرة أوسوء استخدامها لا يعني أبدا أن الفكرة خاطئة
تحياتي للدكتورة لمى

اخر الافلام

.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج


.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث عن أسباب نجاح شخصية دانيال في ل




.. فيلم ولاد رزق 3 بطولة أحمد عز يقفز لـ 193 مليون جنيه منذ طرح