الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاصلاح في سورية بين النيات الطيبة و الاحلام المحلقة

بهية مارديني

2004 / 5 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


القطار بطيء مع بعض النكسات ولكن التقدم ملموس
بهية مارديني من دمشق
دخل الرئيس السوري بشار الاسد الى الحياة العامة والسياسية للبلاد عبر وعود الاصلاح وقيادته انذاك لحملة مكافحة الفساد التي اطاحت بحكومة رئيس الوزراء السوري الاسبق محمود الزعبي الذي انتحر كما انها اودت بوزراء ومسؤولين الى السجون .
كانت تلك النقطة حاسمة جدا فالسوريون يتبرمون بكبار قادة الفساد ولايعلمون لمن يشتكون فكانوا كما يقول المثل السوري "بالع الموس على الحدين".
وبعد وفاة الرئيس حافظ الاسد تسلم نجله بشار السلطة وعلق السوريون امالا كبيرة على الرئيس الشاب لدفع البلاد دفعة قوية الى الامام .
وقد تعززت هذه الامال بعد سماع السوريين لمنطق الرئيس بعد ادائه القسم الدستوري في بداية حكمه اذ انه جدد التزامه بالاصلاح واعطاء كل ذي كفاءة حقها وموقعه المناسب وحذر من الانتهازيين وبدا وكأن السوريين بدأوا بالفعل مرحلة جديدة ستكون حافلة بكل جديد.
كما بدأ العالم يتحدث عن ربيع دمشق حيث ازدهرت المنتديات في طول البلاد وعرضها حيث كان الناس يجتمعون ليتداولوا في الشأن العام سواء السياسي اوالاقتصادي او الثقافي .. في حراك غاب عن المجتمع السوري لفترة نتيجة لظروف اعتبرها البعض موضوعية فيما أكد البعض انها محض داخلية .
ولن ينسى السوريون بسهولة حرية الكلام والمناقشات الحامية التي كانت تدور في تلك المنتديات ولكن يبدو ان صبر السلطات الأمنية التي لم تعتد على مثل هذه الأجواء نفذ بسرعة اذ سرعان ما تحول الامر الى عكسه وبتهمة التآمر على البلاد وبث التفرقة قبض على بعضهم كما صدرت أوامر بإغلاق معظم المنتديات تقريبا و سلم من الإغلاق منتدى جمال الاتاسي .
ويؤكد متابعون للشأن السوري ان دعاة المجتمع المدني وحقوق الإنسان وحتى الباحثين عن دور ومكان قرأوا رسالة الرئيس الأسد بصورة خاطئة جدا فالبعض اعتقد ان كلام الأسد عن الفساد وضرورة الإصلاح وكأنه قلب للدفة وتوجيه للسفينة بالاتجاه المعاكس متناسين أو متجاهلين ربما مدفوعين بامال او أحلام طوباوية ان الأسد صرح أن هناك ثلاثة أمور في سورية لن نسمح بأن تمس هي الوحدة الوطنية وحزب البعث العربي الاشتراكي وتراث الرئيس حافظ الأسد.
وكم كانت بليغة تلك الرسالة لمن يريد أن يقرأ ولكن يبدو أن كثر اختاروا أن لا يقرأ الرسالة فحصل ماحصل في ميدان نشطاء حقوق الانسان والمجتمع المدني .
وبدا لوهلة ان الإصلاح توقف ولكن الاسد اخرج أوراقا أخرى فغيّر حكومة ميرو وكلف عطري ورفع شعار الاصلاح الاداري وبدأ يعتمد على الكفاءات الشابة واعطيت قضية ا صلاح جهاز الدولة
اهمية استثنائية .
وكانت الخطوة الجريئة من الاسد انه امر بفصل التعيينات الحكومية عن حزب البعث الحاكم الذي تنص المادة الثامنة من الدستور السوري انه قائد للدولة والمجتمع ،وهكذا اصبح من السهل على غير البعثيين من اصحاب الكفاءات الوصول الى مناصب هامة كالوزارة او مدراء عامين وان اقتصرت بعض المناسب الهامة والحساسة على البعثيين ولكن التقدم الذي حصل ويتوقع ان يحصل بشكل اكبر يعتبر خطوة مهمة .
ولكن جاءت احداث العراق لتصب الماء على نار الاصلاح وانشغل الجميع بالتداعيات خصوصا بعد تصاعد لهجة التهديد والوعيد الاميركية ضد سورية ، وقد ساهم هذا الامر في نوم عملية الاصلاح دون ان تموت حيث كانت حزمة واسعة من المراسيم والقرارات قد صدرت كما تم تفعيل قانون الاستثمار ولكن كل هذا لم يكن كافيا وطبعا لم تكن الامور السياسية هي العائق الاول أمام الاصلاح اذا كانت هناك قوى ممانعة لها مصلحة في عدم وجود اصلاح لانها مستفيدة من جو الفساد واثرت بطريقة غير مشروعة وعبر صفقات ليست نظيفة تماما وحتى الان يبدو اثر هؤلاء قويا ويتبدى واضحا في تصريحات الرئيس الذي تحدث عن بطء الاصلاح بسبب قصور في الاشخاص الذين تنطحوا للمهمة ويبدو اقرار الرئيس الأسد بهذا الامر نابع من واقع لمسه وعايشه.
الثابت ان قطار الاصلاح انطلق في سورية ببطء ام بسرعة هذه مسألة اخرى ولكن الخبر الجيد ان قوى الاصلاح تركز وجودها وتعزز نفوذها وتثبت انها قادرة على التحرك رغم كل شيء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف