الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على صفحة الطريق

شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)

2009 / 8 / 20
الادب والفن


كنتُ كمن يطفئ حياةً لم يعِشها ،
أهيم على وجهي في محطات السفر
لأكتب الأحداث على صفحة الطريق .
وكانت تُبْرِق : اكتبني على فقراتٍ
ولا تُمجّد الحكاية بالقدْر الذي يجعلك نبياً ،
ويحيلني لعابرةِ سبيلٍ ألقت بحملها على كتفيك
وارتحلت نحو البداية .
أهاتفها بحثاً عن وهجٍ أرثيه في رحلة العدم .
فيرنّ في صوتها وجعي المقدس قائلا :
أما عدتَ تبكي على سفح الرحيل،
فجئت ترثي في أوج الخراب أطلالي ؟
أُسِرُّ لنفسي : هذا الغريبُ أراه كقط الموائد
يتقافز جذلاً ببعض الفتاتِ
يكتب بطولةً لم يحققها ،
يحكي تاريخا ليس له ،
ويروي حكايةً طويلة عن الحب الذي كان .
أبتسم سخريةً وأُرجئ البكاء
حتى يصير الخيال شيئا من حقيقة ،
وأدرك ما خلف السور من حياة .
وأقول لها : إنّي إذا ما توّهجـتُ روحاً
فاعلمي أنّي لم أزل
أجيد صوغ الكلام وخلق الكناية .
وأدرك أني الآن غريبٌ
يقبع خلف الظلال بلا أصدقاء
يقاوم حظه العاثر ،
هادئاً تارة كأغنيةٍ حالمة ،
صاخباً أخرى كموكب زفافٍ
لم يدرك صاحباه النهاية .
يوجعها الكلام ودمعها يبوح :
لا تلمني ، جعلتَني حمامةً بيضاء
أجبرت أن تكون رمزا للسلام
قبل أن تخلق لها أجنحة
لتدافع عن حقها في الهجرة .
مضيتَ وتركتني كبيتٍ باعه أصحابه
فكان للجدران أن تعتاد وجوهاً أخرى ،
وطلاءً جديدًا كرّس فيها مبادئ الشجن.

أدركتُ أن البناء الذي كان قد صار خراباً ،
و أن البيع الذي لم أنتظره قد ارتُكِبْ ،
وأن الربيع الذي توّسمته أضحى خريفاً طويلاً ،
وأن الأقحوان الذي تركته مغمضاً قد تَفَتّح
وعرف الطريقَ لخاصرتي ،
وهديتها قبل الوداع كانت معزوفةً
من تاريخي الثلجي.
لوحةً رسمتْني بها صياداً
يحفر دائرةً في الثلج عند مجرى النهر
يبحث عن محارةٍ مستحيلةٍ هناك ،
فكان له شقاء الانتظار بلا نهاية ،
ولها السفر في مدن الضباب
بحثاً عن بداية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان