الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفكرة المقلوبة عند العزيز شامل عن التطورالاجتماعي وعوائقه !

جمال محمد تقي

2009 / 8 / 19
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية



هل الفكر الديني ينتج نمط اجتماعي اقتصادي وبالتالي ثقافي ام العكس ؟
عند الزميل شامل نعم الفكر الديني هو الذي ينتج نمط اجتماعي اقتصادي ، وعليه فهو يصل الى نتيجة تقول ان الفكر الاسلامي هو الذي يعيد انتاج الحالة الاجتماعية الاقتصادية التي نعيشها !
ثم يبني على معادلته المقلوبة هذه استنتاجا يقول ان تنحية الاسلام عن الدولة والمجتمع تماما سيجعل مجتمعاتنا متطورة ومتجاوزة لتخلفها ومنتجة للحداثة !
لكن عند علماء الاجتماع الذين ذكرهم وتحديدا عند كارل ماركس فان الانماط الاجتماعية الاقتصادية هي التي تشكل الوعي الذي يناسبها او تحور ما ترثه ليلائم متغيراتها بما في ذلك شكل التصورات الدينية !
رغم تاكيدهم على ان الدين يستغل طبقيا واجتماعيا لخدمة الارستقراطيات الحاكمة وهو بالتالي سيكون مصدر من المصادر التي تأمن القهر الطبقي القائم !
ماهي محركات الحروب الصليبية ؟ هل ان الفكر الصليبي هو الذي حرك الحملات العسكرية لغزو بلاد المسلمين ام ان الاقطاع الاوروبي كان الدافع الحقيقي الذي اطلقها مستخدما الصليب كغطاء لاطماعه التوسعية الاستكشافية للاستيطان والاثراء ؟
الاسلام اصلح ما كان قائما ولم يغيره جذريا اي بمعنى انه لم ياتي بنظام اقتصادي اجتماعي جديد ، نظام طبقي جديد ، وهو بذلك لم يشذ عن المسيحية واليهودية فهو مثلا لم يلغي نظام العبيد وتملكهم ، لا بنص قرأني ولا هم يحزنون ، انه حرم الربى ، وحرم الميسر ـ القمارـ وحرم شرب الخمر واكل لحم الخنزير ـ كما فعل اليهود من قبله ـ وحرم اكل الفطائس والدم ، اي انه شرع ما يجعل المسلمين على مستوى اجتماعي واخلاقي وصحي ايجابي وقتها ، وحرم عمليات وئد البنات التي كانت سائدة عند قبائل العرب قبل الاسلام ، ونظم ووحد اشكال الزواج القائمة وقتها ـ الاستبضاع ، زواج المقت ، زواج المتعة ـ وجعل الصلوات خمس موزعة ليكون المسلمين على جهوزية لمواجهة المخاطر المحدقة بهم ، انه نظم حياة المسلمين وجعلهم اكثرقوة وتماسك ، لكنه لم ياتي لتصفية القبلية مثلا كنظام اجتماعي متكامل ودوار حول نفسه ، والذي ظل يرافقه وعلى طول الخط حتى وقتنا الحاضر وبنفس الاطر الاقتصادية الاجتماعية القائمة ، نمط اقتصادي اجتماعي بدائي تنطبق عليه دراسات دورات العمران البشري لمؤسس علم الاجتماع الاول ابن خلدون ـ البداوة والحضر ـ !
لقد وحد الاسلام جزيرة العرب بنظام سياسي ايديولوجي واحد ثم انداح للتوسع ناشرا ايديولوجيته بالقوة في ظل الضعف الشامل لامبراطوريتي ساسان وبيزنطة !
اي ان الاسلام لم ياتي من فراغ وانما انتجته جملة الظروف الاجتماعية الاقتصادية الثقافية التي كانت سائدة والتي وصلت الى مرحلة تتطلب تغيير فوقي ينسجم مع التراكمات النوعية التحتية الحاصلة ، فالاسلام بنظامه الضريبي الاول المخصص لبيت المال ـ الزكاة والصدقات والجزية ـ وضع نهجا اصلاحيا لقيام دولة تحاول التخفيف من حدة التمايزات الطبقية التي كانت قائمة ، لكنها لم تمس جوهرها ، بدلالة بقاء نفس الامتيازات التي كان يتمتع بها ابو سفيان مثلا ـ من دخل الكعبة فهو آمن ومن دخل دار ابوسفيان فهو آمن ايضا ـ اما بعد الفتوح فكان هناك اضطراب ضريبي سببه غياب القواعد المنظمة له والتي حاول الخليفة الثاني عمر ابن الخطاب وبزهد ظاهر مراوسته ليكون خلطة بين ما كان سائدا قبل الفتح وبين نزعة التيسير الاخلاقية التي اتخذها الاسلام كراية لانتشاره الاول ، فكانت الضرائب وتحديدا خراج الارض المزروعة والبساتين والدواب يمكن احتمالها في بدايتها لكنها تضاعفت بعد ان عادت نفس الارستقراطيات العربية للحكم مجددا وبدون اي نزعة اخلاقية هذه المرة ـ حكم الدولة الاموية ومقدماته التي تاكدت في عهد الخليفة عثمان بن عفان ، وتواصلها بل تكاثفها في حكم العباسيين ـ حتى لم تعد هناك فروقا جوهرية بين النظام الضريبي الذي كانت تسير عليه الامبراطوريات الساسانية والبيزنطية وبين نظام الامبراطورية الاسلامية واحيانا تجاوزتها عسفا وهذا ما جعل الانهيار قادم لا محال ، عليه كانت الثورات الاجتماعية والاضطرابات مستمرة في الامصار الاسلامية والتي لم تنقطع طوال التاريخ وهي في جوهرها ثورات ضد التعسف الضريبي القائم واغلبها كان ينادي بشعارات الرحمة والعدالة التي جاء بها القرآن نفسه ، وبعضها كان يرفع شعارات ايديولوجية نابعة من تراثه القديم ـ كالبابكية المستندة للديانة الزرادشتية ـ وما الثورات الداخلية الاولى ـ ثورات ال علي والزبير ـ الا تعبير عن صراعات على السلطة بشعارات اصلاحية تحمل ارث الصراع القبلي القديم بين افخاذ قريش ذاتها والتي لم تكن الاثار الطبقية فيه غائبة ، فالاسلام جاء بحلف قبلي يقوده بني هاشم وبشعارات اصلاحية معروفة لكن بني امية وارستقراطيتها المتمرسة عادت لتخطف الحكم ثانية وباسم الاسلام نفسه حيث جرى التخلي عن محاصات الحالف وتفردت بالحكم ، وراحت تجابه اي معارضة لها بالحديد والنار ، اما في الفترات المتاخرة فكانت ثورات الزنج والقرامطة وثورات الامصارعموما هي تعبير كبيرعن عمق الاستغلال الطبقي الذي كان سائدا وساهمت هذه الثورات بنخر امبراطورية الخلافة وسقوطها تماما وتجزؤها لاحقا على اثر الغزوات المغولية والتترية لنشهد حقبة جديدة هي سيطرة القبائل غير العربية على الحكم بايديولوجية الاسلام نفسه ، اي اصبح الاسلام مجرد راية يستخدمها كل قادم للحكم لا غير . .
من هذا السرد نتوصل الى ان الدين الاسلامي اصبح كالقماش المنسوج بنقشاته المعروفة والذي صارت تفصله طبقات الحكم والمعارضة على مقاساتها ، وبما تمليه عليها مصالحها الاجتماعية الاقتصادية التي نجملها عادة بالطبقية ، حتى القرامطة الذين يعتبرون تاريخيا اعمق الحركات المعارضة فكرا وممارسة بحيث لقبهم البعض بشيوعيو الاسلام وهم الذين اقاموا نظاما لا يمت بصلة لا لقريش ولا لتحالف قبائلها واقاموا حكما مشاعيا متقدما بديمقراطيته على جمهورية افلاطون ، حكما خالي من نظام السادة والعبيد ، حكما المرأة فيه على قدم المساواة مع الرجل ، حتى هؤلاء رقعوا نسيجهم بقطع من قماشة الاسلام لانهم وجدوا فيه ما يلائم تطلعاتهم تاويلا وقياسا ، وليس نقلا ونصا !
بهذه العناوين ، الاسلام كنظام دولة انتهى منذ نهاية الخلافة الاولى ، وما صار بعدها هو حكم امبراطوري لا يختلف عن الامبراطوريات الاخرى في التاريخ ـ واليات العلاقة بين المركز والاطراف فيها ـ والتي كانت هي ايضا بايديولوجيات اخرى !
ان ظهور المذاهب الاسلامية الرسمية وغير الرسمية هو تعبير صارخ على مدى انفصال الدين الاول اي القرآن والحديث والسيرة عن مسارات الدولة الامبراطورية ، والتي كان لها شيوعا وتنوعا ، فالحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي والايباضي والزيدي والجعفري ، كانت بمثابة تكييفات للتنفس الايديولوجي الذي اصبح عسيرا كلما ترامت رقعة الامبراطورية وتنوعت مشكلاتها !

الدولة في مجتمعاتنا تتمتع بخصوصيات تتفوق نوعيا على خصوصيات الدين عندنا وعلى تاثيره على التجاذبات والصراعات الاجتماعية وبالتالي على وجهتها ، فتاريخ الدولة في مجتمعاتنا تاريخ سحيق يمتد الى اكثر من ثلاثة الالف سنة قبل الميلاد اي الى اكثر من ضعف الفترة الزمنية للاسلام وظهوره وهي دول امتازت بمركزيتها الشديدة قامت في الحضارات النهرية ، انها المسؤولة عن تنظيم الري وبالتالي على الحياة والموت لنمط المعيشة السائد ـ بناء السدود لمنع الفيضان ، رفع مستويات المياه للري والشرب ، اضافة الى وظائفها التقليدية ، الدولة عندنا مالك شامل للارض ، وكتكوين سياسي عسكري فائق الهيمنة ، انتج في الواقع الاجتماعي وفي وعيه مسألة قد تكون غائبة عن الكثير من علماء وباحثي علم الاجتماع الاكاديميين الممارسين العرب ، لكننا نجدها حاضرة جدا في البحوث اليسارية العربية وبمتانة عالية ، ولكن المشكلة في كونها محاصرة ولا يتاح لها الانتشار، بل هي تحارب من قبل الرقابة التي تخشى من سيادة العقل النقدي الذي سيكون محفزا للثورة الاجتماعية والسياسية ، انها مسالة ملكية الدولة لكل شيء في مجتمعاتنا !
بعد ظهور الراسمالية في منطقتنا لعبت الدولة الدور الحاسم في حمل مهمة التحديث الراسمالي للعلاقات السائدة وعندما استقامت الامور لها على هيئة راسمالية دولة اكتسبت هي قوة عمودية هائلة جعلتها اكثر قدرة على التمدد والتمادي ، الراسمالية كنظام اجتماعي اقتصادي له وجه سياسي يحكم الدولة ومؤسساتها مثله مثل الانظمة التي سبقته ـ العبودي والاقطاعي ـ لكنه يمتاز عنها بان له مجتمع مدني يوازي مجتمعه السياسي ـ الدولة ـ ليوزان فيه ايقاع الحركة الاقتصادية الاجتماعية التي تستند على الفكرة الليبرالية ، لكن في مجتمعاتنا مجتمعات راسمالية الدولة المالكة لكل شيء حتى ارواح البشر فان المجتمع المدني الذي يوازيها كان ضعيفا ومهتكا ومثقل بالعلاقات القبلية والطائفية مع تواصل للعلاقات شبه الاقطاعية واستمرار شكل الانتاج الراسمالي البسيط ـ فلاحي صغير في الريف وانتاج حرفي في المدينة ـ هنا يقول فالح عبد الجبار وهو باحث يساري مجتهد : " التوازن بين المجتمع السياسي " الدولة " والمجتمع المدني كان يسير في اتجاهين متناقضين ، فبمقدر ما كان الدور الراسمالي للدولة يمضي قدما ، كانت الدولة تزداد قوة وشراسة في عين الوقت مفضية تاليا لبروز انظمة الحزب الواحد . . " وفي مكان اخر يقول : ان دور الدين شيء ودور الحركات السياسية الاسلامية شيء اخر وان الخلط بينهما اجراء فاضح منهجيا وعمليا . . لقد قسم اسلافنا العظام بشكل مضمر الفكر الديني الى عناصر عديدة هي اولا : اعتقادي ـ ايماني ، اختص به علم الكلام : الذات الالهية ، مسالة الصفات ، التنزيه ، التجسيم او التشبيه ، الاتصال بالذات الالهية عن طريق المعرفة " الاتصال ـ الاتصال بالعقل الفعال ـ او عن طريق التصوف ـ الاتحاد ، الحلول ـ ثانيا العناصر الاقتصادية الاجتماعية ـ الاخلاقية التي اختص بها الفقه ـ فقه المعاملات ـ ثالثا عناصر العبادات التي كرست لها كل المذاهب نواظم وشروحات ، نجد هذا التقسيم حتى عند مؤرخي الفرق الاسلامية المعاصرة ـ ابو زهرة مثلا ـ الذي يقسم الفرق الاسلامية الى " التي بلغت 73 فرقة حسب البغدادي" فرق سياسية واعتقادية . . الخلاصة هي عدم الخلط بين الدين ككيان ابستمولوجي ومؤسساتي ، في تاريخه المتطور وبين الحركات السياسية الاسلامية المعاصرة التي هي احزاب سياسية صرفا " !
اذا اطلعنا على اغلب الدراسات اليسارية المتعلقة بالتاريخ الاسلامي او الحركات الاسلامية السياسية المعاصرة سنجد تحليلات وافية وبحوث تضع الاصابع على الجروح لكن المشكلة في الذين لا يقرؤون ، هذا البروفيسورحنا بطاطو كتب اروع ما يكون عن الطبقات الاجتماعية والحركات الثورية من العهد العثماني حتى قيام الجمهورية في العراق هل تصفحه شامل عبد العزيز مثلا ؟ هل اطلع على كتابات حسين وكريم مروة ، هل اطلع على كتابات مهدي العامل ، هل تصفح كتاب وعاض السلاطين لعلي الوردي ؟
ان اضمحلال الدولة وبالتالي اضمحلال ما يوازيها من مجتمع مدني يفترض عمليا وعلميا ظهور تشكلية اجتماعية اقتصادية جديدة تلغي الانفصال القسري القائم بينهما كما تلغي نهائيا الفوارق بين العمل العضلي والذهني وبين الريف والمدينة وبين المراة والرجل ، لتنهي والى الابد ظاهرة الاغتراب بين المنتج والمنتوج وبين الانسان ونفسه ، الى حيث افاق الحرية الكامنة خارج طبقات الارض والسماء انه المجتمع اللاطبقي مجتمع المشاعة الواعية مجتمع التسيير الذاتي بدوافع مدغمة فيها الذات والموضوع !
يقول جان جاك روسو : فرد يملك كل شيء = ملكية مطلقة ، ومجموعة تملك الكثير = حكم ارستقراطي ، الكل يملك = ديمقراطية !
هيجل يقول : انسان واحد حر = دولة مستبدة ، بعض الناس احرار = دولة ديمقراطية العبيد ، كل الناس احرار = دولة ديمقراطية حديثة !
ابن خلدون يقول : ان العلوم العقلية لا تسلم بالمنقول من الشريعة والسلف . . واذ يؤكد على ارتقائية المعرفة فيطرح ثلاث مراتب في عقل الانسان هي : العقل التمييزي ، العقل التجريبي ، العقل النظري ومن هنا فهو يعتبر علم الاجتماع البشري وتاريخه هوعلم عقلي صرف !
1513 كتب ميكافيللي كتابه الشهير الامير ، حيث دشن فيه عملية الطلاق بين السياسة والاهوت ، منطلقا من واقع جديد اخذت تفرزه البنى التحتية الجديدة ، تفسخ الاقطاع وبزوغ الوليد الجديد من رحمها الراسمالية ، وراح يقول ان السياسة تناقض الدين من حيث هي قوة للخداع وخداع للقوة ، وانها بريئة من اي التزام اخلاقي ، اخلاقها الوحيدة هي ان الغايات تبرر الوسائل ومهما كانت قبيحة !

نعود الى موضوعنا :
هل استكملت عندنا كل لوازم "التغير" التطور الاجتماعي ولم يتبقى منها سوى العامل الديني حتى نقول ان الاسلام هو العائق الاول والاخير؟
وحتى نجيب بدقة على التساؤل اعلاه علينا ان نتفق ماذا نقصد بالتغير الاجتماعي ؟
هل نقصد به العادات والتقاليد ، او نمط العيش ، ام التشدد والتطرف ، ام التخلف بكل انواعه ؟
اذا قصدنا كل هذه المعاني وتحديدا الاخيرة ـ التخلف بكل انواعه ـ فانه يكون من الادق استخدام مفردة التطور لان مفردة التغير يمكنها ان تشمل الكم او النوع بالسالب او الموجب ، ولكن مفردة التطور تعني النمو الكمي والنوعي الايجابي !
امعانا بالدقة نقول ان سيادة الفكر الديني على الدولة والمجتمع يساهم وبقدر كبير في اعاقة تطور اي مجتمع كان ، لان الاخ شامل يستخدم عبارة مجردة يمكن تأويلها تقول : انه شخصيا يتبنى مقولة الدين عائق للتطور الاجتماعي !
لان هذا التجريد هو نوع من التعميم الصحيح وحصره فقط في الاسلام نوع من التجني الفاضح ، شامل جرده هنا ولكنه سرعان ما قصره على لاسلام لاحقا !
الخلاصة :
الاسلام كدين ـ ايمان ، وكحركات سياسية هو ليس خارج السياق التاريخي السائد في مجتمعاتنا وهو بالتالي يتاثر ويؤثر بطبيعة التطورات والصراعات الطبقية القائمة ، والجزء السياسي منه تحديدا هو تعبير عن مصالح طبقية قائمة وتمارس الحداثة السياسية بمظاهر دينية اي انها تستخدم هذه المظاهر وتجير ما تراه يناسبها من احكام دينية لخدمة وجودها السياسي والاقتصادي والاجتماعي وهي بذلك تستغل الدين اسوأ استغلال ، مهمتنا كعلمانيين اصلاء ويساريين مبدعين تجريد الاسلام السياسي من اسلحته الاعتقادية وذلك بعزل الاعتقاد عن الدولة وجعله علاقة فردية خاصة ، اما الغلو والتطرف او العمل على تكتيل الاعتقاد بسياسة الاسلاميين واصحابها والدعوة لاقصائهما واستاصالهما فهي دعوات تعطي نتائج عكسية بل انها تصب لمصلحة الاسلام السياسي نفسه ، وهنا تنطبق مقولة التقاء وتخادم التطرفين اليساري واليميني على واقع التطرف العلماني والسياسي الاسلامي ، اي ان دعوات شامل عبد العزيز مثلا تلاقي بامتداداتها تطرف احدهم من المطبلين لفكر الاسلام السياسي ، لان الفريقين اقصائيين واحدهما يعتاش على طروحات الاخر !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال رائع
رشا ممتاز ( 2009 / 8 / 18 - 20:24 )

الأستاذ والكاتب المحترم جمال الدين تقى
حقيقة أود أن أعبر لك عن عميق شكرى وأمتنانى على مقالاتك القيمة الدسمة التى تمتعنا بها وخاصة فى ردك على مقالات الاستاذ الفاضل شامل عبد العزيز وتصويبها وتفنيدها ليس فقط لانها تتيح لنا رؤية الرأى والرأى الاخر ولكن لصدورها من شخصين يشتركون فى نفس الخلفية
وأجدنى أتفق معك بشدة وأؤيد تلك السطور الصادقة ووجهة النظر الحكيمة التى ختمت بها مقالك:

اما الغلو والتطرف او العمل على تكتيل الاعتقاد بسياسة الاسلاميين واصحابها والدعوة لاقصائهما واستاصالهما فهي دعوات تعطي نتائج عكسية بل انها تصب لمصلحة الاسلام السياسي نفسه ، وهنا تنطبق مقولة التقاء وتخادم التطرفين اليساري واليميني على واقع التطرف العلماني والسياسي الاسلامي ، اي ان دعوات شامل عبد العزيز مثلا تلاقي بامتداداتها تطرف احدهم من المطبلين لفكر الاسلام السياسي ، لان الفريقين اقصائيين واحدهما يعتاش على طروحات الاخر
مع خالص تحياتى وتقديرى وتمنياتى بالعطاء الدائم


2 - شكراً جزيلاُ
شامل عبد العزيز ( 2009 / 8 / 18 - 21:35 )
الأستاذ الفاضل . هذه هي المقالة الثانية عني وأنا شاكر لفضلك . نعم الدين عائق وهذا رائي ولك أنت والأخرين رأي ثاني أنا احترمه . الدين . أي دين . هو عائق ولكن الأديان عدا الإسلام تخلت عن مفاهيم الدين وأعتبرته شأنا فردياً وهذا هو سبب نجاحها أما نحنُ فلا نستطيع أن نتخلى عنه ولذلك من غير المعقول أن أتناول ديناً أخراً لان القاعدة التي تقول عنه أنه عائق قد انتفت . أما الكتب التي ذكرتها فأقول لك نعم أنا اقرأ في كل الأتجاهات ولكن في الأخير أتماشى مع الرأي الذي اتبناه وللأخرين اراءهم . وكذلك المفهوم اليساري الذي استعرضته أنا لا أتوافق معه في الرؤى وهذا رائي . خلاصة الكلام . هل نستطيع أن نعتبر الدين شأناً فردياً ونفصله عن الدولة حتى نستريح ونُريح مثل باقي الأمم . هذا هو السؤال . أنت تركز على فترة الخلافة . هل تؤمن أنت باعادتها ؟ أم أنك تعتبرها فترة وانتهت ؟ إذا اعتبرتها فترة وانتهت فليس هناك مشكلة ومقالتك تعتبر في غير مقصود مقالتي ؟
أغرب ما في الأمر أن اليسار حالياً يدافع باستماتة عن مفهوم الإسلام الذي يتناقض معه في كل شيء
تحياتي


3 - مطلوب حوار جاد ومسؤول حتى يكون مثمرا وحتى نساهم بتواضع في عم
جمال محمد تقي ( 2009 / 8 / 18 - 22:38 )
الاستاذة الفاضلة رشا ممتاز اسعدني مرورك واسعدني اكثر الاراء الناضجة التي تعبرين عنها بكتاباتك دمت للحوار الجاد والرصين واشكرك على مساندتك
الاستاذ الفاضل والعزيز شامل عبد العزيز اسعدني جدا اهتمامك بما يكتب عنك او بالاحرى عن الافكار الواردة في مقالاتك وسيسعدني جدا لو استمر اهتمامك ليس بما اكتبه عنك وانما بما يكتب عن العلمانية في الحوار على اقل تقدير
عزيزي هذه هي المقالة الثالثة التي تناولت فيها مقالاتك وهي على التوالي منشورة في الارشيف
عزيزي لم تتخلى الاديان من تلقاء نفسها عن السلطة والسياسة والهيمنة وانما دفعت دفعا الى الزاوية نتيجة انحدار الاقطاع الاوروبي وحلول الراسمالية محله وايضا نتيجة لافرازات هذا التحول فالدين يقيد الانطلاقة الراسمالية لكن ذلك لا يعني اننا ننتظر سيادة الراسمالية بوجهها المدني حتى ينزوي الدين عندنا كما انزوى في اوروبا لانا لو فعلنا ذلك فاننا سنعطي لمستغليه فرصة ذهبية لاعاقة التطور الاجتماعي من خلال ترك الساحة لهم يتحكمون فيها وكانهم وكلاء الله في الارض نعم ان عدم فصل الدين عن الدولة بكل معانيها فان الوضع سيزداد سوءا اي في هذه الحالة الملموسة فان الدين المسيس هو معيق للتطور الاجتماعي وهذا جواب اعتقده واضح وصريح على سؤالك
انا لم


4 - رأي
رياض اسماعيل ( 2009 / 8 / 19 - 10:20 )
أستطيع تلخيص مقالتك بالتالي: ( أنت توافق الأستاذ شامل بأن سيادة الفكر الديني على الدولة والمجتمع يساهم بقدر كبير في اعاقة تطور المجتمع، ولكن برأيك فان هنالك عوامل أخرى لا تقل أهمية تساهم بدورها باعاقة التطور، وتستنكر حصر الهجوم على الدين وحده وتدعو الى عدم الغلو والتطرف بالتعامل معه وتدعو أخيرآ الى فصل الدين عن الدولة وتسليط الضوء على تناقضات الدين بالاعتماد علىمنهج علمي في التحليل) برأيي أن الخلاف بينكما هو على الأولويات وليس على المبادئ، أيهما نعالج أولآ؟
أعتقد أيضآ أنك تقترب من رأي الأستاذ طارق حجي الذي يدعو الى حصر نقد الدين بالنخب المثقفة والأكاديميين وذلك حتى لا نجرح مشاعر مليار وربع مسلم وبالتالي حصول ردود فعل ونتائج عكسية
أنا برأيي أن ما يقوم به أمثال ألأستاذ شامل والأستاذ مختار ملساوي لا يختلف عن ما تدعوان اليه أنت والأستاذ حجي فأسلوبهما راق وحضاري ويعتمدان على التحليل العلمي بدون استعمال كلمات
بذيئة ( مثل مراحيض وقاذورات) ثانيآ من قال أنهما وغيرهما قد حصرا انتقادهما للدين فقط؟ وأنهما ساكتان عن بقية المعوقات؟
لماذا لا تعتبر أن تناولهما لمسألة الدين شكلآ من أشكال التخصص؟ فكلاهما وجدا أن عندهما المقدرة العلمية والمعرفية الكافية لتناول هذا الموضوع أكثر من المو


5 - مرة أخرى ..أشكرك
رشا ممتاز ( 2009 / 8 / 19 - 11:24 )
تقول ان اغرب ما في الامر الان ان اليسار يدافع باستماتة عن
مفهوم الاسلام الذي يتناقض معه بكل شيء
عزيزي هل تعتقد اني ادافع عن الاسلام لاني استنكر الهجوم العشوائي ضده وافند التعامل معه على انه طوطم بالعكس انت يجب ان تعرف عدوك اذا افترضنا اننا بمعركة انا اطالب باضعاف نقاط قوته التي هي توحد مفهومه الايماني بالتحزب الديني علينا الفصل
ساعتها سيفقد المتحصنون بالدين حصنا منيعا لهم اخي من خلال تسليط الاضواء النقدية الكاشفة على تناقضاته والهوة بين المطلق الاعتقادي وبين النسبي الدنيوي الذي يريد المتحصنون بالدين اعتباره مطلقا ايضا
--------------------------------------
الكاتب المحترم جمال الدين تقى أرفع لك القبعة لحكمتك البالغه المنعكسة فى السطور السابقة ...
تحياتى وتقديرى


6 - توضيح
شامل عبد العزيز ( 2009 / 8 / 19 - 11:48 )
الأستاذ جمال حقيقة أنا لا أعرف هذه المقالة الثالثة وسوف أعود للأرشيف لكي أبحث عنها ولكن أحب أن أقول لك . كيف وجدتني منزعجاً ؟ هل صدر مني ما يوحي بذلك ؟ ومن قال أن نيتك غير سليمة وأنا على يقين سيدي أنك سليم النية وشاكر لفضلك مرة أخرى . ثم من قال أنني منزعج ؟ هل أنا مهاجم للأسلام بشكل عشوائي ؟ أنا طرحتُ فكرة ووفيها من الأدلة الشيء الكثير وفيها الآليات كذلك مستندة إلى آيات وأحاديث وطالبتُ من المخالف أن يثبت عكس ذلك ولكن بشرط إيراده للأدلة . سيدي مقالتك سرد تاريخي . ما يكتب عن العلمانية وتوافقها مع الإسلام أستطيع أن اسميه خبط عشواء لسبب بسيط هو عدم التفريق بين الإسلام والعلمانية من الذين يكتبون . سوف اقول لك عندي مقالة حول هذا الخلط أعدك بأنها سوف توضح الصورة. الأقرب في قراءة مقالتي هو ما جاء في تعليق الدكتور رياض إسماعيل هنا في تعليقه على مقالتك وأنا شاكر كذلك لفضل الدكتور
تحياتي لك وللدكتور رياض


7 - ضبط ايقاع الطروحات العلمانية وابعادها عن الخطاب الغربي يساعد
جمال محمد تقي ( 2009 / 8 / 19 - 15:39 )
ردود محاورة
الاخ المحترم رياض اسماعيل اتفق كثيرا مع ما تفضلت به ،و ياريت هناك متخصصون في الاديان وليس متخصصون بنقل وجهات نظر الديانات الاخرى بالاسلام
عزيزي عندما يدغم هكذا نوع من الطرح مع خطاب سائد تردده وسائل اعلام معروفة بانتقائيتها وانحيازها للخطاب العدائي للعرب والمسلمين عموما حتى وصل الامر بالتهكم على الرس والاثنية فان الموضوع يخرج عن كونه نقد لدين
خذ مثلا حالة السيد القمني هل يزايد عليه احد في تحديه ولكن هو الاقدر على تحديد خطاب يتناسب مع مستوى الصراع وساحته تصور هناك من طالبه مثلا بان يردد ما يردده هو من عبارات وافكار مهيضة لمشاعر والقمني في عز المواجهة الفعلية وليست الافتراضية
انا اتفق معك ان طرح الاستاذ شامل ليس فيه اساءات او بذاءات ولكنه يبقى طرحا يسير بفلك من يستخدمها وهنا فالاخ شامل بايع السيدة وفاء وعلى رؤوس الاشهاد وانا هنا اقصد من يريد تمييزه عليه فعلا ان يميز نفسه عمن يسيء لناس
عموما انا اتفق معك باغلب ما ذهبت اليه وشكرا جزيلا لمساهمتك
الاستاذة رشا ممتاز مرة اخرى تسعديني واشكرك
جمال محمد تقي
الاخ العزيز شامل
ابدا لم يصدر منك ما يعكر صفو الحوار الدائر وانا شاكر لك ذلك
لاتوافق فلسفي او فكري بين الاسلام ولعلمانية نع


8 - التنظيم المدني بين الزاوية الاسلامية والزاوية العلمانية
فدى المصري ( 2009 / 8 / 19 - 19:04 )
تحية لكاستاذي لهذا المقال الدسم والغني ببعض النقاط التي اتوافق معك عبرها وهي ،

مهمتنا كعلمانيين اصلاء ويساريين مبدعين تجريد الاسلام السياسي من اسلحته الاعتقادية وذلك بعزل الاعتقاد عن الدولة وجعله علاقة فردية خاصة ، وهذا التجريد الذي يكمن في محاربة التشدد واستخدام العنف البرمج ضمن استخدام الفعل الاجرامي الذي يخدم المصلحة السياسية والسلطة بأسم الاستغلال الديني وخوفا من فقدان المكاسب

كما اضم صوتي لصوت الاستاذة رشا بالعوة للعلمانية المعتدلة بعيدا عن التطرف المتأسلمين والتطرف العلمانيين ، واذ نحن نحار هذا الاستغلال السياسي بأٍم الدين ، فلا يعني ذلك أن ننكر وجود الدين ومعتقداته كأرث قيمي وسلوك شخصي عقائدي لا ننسى دوره ضمن تركيبة المجتمع الثقافي وبنيته .
تحياتي

اخر الافلام

.. سوناك ينشر فيديو عبر حسابه على -إكس- يسخر فيه من سياسة حزب ا


.. هل يهمين اليمين المتطرف على البرلمان الأوروبي؟ وماذا يغير؟




.. غزة: آلاف الإسرائيليين يطالبون بالموافقة على مقترح الهدنة وا


.. ??مجلس النواب الفرنسي يعلق عضوية نائب يساري لرفعه العلم الفل




.. الشرطة الإسرائيلية تفرق المتظاهرين بالقوة في تل أبيب