الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البحث عن رمز وطني

عدنان شيرخان

2009 / 8 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ثمة من يعتقد ان غياب رمز وطني سياسي يتفق بشأنه العراقيون ويقبلوه بجميع مكوناتهم هو احد اهم الاسباب التي تقف وراء تعثر العملية السياسية وعدم استطاعتها التقدم الى الامام بثبات. ربما يكون في هذا التحليل بعض الصواب خاصة عندما نستعرض تجارب الامم والشعوب الاخرى التي مرت بما مررنا به. القارئ الجيد للتأريخ يدرك ان لكل امة نقطة انطلاق الى اعلى تستجمع فيها قواها وعزمها وغالبا ما يرافق هذه الانطلاقة وجود زعيم يمتلك كاريزما قوية مخلص مطلق للوطن وعلى درجة متناهية من النزاهة، خذ مثلا غاندي، مانديلا، ديغول، القائمة طويلة، ويبدو ان الامم والشعوب مجبولة الى التطلع نحو رمز ترنو اليه اعينهم وافئدتهم، يظهر ليجمع ويوحد خاصة عندما تعيش الامة تحت ظلال ازمة عصيبة.
وجد العراقيون انفسهم وبعد تغيير العام 2003 في حيرة من امرهم، لعل من دهاء صدام ونظامه الدموي تصفيته لجميع الشخصيات المرشحة لان تكون رموزا وطنية، حتى داخل حزبه الذي تسيده قضى وبشكل دراماتيكي على جميع الرفاق الذين سبقوه بالانتماء للحزب والذين كان من الممكن ان يكونوا شيئا مذكورا في حالة التفكير ببديل.
بعد التغيير تعذر على العراقيين التعرف على اسماء تم طرحها على انها اركان النظام السياسي الجديد ولاعبوه الرئيسيين، وحتى الذين ادمنوا متابعة اخبار العراق لسنين طويلة من خلال الاذاعات الاجنبية واذاعات المعارضة لم يكونوا يعرفوا الا بضعة اسماء، ولو امكن وقتها اجراء استطلاع للرأي بشأن اسماء السادة اعضاء مجلس الحكم، فأن النتيجة كانت عدم معرفة معظم الجمهور اي شئ عنهم، كان فيهم نحو سبعة اسماء معروفة جيدا وبدون ادنى شك، وحتى تلك الاسماء انزوى البعض منها وتحرك سريعا نحو زاوية النسيان بسبب ذاكرة الشعوب العجيبة، وسريعا افل نجم اسماء بعض المعارضين تماما، وحل محلها اسماء سياسيين كان العام 2003 نقطة انطلاقهم الفعلية، وفي معيار السياسة لا تستطيع هذه المدة القصيرة صنع سياسي محترف بمعنى الكلمة يستطيع ان يقود شعب صعب المراس كأهل العراق.
وحدثت بسبب نتائج انتخابات العام 2005 جدولة سياسية لاعادة ترتيب اهمية السياسيين، وعلى حد قول احد المعارضين القدامى فأن العديد من السياسيين بحاجة لان يتأكدوا يوميا من انهم ليسوا في حلم، في اشارة الى انهم لم يكونوا يحلمون ايام النضال الخوالي ان يصلوا الى عشر ما وصلوا اليه. وتسجل ملاحظات مهمة على اداء البعض من السياسيين انهم لم يهيؤا انفسهم جيدا لان يكونوا يوما في الحكم، وانهم ظنوا انهم ماكثون في (المعارضة) ما امد الله لهم من عمر.
واذا كانت هذه احوالنا في احسن تقدير فهل من الممكن ان تتحايل الامم والشعوب التي تعاني مثلما يعاني العراق حاليا من غياب رمز وطني على التأريخ وتصنع لها بطلا ورمزا وطنيا ولو من الدرجة الثانية ان لم تستطع العثور على بطل من الدرجة الاولى الممتازة.
الموضوع لا يتعلق بالتأريخ ولا بالجغرافية، وانما يتعلق بمن يريد ان يصبح رمزا للعراقيين جميعا وليس لطائفته او قوميته ودينه، وهو درب صعب شاق، عليه ان يتصف بالعدل والانصاف والنزاهة والعفة، العراقيون مغرمون بالنزيه المتعفف، وعبدالكريم قاسم احبه ويحبه العراقيون، برغم انه في ميزان السياسة ارتكب اخطاء كثيرة، احبته اجيال لم تره لانه كان وطنيا اصيلا يحب العراق، ولانه كان نزيها عفيفا، لم يستطع اعداؤه وبرغم عقود حكمهم الطويلة ان يمسوا نزاهته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ابن العـــــراق البار
كنعان شماس ايرميا ( 2009 / 8 / 19 - 17:31 )
ومن غير الزعيم الخالد الشهيد عبد الكريم قاســــــم


2 - الزعيم الخالد عبد الكريم قاســـــم
كنعان شماس ايرميا ( 2009 / 8 / 19 - 17:44 )
عفوا فاتني ان اكمل الزعيم الذي يتقزم امامه كل الادعياء المنافقين . احب جميع العراقيين بلا تحيز وفيه كل صفات القائد القدوى الحسنة . على البرلمان العراقي ان احب العراقيين ان يامروا باقامة نصب يخلد ذكراه في الساحة الرئيسية لكل مدينة عراقية وليكن في بغداد ساحة الحرية او ساحة الفردوس مااحوجنا الى رمز نفتخــــر به كما يفتخر الترك باتاترك والانسانية بغاندي العظيم . سيذكر العراقيين بالاعتزاز كل عراقي يشيد بمفاخر وامجاد ابن العراق سيما بعد استشهاده الماساوي رحم الله ابن العراق البار وطيب ذكراه

اخر الافلام

.. ماذا وراء سجن المحامية التونسية سنية الدهماني؟ | هاشتاغات مع


.. ا?كثر شيء تحبه بيسان إسماعيل في خطيبها محمود ماهر ????




.. غزة : هل توترت العلاقة بين مصر وإسرائيل ؟ • فرانس 24 / FRANC


.. الأسلحةُ الأميركية إلى إسرائيل.. تَخبّطٌ في العلن ودعمٌ مؤكد




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ومواجهات ضارية تخوضها المقاومة ضد قو